"دائما الحلو ما يكملش".. في الفترة الأخيرة ظهر هوس لدى اليابانيين، وهو الإقبال على عمليات تجميل الأسنان، والغريب أنها لم تعبر إلا عن قبح شكل الأسنان بعد إجرائها، وتكون غير منتظمة ومبعثرة، ويقبل عليها مشاهير اليابانيين ويروجون لها، وهذا على العكس تماما من عمليات تقويم الأسنان لتجعلها متناسقة وجذابة.
وثانيًا انتشار جنون الترحيب بين المراهقين، وليس بما هو المعتاد عليه من المصافحة والعناق للتعبير عن الود، وإنما بلعق العين أي يلعق الشخص بلسانه مقلة عين صديقه بعد فتحه جفن العين، ولاحظ المعلمون في المدارس تزايد إصابة عيون الطلبة، ووصلت نسبتها في بعض المدارس إلى 10 طلاب في الفصل الواحد، والأخطر من هذا انتقال الظاهرة خارج اليابان، عبر تسريب مشاهد لعق المراهقين اليابانيين للعيون إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة.
ومن المعهود استخدام مساحيق التجميل لكي يبدو الوجه جميلا وليخفي عيوب البشرة، ولكن فتيات يابانيات قمن بخلاف ذلك، ووضعن مساحيق على العين باللون الأحمر الباهت بدون رسم العين بالكحل أو "بالماسكرا"، ويهدفن بذلك لإظهار الوجه، وكأن الضعف والإرهاق يغلب عليه، ولتبدو الفتاة أيضًا كالمنكسرة والمغلوب على أمرها، ظنا منها أنه يضفي ذلك عليها جاذبية خاصة، ولم تلبث العدوى وقتا طويلا وانتشرت في مواطن أخري، فقد ظهرت الممثلة الأمريكية "كريستين ستيوارت" في أحد مهرجانات "كان" بهذا "المكياج" الغريب، ومن ثم تصبح موضة ينساق خلفها مشاهير العالم.
ومن المؤسف أن يلجأ بعض شباب اليابان إلى عزلة أنفسهم عن المجتمع، وحجتهم في محاولة إعادة تأهيل أنفسهم بشكل أفضل، وهناك من يستمر فترة عزلته لوقت طويل، ولا يجد المتخصصون تفسيرًا حول مقصدهم هذا، ومع انتشار ثقافة العزلة بين اليابانيين تموت أشخاص ولا يعرف أحد بموتهم، وقد تتحنط جثثهم بشكل ذاتي، وأطلق خبراء الاجتماع على هذه الحالة "الموت الوحيد"، ويعتقد أن ظاهرة العزلة دفعتهم إلى العزوف عن الزواج.
ورصد المعهد الوطني الياباني في دراسته عن التغير الديموجرافي في المجتمع الياباني، أن أكثر من 40% من اليابانيين لم يقربوا الجنس منذ ولادتهم، ولذا تشهد اليابان انخفاضًا حادًا في نسبة المواليد، وارتفاعًا كبيرًا في متوسط الأعمار.
والحكومة اليابانية تبذل حاليًا جهودًا جبارة للتحفيز على الزواج، كتقديم امتيازات ضريبية وحوافز مادية، غير أن نصف المتزوجين لا يمارسون الجنس لأكثر من شهر، طبقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية في تقريرها، ونقلت عن خبراء اتحاد تنظيم العائلة الياباني أنهم لا يتوقعون انخفاض النسبة في المستقبل القريب.
وذكرت الصحيفة أن المجتمع الياباني يعاني من الفتور الجنسي، ويبدو أنها مشكلة تؤرق مختلف المجتمعات الصناعية، بسبب قضاء وقت كبير في العمل، وحصر العقل في التفكير في الإبداع والتطوير؛ ولكسب المزيد من المال، وبالتالي لا يجدون الوقت الكافي للعلاقات الحميمية وللتواصل العائلي، ولهذا تتصاعد معدلات العنوسة بين الذكور والإناث، وتسعى الحكومة اليابانية لوضع حد أعلى لساعات العمل، التي تؤدي إلى إرهاق الرجال وإعاقتهم عن ممارستهم علاقاتهم مع زوجاتهم، بل وصل الأمر إلى وضع برامج لعلاج الفتور الجنسي، منها منح دورات للإثارة الجنسية.
وفي النهاية نرى الصين تقفز على اليابان - بعد أن كانت تحتل المرتبة الثانية اقتصاديًا - نتيجة إصابتها بالشيخوخة والعنوسة وعجز في المواليد، وفي المقابل، نجد الصينيين يضغطون على الحكومة للموافقة على المولود الثالث، وقد سمحت للأسرة الصينية من قبل بالمولود الثالث.