«الأوضاع في غزة وجهود مصر للاستقرار الإقليمي وإنفاذ المساعدات» تتصدر اتصال الرئيس السيسي و«روته» | الرئيس السيسي و«مارك روته» يتوافقان على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لقطاع غزة | الرئيس السيسي يحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي | خبير اقتصادي: ملف اللاجئين أحد أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي | بايدن: قانون المساعدات لـ «إسرائيل» و«أوكرانيا» يحفظ أمننا ويجعل حلفاءنا أقوى | مندوب فلسطين بالجامعة العربية: الاحتلال استخدم سياستي الفصل العنصري والإبادة الجماعية رغم التحذيرات الدولية | الرئيس السيسي يناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي الوضع بقطاع غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار | عضو بـ«المستوردين»: «مواد البناء» تضع مصر على قمة الدول المنتجة في الشرق الأوسط | وزيرالاتصالات: لا بد من حوكمة البيانات وتوافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى | توقيع اتفاق ثنائي في مجال النقل الجوي بين مصر وسلطنة عمان | صور |
Close ad

إرهاصات الحرب العالمية الثالثة

22-12-2018 | 10:35

لم يعد الخبراء الإستراتيجيون يتحدثون عن الحرب العالمية الثالثة، بل راحوا يضعون سيناريوهات البداية وأطرافها، خاصة بعد وصول اليمين المتطرف للسلطة في أمريكا وعدة دول أخرى؛ بما يشبه وصول النازي والبلاشفة للسلطة قبل الحرب الثانية.

وما الحروب المتناثرة التي تجري في المنطقة إلا حروب صغيرة بين القوى العظمي لتمهيد مسارح العمليات أو لتأجيل المواجهة الكبرى بينها، وفِي كل السيناريوهات فإن روسيا وأمريكا سيكونان من أهم الأطراف، غير أن الصورة الآن شديدة التشابك؛ فلم يعد أحد يعرف بالضبط من مع من أو من ضد من؟

وربما تكون بروفات تلك الحرب الشاملة قد بدأت بصورة أو أخرى؛ بمعنى أن القرصنة الإلكترونية والهجمات المتتالية على مواقع البنوك ووزارات الدفاع ومراكز صنع القرار؛ بل والتدخل بالتأثير علي الانتخابات الأمريكية من روسيا هي إحدى مقدمات تلك الحرب؛ ولذلك شهدت روسيا والصين مؤخرًا هجمات إلكترونية، وتبعًا لهذا، وفي إطار الاستعدادات والتحسب لتلك الحرب أرسلت واشنطن قواتها إلى بولندا بالقرب من الحدود الروسية، وتقوم روسيا بتدريبات للعسكريين والمدنيين وتحضيرهم للحرب النووية المقبلة، وهو نفس ما تقوم به أيضًا الصين، وقد نجحت بالفعل في اختبار صاروخ باليستي جديد قادر على ضرب أي مكان في العالم خلال ٣٠ دقيقة، ثم كانت المفاجأة في إعلان أمريكا الانسحاب من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى الموقعة عام ١٩٨٧، والتي تنص على عدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية، ثم تدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها القصير بين ٥٠٠ و١٠٠٠ كيلو متر.

وإذا كان صحيحًا أن تلك الحرب لن يكون فيها فائز أو مهزوم، ولكن الصحيح أيضًا أن الحرب إذا بدأت لن يستطيع أحد السيطرة عليها، وسوف تكون الخسائر عشرات أضعاف ماحدث في الحربين السابقتين، ومن المعلوم أن الحرب الأولى خلفت ١٦ مليون قتيل، والثانية قضت على ٦٠ مليون إنسان في وقت لم تكن أسلحة الدمار الشامل بهذا التطور.

وكثيرًا ماحبس العالم أنفاسه في ظل عمليات اختبار النوايا المتبادلة بين البيت الأبيض والكرملين؛ عندما كانت الطائرات الأمريكية تقصف أهدافًا سورية على مقربة من القوات الروسية، وعندما كان الأسطول السادس يقترب من الأسطول الروسي في البحر المتوسط، وعندما هدد زعيم كوريا الشمالية بتدمير واشنطن نوويًا، وحينما تحلق الطائرات السو-٢٤ الروسية فوق قوات حلف الأطلنطي في بحر البلطيق، وتلك مجرد بروفة أو قرعة للمتناحرين؛ حيث يتوقع أن يكون طرفا الصراع بين أمريكا ومعها الاتحاد الأوروبي من جهة، وروسيا والصين وإيران الجهة الأخرى؛ وبالطبع ستكون حربًا شاملة وأكثر تدميرًا من كل ما شهدتة البشرية.

ومن ركام تلك الحرب تشكيل قوة عظمى وحيدة، وتشكيل حكومة عالمية تسيطر على العالم، وبهذا التصور لن يكون أحد بعيدًا عن التورط في تلك الحرب؛ خاصة العرب الذين أسلموا أمر دفاعهم للآخرين، وربما يكون الغزل بين تل أبيب وبعض عواصم العرب يَصْب في مجال تشكيل ائتلاف الفريقين.

ومن جهة أخرى تجرى عملية إعداد المسرح الأوروبي بهمة بعد تدمير الاتحاد الأوروبي بخروج بريطانيا وتدمير البنية الاجتماعية بمظاهرات؛ كما حدث في فرنسا وبلجيكا وإسبانيا كتأديب لباريس علي محاولات الخروج من بيت الطاعة الأمريكي، والتفكير في إنشاء جيش أوروبي موحد، بعيدًا عن الوصاية الأمريكية، وكلها وسائل لتفجير الدول من الداخل على يد أبنائها بديلًا عن التدخل العسكري المباشر، ثم إن تفاقم الأوضاع الإنسانية في العالم كنتيجة مباشرة لما يعانيه الاقتصاد العالمي من أزمات متتالية كي تكون الحرب الكونية هي الحل بحثًا عن التوازن، كما حدث في الحروب السابقة.

ولهذا بدأت مؤسسات الاقتصاد العالمي - مثل الصندوق والبنك الدوليين - تحذر من أن العام المقبل سيشهد أزمة اقتصادية تؤدي لمزيد من الركود، قد يتطور للكساد، على غرار ما حدث في الثلاثينيات، وربما تكون كل تلك العوامل تمثل أسبابًا محتملة لنشوب حرب عالمية ثالثة.

وربما - وهذا هو المتوقع - أن الإفراط في التحذير من الحرب المقبلة؛ بهدف كبح جماح اليمين المتطرف، ورسالة تحذير للناخبين في كل العالم من خطورة وصول هؤلاء المتطرفين للسلطة، غير أن المبشر أن بعض نقاط التحرش الساخنة - والتي كانت من الممكن أن تكون سببًا للحرب - آخذة في التبريد والتهدئة، بعد أن وضعت الحرب أوزارها في سوريا، وبعد التقارب الكوري - الأمريكي، وبعد فشل نظرية الفوضى الخلاقة، وبعد التوازن الذي تقوده الصين عسكريًا واقتصاديًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر الغريبة بأسمائها

الزائر لمصر لأول مرة لن يصدق أنه في بلد عربي لغته العربية فمعظم الأسماء للمحال والشوارع والمنتجعات، بل الأشخاص ليس لها علاقة باللغة العربية وباتت القاهرة

مصر تخطت الفترة الانتقالية

جاء حين على مصر كانت شبه دولة عندما تعرضت لهزة عنيفة ومحنة سياسية واقتصادية قاسية، عقب ثورتين تخللتهما موجات إرهابية تصاعدت فى ظل غياب وانهيار لمؤسسات

ثوار ما بعد الثورة

لابد من الاعتراف بأن كل ما في مصر الآن نتيجة مباشرة لأحداث ٢٥ يناير بحلوه ومره، فأي إصلاح هو ثمرة مباشرة لشجاعة ووعي ودماء شرفاء سالت لتحقق حلم الأمة في