Close ad

زيارة مصر حلم كل طفل في الصين

17-3-2019 | 20:03

مصر هي الأفضل لوجهة السائحين الصينيين.. هذا ما رأيته بعيني في رحلتي السفر والعودة، أواخر شهر يناير الماضي، حيث امتلأت- عن آخرها - مقاعد الطائرتين، المصرية والصينية، بالركاب، ما يؤكد الطفرة، التي حققتها صناعة السياحة المصرية، ومدى إقبال الصينيين على زيارة مصر، باعتبارها الوجهة المفضلة.

صحيفة الشعب الصينية نوهت إلى هذا الأمر الإيجابي، بالإشارة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملموسة، في أعداد السائحين الصينيين القادمين إلى مصر؛ مما جعل السياحة المصرية أكثر انتعاشًا، في أثناء عطلتي الربيع والعيد الوطني، الصينيتين.

نقلت الصحيفة عن تقرير أصدرته شبكة خدمات السفر الصينية أن مصر قد أصبحت- الآن- واحدة من أفضل 5 وجهات إفريقية بالنسبة للسائحين الصينيين.

ذكرت الصحيفة أن السائحين الصينيين يفضلون زيارة المعالم التاريخية والثقافية، وبالذات، أهرامات الجيزة ومعابد الأقصر، ويتوافدون في رحلات خاصة ومنظمة.

وزيرة السياحة، الدكتورة رانيا المشاط، توقعت المزيد من تدفق السائحين الصينيين باتجاه مصر، في الفترة المقبلة، في ضوء اهتمام مصر بالسائح الصيني، وتشغيل خطوط طيران جديدة مع مدن لم يعتد أن تصل منها طائرات للمطارات المصرية.

في أحدث تقرير لها، ذكرت منظمة السياحة العالمية أن 11.3 مليون سائح زاروا مصر في عام 2018.

سفير الصين في القاهرة، سونغ أي قوه، أشار إلى أن حركة السائحين من الصين إلى مصر، والعكس، لا تتناسب مع كون البلدين هما أقدم حضارتين، ويمتلكان موارد سياحية فريدة، موضحًا أن عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر في عام 2017 بلغ 300 ألف سائح، وهو 3 أضعاف العدد المسجل في عام 2010.

في الوقت نفسه، أكدت تصريحات للسفير سونغ أي قوه، أن زيارة مصر هي حلم يراود كل طفل صيني، درس في المرحلة الابتدائية سر بناء الأهرامات، ومع الزيادة المطردة في أعداد السائحين الصينيين، تقرر زيادة عدد رحلات الطيران وتدشين خطوط طيران مباشرة.

في رحلة العودة من الصين لمصر، كان من حظي استخدام إحدى طائرات خط طيران صيني مباشر(تشنغدو- القاهرة) جرى تدشينه منذ أشهر قليلة، للربط بين مقاطعة سيتشوان الصينية ومصر، في خطوة شجاعة وواعدة، تستحق الإشادة، تستهدف جذب المزيد من السائحين الصينيين، وهو ما رأيته بعيني، بالفعل، كما ذكرت في بداية هذا المقال، حيث امتلأت مقاعد الركاب - على آخرها - بالمسافرين.

في ضوء التشغيل الاقتصادي الناجح لهذا الخط المباشر، تشنغدو- القاهرة، ماذا يمنع تدشين خطوط جديدة من مقاطعات ومدن صينية أخرى، وهنا أشير، على وجه التحديد، إلى ولايات كاشغر وخوتيان وأوروموتشي، التي زرتها أخيرًا في منطقة شينجيانغ، ذاتية الحكم، أقصى شمال غرب الصين.

سببان رئيسيان لمستهما خلال زيارة الصين، يستحقان الدراسة من مسئولي الطيران المدني، قد يلبيان رغبة السفير سونغ أي قوه في فتح آفاق جديدة لجعل حركة السياحة الثنائية تتناسب مع ما تحظى به حضارتا وروابط مصر والصين.

الأول: منطقة شينجيانغ، الاقتصادية، مخطط لها أن تكون في قلب مبادرة الحزام والطريق، حسب تصريحات رئيس حكومة المنطقة، شهرت ذاكر، أمام الدورة السنوية لأعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، ومن مدن الولايات الصينية، التي ذكرتها للتو: كاشغر وخوتيان وأوروموتشي، سوف تصبح معبرًا لمعاملات الصين وتجارتها الخارجية، استيرادًا وتصديرًا، إلى دول آسيا الوسطى وأوروبا، وغيرها، مع اعتبار، موقع مصر ومحور قناة السويس، ضمن هذه الخريطة.

السبب الثاني: الروابط التاريخية والثقافية، التي تجمع بين القوميات الصينية المرتبطة، بطريق الحرير القديم، في منطقة شينجيانغ، ذات الأغلبية السكانية المسلمة، والأمتين العربية والإسلامية، وفي القلب منهما مصر، وما من أحد - قابلته خلال الزيارة- إلا وحدثني عن حبه لأرض الكنانة، والرغبة في زيارتها.

في شهر أبريل المقبل، تستضيف العاصمة الصينية، بكين، قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وقد تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة رسمية لحضور القمة، من نظيره الصيني، شي جين بينغ.

في عام 1978، كان اقتصاد الصين أقل من اقتصاد ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا، وغيرها.

قبل عام 2030، من المتوقع أن يصبح الاقتصاد الصيني هو الأكبر في العالم.

في الوقت نفسه، بلغ احتياطي النقد الأجنبي في الصين 3.879 تريليون دولار، وارتفع متوسط دخل الفرد إلى نحو 9 آلاف دولار سنويًا، وتخطى حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فيها حوالي تريليوني دولار، وتجاوزت استثمارات الصين في الخارج ما قيمته 1.3 تريليون دولار.

أيضًا، تم انتشال 700 مليون صيني من الفقر، ورفع مستويات 400 مليون، من أصحاب الدخول المتوسطة، والإسهام بنسبة 30% من النمو العالمي.

في عام 2018، بلغت عائدات السياحة في الصين حوالي 891 مليار دولار.

زيادة الشريحة متوسطة الدخل من السكان الصينيين، فتحت الأبواب أمام عشرات الملايين لطرق أبواب المزيد من المقاصد السياحية، ومنها مصر.

في عطلة الربيع الماضية، ظهرت صور لسائحين صينيين عند معبد أبوسمبل.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: