Close ad

عصر المنصات الإليكترونية

12-1-2019 | 00:40

مثلما حدث مع شريط الكاسيت، والسي دي، وأصبحا "موضة قديمة" سيحدث مع القنوات الفضائية، ولكن الفضائيات قد تحتاج إلى وقت أطول، وإن كانت بوادر التحول للفضائيات بدأت في العالم، ولكننا نسرع بخططنا التي تتخذ لأهداف لا يعلمها إلا الله، فتحجيم الإنتاج الدرامي، ومخاوف بعض المنتجين من البطالة دفعهم إلى البحث عن طرق جديدة لعرض أعمالهم وتسويقها، فمنتج قضى عمره في إنتاج المسلسلات أو الأفلام، من الصعب أن يتوقف لمجرد أن السوق يتحكم بها شخص واحد..

ومن ثم لجأ منتجون كثيرون إلى ما يسمى بالمنصات الإليكترونية الحديثة، وهى موجودة منذ سنوات في العالم، ولم تحقق أهدافها بقوة مثلما يحدث هذه الأيام، حيث بدأت حركة دعائية نشطة وإنتاج ضخم، مثلما يحدث مع منصة "نت فليكس" التي أنتجت عددًا من الأعمال وتم تسويقها وتحقق نجاحًا، ليس فقط في العالم الأجنبي، بل العربي.

وفي العالم العربي هناك عشرات المنصات، منها ما بدأ تفعيل نشاطه منذ سنوات، ولكن ضمن منظومة القنوات الفضائية التابعة لها، ومنصات تستعد للانطلاق، وتشهد بسببها الساحة الدرامية العربية تعاقدات، قد يكون شهر رمضان المقبل هو بداية العمل الفعلي لها، حيث قام عدد من المنتجين بإعادة كتابة أعمالهم بطرق تصلح للعرض على هذه المنصات، وهو ما ينذر بخطر كبير على القنوات الفضائية التي قام أصحابها بالتحجيم وفرض الشروط - ظنًا منهم - بأن ذلك سيجعلهم يتحكمون فى كل صغيرة وكبيرة.. وهم لا يدركون أن السوق مفتوحة، وأن وسائل العرض للمحتوى الدرامي متعددة، فشركات إنتاج المحمول بدأت في مرحلة مهمة لإنشاء منصات خاصة لها، ولن تكتفي بإنتاج الأجهزة فقط .

وفى لقاء جمعني بالفنان السوري بسام كوسا، أكد أنه عندما واجه أزمة مع شركات الإنتاج، لم يتردد في أن يخوض الإنتاج لمنصات إليكترونية، وقدم أكثرمع نجوم آخرين محترفين منها مسلسل "داوت" الذى شاركه بطولته ديمة قندلفت، وأحمد الأحمد، ومحمود نصر، وصفاء سلطان.. وكتبه سيف رضا حامد وأخرجه مروان بركات، وعرض على اليوتيوب، ويعد حاليا منتج مصرى لتحويل مسلسله الذي تعثر في إنتاجه العام الماضي إلى عمل يصلح لمثل هذه المنصات..

وأعلن رجل أعمال منذ أيام عن إنشائه منصة إليكترونية للمحتوى الدرامي، يتعامل من خلالها مع شباب جدد، وورش كتابة وممثلين ومخرجين يسهمون بأجورهم.. إذن المسألة مسألة وقت، وما حدث للصحيفة الورقية من تراجع على حساب المواقع، وما حدث لشريط الكاسيت على حساب السي دي، ثم السي دي على حساب الفلاشة، واللاب توب على حساب الآيباد، وغيرها من الوسائل سيحدث لا محالة مع الفضائيات، وهنا لن تصبح الأقمار الصناعية صالحة لعرض المحتويات الدرامية.

وهناك أدلة على أن التطور لن يقتصر على الدراما فحسب؛ بل المباريات، التي هي متاحة بالفعل على تطبيقات تابعة لقنوات أجنبية وعربية، وهو ما أعلنت عنه إحدى الشبكات الفضائية الرياضية عند تهديدها بالتوقف في مصر، حيث تضمن بيانها الصادر منذ أيام، أنها ستستمر في بث مبارياتها على الأجهزة المحمولة.. التحول قادم لا محالة، وما حدث في مصر من تحجيم للإنتاج سيسهم في سرعة انتشاره!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة