Close ad

ممشى أهل مصر.. وكورنيش الإسكندرية

22-11-2018 | 23:21

كثيرًا وحتى هذه اللحظة أستغرب من وضع قصر المنتزه فى الإسكندرية.. ذلك القصر كأنه يقف كقلعة حربية فى مواجهة ممشى الكورنيش الطويل الجميل المطل على البحر والذي يبدأ من قلعة قايتباي.

وضع غريب لقصر جميل بحدائقه وأسواره، كمن قرر فجأة أن يُنهي طلة المصريين المباشرة على بحر الإسكندرية المنعش الصافي.. أو كمن وقف فى حرب مع الكورنيش حتى جعله يستسلم وينتهي تحت أسواره.

للحقيقة كورنيش الإسكندرية بُني بعد قصر المنتزه.. فقصر المنتزه بناه الخديو عباس حلمي الثاني عام 1892 م.. أما الكورنيش فتم البدء فيه بداية الثلاثينيات من القرن الماضي في عهد الملك فؤاد الأول.

أي أن القصر سبق الكورنيش بنحو 40 سنة.. هل بذلك أظلم القصر؟!.. هل أتهمه بما ليس فيه؟! .. أعتقد لا!!

فربما لو لم يكن موجودًا لامتد الكورنيش حتى أبوقير.. وربما زاد على ذلك طولا حتى وصل الإسكنرية من أولها إلى آخرها.

وميزة هذا الكورنيش أنه منع مئات المباني الخاصة من أن تكون على البحر مباشرة.

وضع الكورنيش مع القصر يذكرني بالمشروع الجديد الذي أطلقته الدولة ممثلة فى وزارة الموارد المائية والري، والتي قررت أن تعطي للناس متنفسًا لرؤية النيل.. وتهدم مئات المباني المطلة على النيل.

فقد قررت الوزارة مواجهة التعديات على مجرى نهر النيل، من قبل أصحاب الكافيهات والمقاهي والباعة الجائلين، بإطلاق مشروع "ممشى أهل مصر"، وهو المشروع الذي يستهدف تطوير الوجهات النيلية على امتداد نهر النيل من أسوان وحتى القاهرة.

والمعنى أن مشروع الممشى يشبه كورنيش الإسكندرية، ولكن على النيل، بدلا من البحر.

يتيح للجميع رؤية النيل بجماله وهدوئه وصفحات مائه الرائقة المنسابة.

"ممشى أهل مصر" فكرة عظيمة تقضي على كثير من العشوائيات على ضفتي نهر النيل.. فكرة لإطلاق العنان للمواطنين ليروا النيل الخالد.. ربما يتذكرون كل الأغاني والقصائد التي قيلت فيه.. بدلا من اصطدام خيالهم بكتل أسمنتية صماء.. أو هواء المقاهي الملوث.

الممشي سيكون تقريبًا فى كل محافظات مصر المطلة على النيل، فى القاهرة هناك مسافة بطول 1188 مترًا من كوبرى قصر النيل، وحتى كوبري 15 مايو، ثم المسافة من كوبري 15 مايو، وحتى كوبري إمبابة بطول 1600 متر.. وفي سوهاج بين كوبري أخميم سوهاج وكوبري سوهاج الجديد.. وفي المنيا وأسيوط ودمياط والدقهلية والقليوبية وقنا.. وهكذا يزيل الممشى العشوائيات ليعطي براحًا لخلق الله.

لننتظر ونرى ونأمل أن يكون "ممشى أهل مصر" نافذة هواء وضوء وخير لأهل مصر.. وكما كان كورنيش الإسكندرية عظيمًا وعبقريًا.. نتمني أن يخرج الممشى عبقريًا هو الآخر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
أحمد سعيد طنطاوي يكتب: بيت السحيمي والدراما

أثارت الكاتبة الكويتية دلع المفتي، عليّ المواجع، عندما طرحت سؤالا على حسابها الشخصي في تويتر.. عن البيت الرائع الذي يظهر في مسلسل راجعين يا هوى بطولة الفنان خالد النبوي.. وهل مفتوح للزيارة

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: "مصر أرض المجددين"

في رمضان هذا العام، لا يفوتني برنامج مصر أرض المجددين ، فهو وجبة دسمة فى التاريخ والدين والتراث والمواقف والمآثر عن عظماء مروا على أرض الكنانة، أثروا

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: تدبر آيتين من سورة البقرة

مع دخول شهر رمضان، أسارع أنا وغيري بالإمساك بالمصحف ونبدأ بقراءة القرآن، الكل يحاول أن يجتهد على قدر استطاعته، فمنا من يختمه قبل انتهاء الشهر، ومنا من

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: زراعة اللؤلؤ في الإمارات

على بعد نحو 200 متر من شاطئ خور الرمس في رأس الخيمة، استمعت ومجموعة من الصحفيين لمحب وهو يحكي عن حبيبته، والحكي عن المحبوبة يضفي على القول لمسة الصدق فتجعل الكلام يصل بسهولة ويسر إلى القلوب

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: التزييف العميق ووعي المواطن

في مارس 2021 ، أثارت مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك ضجيجًا عالميًا حين ظهر النجم الأمريكي المحبوب توم كروز ، وهو يؤدي خدعة سحرية بعملة معدنية

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: رسالة للدكتور خالد عبدالغفار

أمر رائع أن يخرج علينا الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والقائم بمهام وزير الصحة، ليوجه بالاستجابة لصرخات المعاقين بشأن عدة نقاط طلبوها أكثر من مرة

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: تعذيب المعاقين .. من المسئول؟!

غريب ما تقوم الإدارة المسئولة عن موقع المجالس الطبية المتخصصة، وخاصة فيما يخص تسجيل المعاقين لتحديد موعد للكشف الطبي للحصول على سيارة مجهزة طبيًا

أحمد سعيد طنطاوي يكتب: العلم في علبة الكشري

كانت تجربة لطيفة وخفيفة، عشتها فى مؤتمر صناعة الإبداع الثاني عشر المقام في القاهرة.. حين قدم رودريجو جارسيا جونزاليس ومعه شريكه، بيير باسلير فكرة رائدة

الأكثر قراءة