Close ad

نسيج واحد ولو كره الكارهون

4-1-2019 | 22:48

* خالص التهنئة لمصر والمصريين بعيد الميلاد المجيد، وهذه كلمات الشاعر أحمد شوقي تأتينا عبر السنين ترفرف علينا وتذكرنا بمعدننا الطيب ونسيجنا الواحد ولو كره الكارهون والحاقدون:

ولد الرفق يوم مولد عيسى والمروءات والهدى والحياء

أزدهى الكون بالوليد وضاءت بسناه من الثرى الأرجاء

وسرت آية المسيح كما يسري من الفجر في الوجود الضياء

وأطاعته في الإله شيوخ خشع خضع له ضعفاء

فهموا السر حين ذاقوا وسهل أن ينال الحقائق الفهماء

إنما الأرض والفضاء لربي وملوك الحقيقة الأنبياء

إنما ينكر الديانات قوم هم بما ينكرونه أشقياء

* قال مفتى الجمهورية ردًا على سؤال يتعلق بفتوى تحريم تهنئة شركاء الوطن بعيد الميلاد: "إن هذا غير صحيح، فالله سبحانه وتعالى هنأ نبيه عيسى يوم مولده فى القرآن الكريم، ويوم مولد المسيح هو يوم بركة، ويتم الاحتفال به مع الإخوة المسيحيين، فنحن أبناء وطن واحد مصر، والأنبياء جاءوا ليبعثوا الأمل والطمأنينة إلى البشرية، ولقد قبل النبي "صلى الله عليه وسلم" الهدية من مخالفيه، وزار مرضاهم، واستعان بهم في سلمه وحربه؛ لأنه لم ير منهم كيدًا، فلماذا هذه التفرقة فى المعاملة بين إنسان وآخر بمقولة: "هذا مسلم وهذا مسيحى"؟! مع أن المولى عز وجل لم يفرق بينهما بدليل ماتضمنته الآية 86 من سورة النساء: "إِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا".

* القرار الجمهوري الذي صدر فى 18 ديسمبر عام 2002 باعتبار أعياد عيد الميلاد المجيد فى 7 ينايرمن كل عام إجازة رسمية عامة في مصر احتفالًا بعيد إخوتنا الأقباط كان قرارًا تاريخيًا ووطنيًا، فكما يشارك الأقباط إخوتهم المسلمين أعيادهم، فقد جاء الدورعلى المسلمين لكي يشاركوهم أعيادهم، فمصر ليست عنصرين؛ ولكنها نسيج واحد، وجسد واحد، فمنذ استقبلت مصر بالأحضان "عمرو بن العاص" ليخلصها من ظلم واضطهاد الرومان، وهذا النسيج الواحد يزداد متانة وقوة، ولم يحدث به خلل إلا في فترات الضعف.

وقد حاول الاستعمار في العصر الحديث تمزيق هذا النسيج، وإحداث فتن وغرس بذور الخلاف، وحاول أيضًا أن يشيع سياسته بأن يفرق لكي يسود، ويشغل المصريين عن قتاله بأن يتقاتلوا ولكنهم تنبهوا وقاتلوه هو، وهبوا جميعًا يدافعون عن استقلالهم ويواجهون القوى الغازية والدخيلة؛ التى تحتل بلادهم، ولا يفرق رصاصها بين مصري وآخر.

وحاولت - ولا تزال تحاول - بعض القوى التي لا تعيش نبض الوطن، وآثرت الابتعاد عنه أن تؤلب المصريين على بعضهم، وتنسب اضطهادًا يقع على البعض منهم، وباءت محاولاتهم بالفشل؛ لأن مصر أبقى من الجميع، والوطن وجد قبل أن يوجد الدين، والوطن يستوعب الجميع، ولا يفرق بين أحد، تختلف فيه الديانات والمعتقدات وتتباين الأفكار والانتماءات السياسية، كما تختلف الطبقات الاجتماعية بين المصريين جميعًا، ولو شاء الله سبحانه وتعالى لوحد الأديان، ولكنه خلق الناس وجعلهم شعوبًا وقبائل مختلفي النوازع والأديان والأهواء، وتسمح سماحة الإسلام بمناقشة كل القضابا، فالتفكير فريضة إسلامية، ولم يجعل المناقشات مقصورة على فئة دون أخرى، ومن حق أي مصري أن يناقش قضايا وطنه جميعها؛ بعيدًا عن المسائل العقيدية، بل إن حوارًا مصريًا وعالميًا جرى منذ سنوات بين الأديان، واستقرار الوطن وأمنه وسلامته قضية وطنية تهم جميع المصريين، ومن حقهم - بل من واجبهم - أن يناقشوها ويختلفوا حول أسبابها وطرق العلاج لما يعتري المجتمع من خلل، ولا أشك أن أساتذة الاجتماع وعلماءه من الأقباط قد درسوا كثيرًا من القضايا التي تعالج الظواهر الجديدة التي شهدها المجتمع في السنوات الأخيرة، وليس هناك من يمكنه أن يفرض حظرًا على مسيحي أن يناقش ظاهرة التطرف الإسلامي، ويبحث أسبابه، ولا أن يفرض ستارًا من الظلام على التطرف المسيحي، فيمنع على المسلم دراسته ومهاجمته، وبحث أسبابه؛ فالتطرف عموما يبتعد عن جوهر كل الأديان وسماحتها.

* اعتادت الفنادق في مصر منذ زمن تنظيم حفلات خاصة؛ بمناسبة بداية العام الجديد، وكانت الفنادق تتبارى فيما بينها بتنظيم برامج وفقرات متنوعة؛ لجذب أكبر عدد من الجماهير احتفالًا بقدوم عام 1968؛ حيث أعلن فندق فلسطين بالإسكندرية عن حفل خاص مقابل رسم حضور يبلغ 500 قرش فقط؛ شاملا العشاء والهدايا والضريبة، وإفطار صباح أول يوم فى شهر يناير؛ وذلك على أنغام أوركسترا "بلاك كوتس"، بالإضافة إلى رقص شرقي تقدمه الراقصة "هالة"، وألعاب أكروبات وسحب تومبولا و"جوائز كبرى" وهدايا ولعب مقدمة من أشهر محال الأزياء!!

* لم أكن من حوارييه، ولم أكن من المقربين له، لكنه لم يرفض لي طلبًا بخصوص العمل؛ عندما كنت رئيسًا للديسك المحلي لمدة 12 عامًا، ومديرًا للتحرير في الديسك المركزي في الأهرام.

قائد الأهرام رئيسًا للتحرير ورئيسًا لمجلس الإدارة ونقيبًا للصحفيين كأحسن ربان.. أتحدث عن إبراهيم نافع الذي لم يتذكره أحد في الذكرى الأولى لوفاته في الأول من يناير 2018.

كان إبراهيم نافع إنسانًا قبل كل شيء لم يظلم أحدًا، وكان عف اللسان صديقًا للجميع، لم يعرف الحقد أو الضغينة أو تصفية الحساب أو الانتقام.. كان يقدر المجتهد، ويدفع الجميع إلى العمل والإنجاز والتفاني فيه، واستطاع إبراهيم نافع - رحمه الله - أن يجدد شباب المؤسسة، وأن يبني صروحها ومطابع جديدة بأفكاره الخلاقة، وزاد من إصدارات الأهرام، وانتشرت مكاتبها الخارجية فى معظم دول العالم.

وبعد أن كان للأهرام مبنى واحد، أصبحت له ثلاثة مبان ضخمة متجاورة، وبعد أن كانت للأهرام مطبعة واحدة أصبحت لها ثلاث مطابع حديثة؛ في أكتوبر وقليوب وشارع الجلاء بالقاهرة.

رحم الله إبراهيم نافع رحمة واسعة!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
لم المغالاة؟

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية إلى تعمير الصحراء وتدبير احتياجات المصريين من الغذاء، بل تحارب البناء على الأرض الزراعية بقوانين وإجراءات رادعة،

انتخابات ساخنة في نقابة المحامين

• اشتعلت المنافسة في انتخابات النقابة العامة للمحامين، وذلك بعد إعلان الكشوف النهائية للمرشحين في الانتخابات التي تجري بعد غد الأحد 15 مارس على منصب نقيب

يوم الشهيد

يوم الشهيد

حوادث المرور

لا يمر يوم واحد دون أن نقرأ في الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي عن حوادث المرور التي يسقط فيها عشرات المواطنين، وهذه الظاهرة أصبحت الآن كوارث

الثورة المنسية!

الثورة المنسية!

النقشبندي صوت المآذن الشامخة

• 44 عامًا مرت على وفاة الشيخ سيد النقشبندي، زاد في كل عام فيها شهرة ونجومية، كانت أكبر مما حظي به في حياته، حتى إن الابتهال الشهير"مولاي إني ببابك" أصبح

الأكثر قراءة