على هامش حوار أجريته منذ أيام مع المثقف والسياسي الليبي خالد أبو القاسم الشريف لجريدتنا الغراء "الأهرام إبدو" حول تداعيات مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية، والدور المصري في الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية واستقرارها وتوحيد مؤسستها العسكرية حتى يتوقف الصراع الليبي - الليبي الدائر على الأراضي الليبية ولا طائل من ورائه سوى ضياع ثروات ليبيا الضخمة على شراء الأسلحة، وتنفيذ أجندات قوى خارجية لا تريد الخير لليبيا ولا الليبيين..
وبعد انتهاء الحوار استمرت الجلسة واستمر الحوار، ولكن حول هموم وشجون عربية أخرى، وتطرق الحديث حول كرامة المواطن العربي في الخارج؛ سواء أوروبا أو أمريكا أو حتى في الدول العربية الأخرى، واتفقنا في أمور واختلفنا أكثر في أمور أخرى، ومن ضمن ما اتفقنا عليه هو أن الوطن يظل غاليًا على كل مواطن عربي، وفي بعض الأحيان يكون الوطن أغلى من مواطنيه في نظر البعض الآخر.
بمعنى أنك ستجد أبناء الخليج وغيرهم من الدول العربية يحبون مصر جدًا وكلما ضاقت بهم الظروف أو أخرجتهم النزاعات من ديارهم ستجدهم في مصر بدون تفكير، ولكن موقفهم من المصريين يختلف، وضربت له مثالاً على ذلك.. موقف السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين في الخارج (وبالمناسبة نبيلة مكرم ليست في حاجة لمقالي أو غيري للإشادة بأدائها كوزيرة نشيطة ووطنية مخلصة).
ونبيلة مكرم خريجة أعرق مدرسة دبلوماسية في المنطقة والعالم العربي، هي ابنة وزارة خارجيتنا العريقة، ولذلك لم يكن مستغربًا موقفها النبيل في الدفاع عن المواطنة المصرية فاطمة التي تعرضت لواقعة اعتداء في دولة الكويت الشقيقة.. وقالت أمام لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان: (كرامة المصري وبالأحرى كرامة المرأة المصرية خط أحمر)..
وأكدت احترام القضاء الكويتي.. وزادت من فخرنا بها بترفعها وعدم ردها على تجاوزات النائبة الكويتية، بل طالبت الجميع بالصمت وعدم الرد عليها، خاصة المصريين العاملين في الخليج، حرصًا منها على حبال الود والأخوة بين مصر والكويت، وأن الحادثة فردية وتجاوزات النائبة الهاشم أيضًا فردية، ولا تعبر إلا عن نفسها..
ونأتي لمربط الفرس كما يقولون؛ وهو حرصها على كرامة أي مصري في الخارج.. نعم كرامة المصري وأي مواطن عربي يجب أن تكون خطًا أحمر.. ولكن على كل مصري يعمل أو يعيش في دولة أخرى؛ سواء كانت عربية أو غربية أن يحترم قوانين الدولة التي يعيش فيها بدون فصال.. ومن الإيجابيات التي نشهدها مؤخرًا أن السفارات والقنصليات في الخارج أصبحت أكثر انفتاحًا على المصريين في الخارج وتتواصل وتتعاون معهم قدر المستطاع .. وهو أفضل كثيرًا مما كان يحدث في عهود سابقة.. كان المواطن المصري لا يجد من يساعده أو يدافع عنه في أزمة يتعرض لها في عمله بالخارج؛ بل كان يخشى الذهاب إلى سفارات بلاده أو قنصليته..
وهنا قال لي الدكتور الشريف إن الحال من بعضه، وهو ما يعاني منه الليبيون في الخارج برغم عدم حاجتهم للعمل في الخارج، وهم أبناء وطن لديه من الثروات النفطية ما يكفيهم وزيادة، وبرغم أن ليبيا كانت من الدول النفطية الغنية - وما زالت - لكن حتى في عهد القذافي كانوا يخشون الاتصال بسفاراتهم أو قنصلياتهم، ولا يجدون من يساندهم في أزمة بالخارج.. واستوقفتني كلماته (الوطن غالي وإحنا كمان غاليين)..
فعلاً "الوطن غالي وإحنا كمان غاليين".. ومن حسن الحظ أن الأوضاع اختلفت بشكل كبير، وإن كانت لم تصل الى الوضع المثالي، ومازالت هناك مشكلات تظهر هنا وهناك؛ بسبب حوادث فردية لا تصل إلى حد الظاهرة، ولا ترقى لمستوى الأزمات بين الدول والشعوب، حتى إن كانت السوشيال ميديا تشتعل سريعًا، وتصل إلى حد الغليان ثم تهدأ سريعًا أيضًا..
تحية لكل من يدافع عن كرامة وطنه ومواطنيه.. وتحية أيضًا لكل مواطن مصري أو عربي يعيش ويعمل في أي دولة عربية أو أجنبية ويحترم قوانينها ولا يتجاوز في حق غيره، وهذا المواطن من حقه على وطنه أن يدافع عنه ويحافظ على كرامته وكرامة وطنه.. و"زي ما الوطن غالي".. المواطن كمان غالي".. والله المستعان..
الكويت، التى انتشر فيديو لها على وسائل التواصل الاجتماعى مؤخرًا تشرح فيه واقعة الاعتداء عليه، مشددة: "كرامة المصري وبالأحرى كرامة المرأة المصرية خط أحمر ، لكننا نحترم السلطة الكويتية والقضاء الكويتي".
وأضافت نبيلة مكرم في كلمتها خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المنعقد اليوم الأحد لاستعراض خطتها للفترة المقبلة، أن الڤيديو مؤثر جدًا ، وأن كل الجهات تدخلت للحصول على حقها، متابعة: "لكن أنا عاوزه أشير لنقطة إن لما الموضوع حصل فاطمة لجأت للسوشيال ميديا، لماذا لا نثق في سفاراتنا في الخارج".
وواصلت السفيرة حديثها عن واقعة فاطمة كمثال استشهدت به للعلاقة بين المصريين في الخارج والسفارات في عدد من الوقائع، قائلة: "أنا عاوزه أقول لكل الناس، إن فيه جهد حقيقي يُبذل الآن في السفارات، ولابد أن نثق فيها، وأنا طلبت عدم تداول الڤيديو حرصًا على مصلحة الدولة ومصلحة فاطمة، كلنا مركزين في حقها ومش عاوزين حد يقول دى شهرت بحد".
وقالت وزيرة الهجرة: "فاطمة حقها مش هيرجع بالسوشيال ميديا، فاطمة حقها هيرجع بالقانون، احنا فضلنا ورا قضية وحيد لغاية ما الراجل اللى اعتدي عليه خد 17 سنة سجن، وحقيقى كلنا شغالين لمصلحة كرامة المصريين في الخارج".