Close ad

الفالانتاين.. ومن الحب ما حبس

16-2-2019 | 18:53

في الوقت الذي كان فيه مواطنو أو سكان العالم الافتراضي أو السوشيال ميديا مشغولين بالفالانتاين داي ودباديبه ووروده الحمراء وبوستاته وهداياه وقلوبه؛ وهو أمر جيد لا غُبار عليه، ولا مانع من الاحتفال بعيد الحب في كل وقت؛ وما يشيعه ذلك من أجواء رومانسية وعاطفية تنعكس بالضرورة على الحالة المزاجية للمجتمع، حتى لو لم تُشارك فيه.

المهم أنه خلال هذا الماراثون الغرامي الافتراضي استوقفتني وأرعبتني تلك القصة أو الحادثة الواقعية التي نشرتها "بوابة الأهرام" الغراء عن شاب حبسته أمه واحتجزته في سرداب أو كهف لمدة 10 سنوات كاملة لم ير فيها النور ولم يره أحد، وأطلق عليه محرر الخبر (رجل الكهف)، وفي تفاصيل الخبر أن الشاب محمد الغرباوي قضى زهرة عمره وشبابه في الظلام، ولم ير خلالها سوى وجه والدته لمدة تزيد على 10 سنوات؛ وذلك بسبب معاناته من اضطرابات نفسية وعصبية دفعت والدته لحبسه داخل منزلهم بقرية "سجين الكوم" التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية ..

حتى صار شابًا لا يعرف شيئًا من الحياة سوى جدران المنزل، ولا يدخل عليه إلا الأم التي تقمصت دور السجان تضع له الطعام والشراب حتى تضمن أن تبقيه على قيد الحياة..

الحقيقة القصة أغرب من الخيال.. وكما يقول الخبر إن هذه الأحداث وقعت في قرية صغيرة اسمها "سجين الكوم" وهو اسم لواقع عاشه محمد الغرباوي.. والغريب إن اسم القرية يشابه واقعًا عاشه هذا الشاب داخل سجنه الصغير في منزل مهجور؛ حتى تحول من طفل طبيعي لشخص أشبه بسكان الكهوف والغابات؛ يرتدي ثيابًا رثة وطالت لحيته حتى أصبحت تغطي وجهه، وعيونه زائغة، في البداية لم يصدق رجال أمن الغربية حقيقة البلاغ الغريب إلا عندما وصلوا لمكان الواقعة في المنزل المهجور وشاهدوا محمد؛ الذي كان من الممكن أن يقضي عمره بالكامل داخل كهفه دون أن يعرف أحد لولا بلاغ الأهالي لنجدته.

وواضح جدًا أن الاضطرابات النفسية التي تعاني منها الأم هي السبب الرئيسي وراء فعلتها الشنيعة ضد فلذة كبدها، وكانت أيضًا سببًا في قرار النيابة العامة بإخلاء سبيلها، بعد أن أمرت بتوقيع الكشف الطبي على الشاب أيضًا بمستشفى الأمراض النفسية؛ لبيان مدى سلامة صحته النفسية، وتبين سلامته من أي أعراض ظاهرية..

 وصرح عم الشاب بأنه حاول كثيرًا مع باقي إفراد العائلة دخول المنزل من أجل إخراجه، ولكن والدته كانت ترفض، وأكدوا جميعًا أن الشاب كان في طفولته شخصًا طبيعيًا يعمل في مجال البناء والمحارة، بعد خروجه من المدرسة بعد وفاة والده، وكان حبسه بدون أي مبرر، وربما يكون ذلك بسبب شدة حٌب والدته له، وخوفها عليه من العالم الخارجي وقد يكون..

ومن يتابع أخبار الحوادث في مصر المحروسة يجد فيها العجب العٌجاب، ووقائع أغرب من الخيال تستدعي منا جميعًا الانتباه ودق جرس الإنذار فيما يخص المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي صرنا نعاني منها، وكثير منها تحت السطح، وللأسف تتفاقم مع مرور الوقت ومع الزيادة السٌكانية الرهيبة، والتي بدون معالجتها لن تٌفلح أي محاولات تنمية أو إصلاح أو بناء لمستقبل أفضل.. والله المٌستعان

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة