الحضارة الرومانية (6)
ذكرنا فى المقال السابق عودة أوكتافيوس منتصراً وتوليه قيادة البلاد تحت اسم أغسطس Augustus، ومع بدايات القرن الثالث تحولت البلاد إلى نظام الملكية المطلقة، ونشأ مفهوم جديد فى مجال المياه هو حق الشعب فى الاستخدام، بدلاً من ملكية الشعب.
وتم تصنيف المياه الموجودة فى الأنهار والترع وفروعها باعتبارها شيئًا مشتركا يحق لكل شخص استخدامه، وبرغم ما شهدته تلك الفترة من إغلاق الباب أمام أى شخص للادعاء بملكية المياه، إلا أنها تميزت بتطوير النظام الخاص بحق استخدام مجارى المياه العامة؛ سواء بالنسبة للأغراض العامة أو الخاصة، ليكون هذا الحق متاحاً ليس فقط للمواطنين ولكن أيضًا للأجانب، ولمختلف الأغراض كالشرب، والأغراض المنزلية، وسقاية الماشية، والصيد والنقل، ودون حاجة إلى الحصول على امتياز أو ترخيص إدارى مسبق؛ بالمثل لم تكن هناك حاجة للحصول على تراخيص إدارية لتحويل المياه لأغراض الرى أو الصناعة.
بمعنى آخر لم توجد خلال تلك الفترة أية معوقات أمام حق المواطنين فى استخدام المياه ولا تحويلها، اللهم إلا إذا تسببت عمليات تحويل المياه فى انتهاك حقوق باقى المواطنين فى استخدام المياه، أو الوقوف دون تمكنهم من استخدام ذلك الحق؛ حيث كان يحق للسلطة المائية المختصة أن تتدخل لإلغاء تلك التحويلات أو تعديلها.
كاتب المقال:
استشارى شئون المياه
[email protected]