كتب أحد أصدقائي على فيسبوك.. أن حالته المزاجية تحسنت بعدما ابتعد عن الناس السلبيين فى منشوراتهم، الناقلين لطاقاتهم السلبية عبر كلماتهم الموجعة.. تحسنت حالته المزاجية وأصبح أكثر عملًا وأكثر إنتاجية.. تجنبهم طويلاً، حتى بدأ يشعر أن روحه باتت أكثر خفة ومرحا.
والدتي ـ حفظها الله - تحسنت حالتها النفسية والصحية بعد نصيحة بالابتعاد عن برامج "التوك شو" الليلية المليئة بسلبيات المجتمع وحوادثه.. والتي تنتهي فى الساعة الثانية فجرًا.. فتنام مكتئبة مما ترى.
المصدرون للطاقة السلبية لا يتوقفون عن التقريع والتسفيه والسخرية والقلش الرخيص.. ولا يتوقفون عن كشف روحهم الخبيثة وحياتهم الكئيبة ودنياهم السوداء.
خذ عندك مثلا فى مسلسل الوصية ظهرت شخصية غطت على المسلسل نفسه وهي شخصية "عم ضياء" للفنان محمد جمعة، الشخصية سلبية كئيبة سوداوية طول الوقت، تداولها الكثير بالسخرية حتى أصبحت رمزا من رموز الطاقة السلبية فى مصر.. وأصبح للشخصية صفحات بمئات ألوف المعجبين على فيسبوك لدرجة أن أحدهم كتب "عم ضياء برنس الطاقة السلبية".
هل لهذه الدرجة يمكن تتويج أحد القلوب السوداوية "برنس" فى الطاقة السلبية؟!
نعم، هناك من يستحق لقب ملك وليس برنس فقط، فى تصدير خيباته ووجعه إلى الآخرين.
اللاعب محمد صلاح كاد يقع فى دوامة الطاقة السلبية وسخافات لا تنتهي وكادت تودي بحياته المهنية فى الملاعب.. إلا أنه كان واقفا كالصخرة لا يهزه كلام هذا ولا ذاك.. وعلى رأي المثل: "كان جابرًا للخواطر.. فأدركه الله فى جوف المخاطر"
صلاح جبر بخاطر الفنانة التشكيلية مي عبد الله، والتي صنعت تماثيل عبدالفتاح القصري وماري منيب.. وعندما صنعت تمثالا لصلاح من البرونز ولم يكن بكفاءة سابقيه، تلقت سيلا من الانتقادات والسخرية والقلش لم تتلقه من قبل.. فكانت مكالمة محمد صلاح لها وإشادته بعملها، بمثابة طوق النجاة الذي انتشلها من أمواج الطاقة السلبية.
علم النفس يؤكد أن هناك خمس قواعد لو طبقتها فإنك تبعتد عن السلبيين وأسلوبهم.. عدم التأثر برأي الآخرين فيك / عدم التأثر العاطفي الشديد بمشاكل الآخرين / وضع الحدود / الاستمتاع بوقتك / السيطرة على المشاعر.
لذلك صدقت الحكمة التي تقول: "ما تمارسه يومياً سوف تتقنه بكفاءة عالية.. فإن مارست القلق ستقلق لأتفه الأمور، وعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب.. كذلك الحال مع الأمل والخير والسعادة".
فمارس الطمأنينة لتتقن السكينة.. ومارس التفاؤل والأمل لتتقن راحة البال، واقترب ممن يضيئون فى قلبك وروحك منافذ الأمل والحب والسكينة لا أولئك الذين يضرمون نيران الحقد والغل من حولك.
كن كمحمد صلاح ناشراً للفرحة وجبر الخواطر.. ولا تكن كعم ضياء كئيبًا حتى لو جمعت آلاف اللايكات.
تويتر: @tantawipress