Close ad

فياجرا .. "روز" للنساء!

28-11-2018 | 22:26

قبل نحو 10 سنوات حضرت لقاء، بمشاركة أكثر من 50 صحفيًا من دول أوروبا، في بلدة صغيرة تبعد عن لندن قرابة ساعتين، تدعى "ساندوتش"، والتي كانت تحتضن أكبر مركز بحثي لإحدى شركات الأدوية الأمريكية الكبرى في أوروبا، والهدف كان التعرف على خطة أبحاث الشركة المستقبلية.

أهمية هذا المركز أنه تم فيه اكتشاف عقار السعادة الوحيد في العالم حتى اليوم، وهو "الفياجرا"، فقد كان عالمان بريطانيان، قبل أكثر من 25 عامًا، يجريان داخله أبحاثًا وتجارب على دواء جديد لعلاج الذبحة الصدرية، والغرض منه كان توسيع الشرايين المغذية لعضلة القلب، وعلاج حالات ضغط الدم، لكن فشلت التجارب وخاب ظن العلماء في هذا الاختراع الجديد، لكن المصادفة حملت لهم مفاجأة من العيار الثقيل!

بعدما ظن العلماء بفشل العلاج لاحظوا أن الرجال الذين أجريت عليهم التجارب باستخدام الحبة الزرقاء احتفظوا بباقي الحبات، وأصروا على عدم إعادتها للشركة، وسرعان ما اكتشف فريق البحث المسئول عن الاختراع السر في ذلك؛ وهو ظهور عرض جانبي للعلاج الجديد، وهو تحسن القدرة الجنسية عند هؤلاء الرجال، وأنهم قد استعادوا سعادتهم الزوجية المفقودة!.

تدارك الأطباء ماهية هذا الاختراع الجديد، وتغير مسار أبحاثهم على العقار؛ حتى وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1998م، وتم طرحه في الأسواق تحت مسمى "فياجرا"، ولم يكن مفاجأة أن يحقق في عامه الأول مبيعات بلغت مليار دولار، واليوم تبلغ مبيعاته سنويا في الدول العربية مليار ونصف المليار دولار؛ بعدما أصبح ملاذًا آمنًا لكثير من الرجال، في مواجهة العجز الجنسي الذي يصيب ثلثهم بعد الأربعين!!

ولا أنسى تعالي ضحكات صيدلانيتين في إحدى صيدليات إسبانيا عام 1999، عندما طلب منهما طبيب مصري ـ كنت مرافقًا له ـ "الفياجرا"، وفاء لطلب صديق مصري منه، ولم تكن قد وصلت مصر آنذاك!!

وهكذا، كان لهذا الاختراع أثر مميز في حياة الناس لدرجة أن الكثيرين أدرجوه ضمن قائمة طرائفهم اليومية، ومازلوا حتى اليوم لا يذكر اسم "الفياجرا" إلا وقد علت وجوههم الابتسامة، أدام الله عليهم ابتسامتهم!!

ويُعد اكتشاف "الفياجرا" ثالث اكتشاف بـ"المصادفة" في تاريخ الطب، بعد اكتشاف الأشعة السينية والبنسلين.

ومن القصص الطريفة حول هذا الأمر، أن عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" أعطوا زعيمًا قبليًا أفغانيًا عمره 60 عامًا، وله أربع زوجات، أربعة أقراص من عقار "الفياجرا"، وبعد بضعة أيام استقبلهم وهو يقفز أمامهم، وشكرهم من أعماق قلبه على "الهدية" التي أعادت إليه شبابه، وكشف لهم "طواعية" عن جميع الطرق التي تستخدمها حركة طالبان، مقابل حبات "فياجرا" أخرى، يعني "جاسوسية الفياجرا"!.

ما جعلني أتذكر هذه الحكاية، ما تم الإعلان عنه قبل أيام عن اعتزام إحدى شركات الأدوية عقد مؤتمر صحفي - تم إلغاؤه بعد ذلك - كانت وزارة الصحة ـ بحسب الغرض المُعلن من المؤتمر ـ ستعلن فيه موافقتها على إطلاق أول دواء لضعف الرغبة الجنسية عند السيدات "فياجرا نسائية" أو "الحبة الروز"، بعد إعلان إحدى الدراسات أن السبب الأكبر للطلاق في مصر هو سوء العلاقة الحميمة بين الزوجين، وقدرت نسبتها في السنة الأولى بـ50%!.

صحيح أن نسبة الطلاق لدينا مرتفعة، بالنظر لعدد السكان، حيث تبلغ 190 ألف حالة طلاق سنويًا، لدرجة أنه تقع حالة طلاق واحدة كل 3 دقائق في مصر مقابل 5 زيجات؛ لكن الغريب طبعًا أن يحظى سبب واحد بنسبة 50% من أسباب الطلاق.

في حين أن وحدة "لم الشمل" التي أنشأها الأزهر الشريف من فترة قريبة رصدت أن أهم أسباب الطلاق في المجتمع على أرض الواقع، إفشاء أسرار المنزل، وتدخل آخرين في تفاصيل الحياة الزوجية، وانعدام الشعور بالمسئولية، وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين والعلاقات المتحررة قبل الزواج، وإدمان المخدرات والمُسكرات، كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في ارتفاع حالات الطلاق بنسبة تصل إلى 20%.

الغريب أيضا القول، إن الدواء موجود منذ 4 سنوات، فهل أجازته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية؟! وهل هناك تحذيرات دولية من استخدامه؟! علما بأن الدراسة الوحيدة التي أجريت عليه كانت على ٢٥٠٠ سيدة أمريكية، وبلغت نسبة النجاح أقل من ١٠٪، فهل هناك دراسات أخرى في بلدان مختلفة أجريت عليه وحققت نتائج أفضل من ذلك؟!

يبدو أن الدواء تم طرحه في الأسواق بالفعل، فربما يكون حلًا يحول دون انهيار علاقة زوجية، هذا إن كان السبب المؤدي لاستخدامه يمثل بالفعل 50% من المشكلة، كما تزعم الدراسات الداعمة لاستخدامه.

المهم، بعض الرجال عندما كانوا يأتون لطلب "الفياجرا" من الصيدليات في بداية انتشارها كانوا ينطقونها بـ"الفاجرة"!، لكن بعدما ينتشر النوع النسائي منها، أعتقد سيسألهم الصيدلي "زرقاء" ولا "روز"؟!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،

الأكثر قراءة