كان سلوك اللاعب عمرو وردة لاعب المنتخب القومي لكرة القدم غريبًا كلاعب محترف، وفي بطولة قارية كبرى، وداخل معسكر المنتخب القومي لدولة عريقة في الحضارة تستضيف بطولة قارية بذلت من أجل نجاحها المزيد من الجهود والأموال على جميع الأصعدة، لرفع الراية المصرية خفاقة بين الأمم، وبرغم الظروف الصعبة وضيق الوقت المتاح لإقامة البطولة بعد الاعتذار المفاجئ للمغرب.
نجحت مصر تنظيميًا في حفل الافتتاح بشكل مبهر يناسب تاريخ وحضارة مصر، وللأسف لم يكن هذا اللاعب على مستوى المسئولية، وتصرف كإنسان لا يعرف معنى المسئولية؛ سواء تجاه نفسه كإنسان، أو تجاه وطنه بتصرفات وسلوكيات مشينة، ليس لها أي مبرر أو عذر، لأن الخطأ ليس من إنسان عادي أو طالب صغير، أو حتى موظف يمارس هذا السلوك خارج نطاق عمله؛ بل هو لاعب دولي محترف مارس هذا السلوك المشين في أثناء معسكر المنتخب القومي، وأساء لوطنه قبل نفسه، وفي أثناء تأديته مهمة قومية لرفع علم بلاده، والغريب أنها ليست السابقة الأولى لنفس اللاعب، حيث تكرر ذلك كثيرًا، بل وصل الأمر إلي التحرش بزوجات زملائه؛ مما أدى للاستغناء عنه في أكثر من نادٍ خارجي، كما أنه ليس لاعبًا أساسيًا، فضلاً عن أن المبادئ لا تعرف التفرقة.
والغريب الدفاع عن سلوك منحرف من بعض الزملاء، والأغرب أن ما فعله وردة كان داخل معسكر المنتخب وفي أثناء البطولة نفسها، فأين كان الجنايني أو المسئولون في اتحاد الكرة؟
ففي مثل هذه البطولات تكون هناك رقابة صارمة على جميع اللاعبين وقد تصل لمنع استخدام الموبايلات إلا في أوقات محددة ومراقبة مستمرة لغرف جميع اللاعبين ومواعيد النوم والاستيقاظ، فأين كانوا؟ ولماذا التخبط في التصريحات ثم نفيها ثم الرجوع ثم إعلان العقاب ثم الرضوخ لضغوط بعض اللاعبين والسماح لهم بالتدخل فيما لا يعنيهم؟ لأن اللاعب مهما كان حجمه فهو لاعب، ودوره داخل الملعب يركز فيه فقط. هذا هو الاحتراف وهذا يرجع بنا مرة أخرى لمهزلة كأس العالم التي أقيمت في روسيا، وكيف اشتكى اللاعبون من صعوبة النوم؛ لأن المعسكر كان مفتوحًا ليلًا ونهارًا لبعض رجال الأعمال وأسرهم وغيرهم، مما مثل إزعاجًا للاعبين فلم يحصلوا على الراحة الكافية، وكانت النتائج فاضحة؛ بل إن بعض المسئولين في اتحاد الكرة سمح لبعض البرامج والقنوات الرياضية بالدخول لغرف اللاعبين لتسجيل بعض البرامج الرياضية.
للأسف المشكلة أكبر من وردة، فاتحاد الكرة هو المسئول الأول، وتراجع عن قراراته التربوية أمام ضغط بعض اللاعبين، كما تراجع عن قرارات سابقة وإقامة مباريات سابقة تحت ضغوط الأندية الكبيرة..
للأسف لم يقدر الاتحاد ما قامت به الدولة لأجل إنجاح هذه البطولة ورفع اسم مصر عاليًا، وبالتالي فجميع أعضاء هذا الاتحاد يتحملون المسئولية الفنية كاملة عن مدى النجاح الفني أو الفشل في هذه البطولة، ويجب أن يحاسبوا؛ لأن الحصاد المتوقع منهم هزيل.
وأتمنى أن يخيب ظني من أجل إسعاد الجماهير ورفع شأن هذا الوطن، الذي لا يقدر البعض قيمته ومكانته عبر التاريخ.