Close ad

السنوسي "مانديلا ليبيا" وحل الأزمة ..!

26-5-2019 | 00:38

يزور مصر حاليًا المناضل الليبي أحمد السنوسي، حفيد الشريف أحمد الشريف السنوسي، والذي يُعتبر أقدم سجين سياسي في العالم بلا منازع.... نعم هو أقدم سجين سياسي في العالم؛ حيث ظل معتقلا لأكثر من ٣١ سنة بداية من عام ١٩٧٠ حتى عام 2001...

وإذا كان مانديلا حصل على هذا اللقب وهو الذي قضى في السجن 27 عامًا فقط.. أما أحمد الزبير السنوسي فقد قضى أكثر من 31 عامًا من عمره مسجونًا، وعلمت من بعض أقاربه أنه رفض الخروج من السجن في عهد القذافي أكثر من مرة حفاظًا على كرامته، ورفضه للإفراج المشروط؛ حتى عندما قام القذافي بهدم المعتقلات في حركة سينمائية لا أكثر ولا أقل.. رفض أحمد الزبير السنوسي الخروج من المعتقل أيضًا..

وعند الإفراج عنه ذكرت عدة منظمات حقوقية أن السنوسي أمضى سنوات عدة محتجزًا في زنزانة انفرادية وهو ما يعد انتهاكًا واضحًا لكل الأعراف والقواعد الدولية بشأن حقوق الإنسان.. وهو قد قدم لمصر للعلاج، وقد سبق وتم اختياره من قبل عقلاء وشيوخ برقه، وقدموه كمنقذ لليبيا من أزمتها العصية على الحل منذ أكثر من 8 سنوات فهل ينجح في ذلك..؟ ومصر كما نعلم جميعًا تسعى ولم تدخر جهدًا لحل الأزمة الليبية وإعادة الاستقرار للجارة ليبيا؛ لأن مصر وليبيا يجمعهما أمن قومي مشترك ومصير واحد مشترك..

برغم أن بعض الأبواق الإعلامية تتعمد تشويه الصورة الذهنية عن موقف مصر من الأوضاع في ليبيا، وهو ما أعتبره لعبًا بالنار يضٌر العلاقات التاريخية القديمة والقوية التي تربط مصر وليبيا على المستويين الشعبي والرسمي.. 

لذلك أتمنى أنا وكل مواطن مصري وكل مواطن ليبي أن ينجح أحمد الزبير السنوسي وكل عقلاء ووجهاء ليبيا في جمع الفرقاء الليبيين، وأن يتم حل الأزمة الليبية بين الليبيين أنفسهم، وأعتقد أن حٌب الليبيين لآل السنوسي والسنوسيين؛ لما هو معروف عنهم تاريخيًا من فضل وتقوى وورع وتاريخ سياسي ونضالي، وهم أجدر بذلك من أي طرف آخر.. وهاهم الليبيون في شرق ليبيا اختاروه رئيسًا لمجلس إقليم برقة الجديد، وهو ابن عم الملك الراحل إدريس السنوسي، ويأتي ذلك وسط صراع على السلطة استمر أكثر من 8 سنوات، صراع أضاع على ليبيا ثروات طائلة، وأصاب الشعب الليبي ما أصابه من شتات وفُرقة بدون أي داع.. ويُذكر أن ليبيا كانت بعد استقلالها في عام 1951 مملكة اتحادية تتكون من ثلاث ولايات؛ هي طرابلس وبرقة وفزان، ولكل منها حكم ذاتي وفي عام 1963 تمت تعديلات دستورية، وتم إلغاء النظام الاتحادي بموجبها، وحل محله نظام مركزي يتكون من 10 محافظات..

ويطالب عدد كبير من الشباب والمثقفين في ليبيا بإعادة العمل بدستور 1951 من أجل القضاء على حالة الاستقطاب الحاد التي تعاني منها ليبيا حاليًا، وأيضًا من أجل تعزيز فرص بناء التوافق الوطني في ليبيا ويساعد على ذلك طبيعة النخب السياسية الليبية، وخاصة المعتدلين في كلا الجانبين، وهم على ما أزعم أصحاب التأثير الأقوى والقادرون على فتح قنوات الحوار، وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين والتوصل إلى حل بعيد عن الإقصاء والاستقطاب الحاد.. وتقليص تأثير المتطرفين في الجانبين.. ويبقى السؤال :

هل ينجح أقدم مسجون سياسي في العالم في إخراج ليبيا من أزمتها المتأزمة المتفاقمة.. والعصية على الحل منذ أكثر من 8 سنوات.. ؟ ندعو الله أن يتم ذلك في أقرب وقت.. وللحديث بقية.. والله المستعان.. وكل عام وأنتم بخير

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة