Close ad

" شيمى".. الساحر في فن التصوير السينمائي

9-11-2018 | 23:06

في فن صناعة الفيلم السينمائى، أو في الدراما بوجه عام، قد لا يصبح المؤلف مشهورًا عند العامة، ولا حتى المخرج، أو مدير التصوير، والإضاءة، والديكور، فقط الممثل هو من يتصدر اسمه وصورته الأفيش، ويقال هذا فيلم النجم، وفي حالات قليلة جدًا - كحالة يوسف شاهين - ينسب الفيلم للمخرج.

وفى مجال كالتصوير السينمائى قد يكون من الصعب أن يعرف الجمهور العادى اسم مدير التصوير.. ولكن مدير التصوير السينمائى سعيد شيمى نجح في أن يصبح نجمًا فى مجاله، وأن يتحول إلى حالة فنية وفكرية، فأبدع بأن يغوص بالكاميرا فى أعماق البحار، حيث صور أفلامًا بكاميرات قام هو بتصميمها قبل أن تنتشر في مصر كاميرات التصوير تحت الماء بتقنياتها العالية.

منذ نشأته وهو يتعامل مع فن التصوير السينمائى كهواية فيبتكر في طرق إبهار المشاهد بصورة مختلفة، ومن يتابع أعماله مع المخرجين الراحلين عاطف الطيب ومحمد خان خاصة؛ سيكتشف كم أن سعيد شيمى ليس فقط مديرًا للتصوير، بل مبدع، ففى سينما خان كان شيمى أحد أبطالها وليس مشاركًا، وقد يكون السبب هو حبه وصداقته التى امتدت حتى رحيل خان، وهذا الحب الممتد حتى اليوم بما يمتعنا به من كتب عنه وعن علاقتهما معًا..

فى سينما خان تجد لقطات لا يمكن أن تصور بكاميرا مصور عادي كفيلم "الحرف" والذى لعبت الكاميرا دورًا مهمًا في إحراز أهداف سينمائية لعين المشاهد وتركيزه على الكرة الشراب وأقدام عادل إمام..

وفى "ضربة شمس" كيف تتحرك الكاميرا داخل قطار، وكيف ترصد انفعالات نور الشريف.. وكيف تتكلم الصورة نيابة عن ليلى فوزى الصامتة طوال الأحداث.. وكيف يتم تكوين لقطة في الشارع.. ومع عاطف الطيب الذى قدم معه ثمانية أفلام بداية من أول أفلامه الغيرة القاتلة، ومرورا بسواق الأتوبيس.. وحتى كتيبة الإعدام ..وغيرهما من المخرجين الذين عمل معهم وأبدع.

من يقرأ مراسلاته مع صديق عمره محمد خان فى إصداره الأخير يكتشف أنه أمام شخصية من نوع خاص؛ لديه وفاء وانتماء لمن عرفهم واقترب منهم، كيف يكون الوفاء هو العمود الفقري للصداقة..

وفى إصداره الذى طرح ضمن مطبوعات جمعية كتاب ونقاد السينما "ذاكرة الأيام والسينما" يؤكد شيمى أنه ليس كاتبًا أو ناقدًا أو مؤرخًا، إنه سينمائي عاش فترة زمنية مهمة؛ لكنه وبرغم حديثه المتواضع.. كل هذا فهو مؤلف لأكثر من عشرين إصدارًا مهمًا وناقد ومؤرخ لتاريخ سينمائى طويل..

وفى هذا الإصدار يعترف شيمى بفضل مجموعة ممن ساعدوه فى مشواره وهم من يعرفون فى مجال التصوير باسم "ماشينيست" يساعدون مدير التصوير فى الحركة والنقل من مكان إلى مكان..

مع أن المتتبع لمشوار "شيمى" سيكتشف أنه كان رفيقًا لكل المخرجين فى أعمالهم الأولى، وأنه وقف بجانبهم حتى في أعمال لم يكن هو راضٍ عنها، كفيلم "الغيرة القاتلة" الذى قدمه مع عاطف الطيب ولم يكن راضيًا عن السيناريو؛ لكنه ومع التصوير وصل إلى المرحلة المهمة التى جعلته فيلمًا جيدًا، كان عاملًا مهمًا فى تصوير فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى"مع الراحل حسام الدين مصطفى.. و"الطريق إلى إيلات".. وغيرها من الأعمال المهمة..

ومن ثم يستحق "شيمى" التكريم من جمعية كتاب ونقاد السينما، يستحق أن يقال عنه ساحر الكاميرا وحريفها، ومبدع فن التصوير تحت الماء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة