أصبحت مهنة الإعلامي مهنة من لا مهنة له، وهو ما أضاع هيبة المذيع والعمل الإعلامي ككل، فمن ينسى عمالقة الإعلام المصري الكبار الذين صنعوا البرامج والفنون الإعلامية المتميزة بماسبيرو، وهم من نعيش على ذكراهم وذكرى برامجهم الآن.
أعتقد أن السبب الرئيسي في تدهور مهنة الإعلامي وخاصة المذيع هو تواجد كل «من هب ودب» على الشاشات بدون أى معايير، وهو ما لم يكن يحدث من قبل، وتحديدا فى زمن الإعلام الجميل.
وهنا يحضرني سؤال، هل يمكن أن يمتهن غير الطبيب مهنة الطبيب ويعالج مرضى أو يجري جراحة، وهل يمكن أن يقف غير المحامى أمام القاضي ليترافع في قضية ما، فتلك المهن لا تزال محافظة على مكانتها لأنها لم تتعرض للدخلاء الذين أفسدوا مهنا أخرى واستوطنوا فيها بلا أدنى موهبة .
أتعجب من البعض ممن يقومون بدور المذيع ويظهرون على الشاشات بلا أي موهبة أو علم بقواعد عمل المذيع أو معايير لمهنة الإعلام، وأرى أنهم من الممكن أن يكونوا ضيوفا على الشاشات يحاورهم مذيع يعرف قيمة ومعنى وماهية العمل الإعلامي.
أستغرب أيضا من كلمة إعلامي التي أصبح يتحلى بها من لا عمل أصلى لهم، وأتمنى أن يكون لها توصيف يضعه كيان مسئول عن الإعلام حتى نفهم معناها الحقيقي وعلى من تطلق؟
كثيرا ما أصادف أناسا لا أعرفهم وعندما تسأل عن ماهيتهم يقال إنه إعلامي.. وكثيرا أيضا يعرفني البعض ممن أقابلهم مصادفة ولا أعرفهم بكلمة: أنا إعلامي، وكنت أتمنى أن يكون لنقابة الإعلاميين دور في هذا التصنيف والفرز بأن تقرر من هو الإعلامي وأنتظر حتى تستقر أوضاع نقابة الإعلاميين، ربما يكون لها دور في ضبط هذا الأمر!