للأشياء الأولى في حياتنا سحر خاص، فنشعر بأن ضوء القمر لم يستطع إلا ليبعث بقبلة رقيقة على وجوهنا نحن فقط وخصيصًا من بين مليارات البشر، وأن الشمس لم تشرق إلا لتشاركنا فرحتنا.
قبل أيام رأيت الموج الأزرق للسعادة يتهادى في عيون الصديقين خيري حسن، والدكتورة داليا مجدي عبد الغني؛ وذلك في حفل التوقيع الذي أقامته لهما دار "الهلال" بمناسبة صدور كتاب خيري الأول "أبي الذي لا يعرفه أحد"، وكتاب الدكتورة الأول "الحوت الأزرق".
كان الحفل عنوانًا حقيقيًا للبهجة بتعميد اثنين من الكتاب في معبد الموهبة والإبداع؛ برغم أن خيري صاحب بصمات مضيئة في دنيا المقال الصحفي فن كتابة البورتريه، لكن تظل فرحة الإصدار الأول لها نشوى مسكرة؛ فضلا عن أهمية التوثيق بعد سنوات من العمل الطاحن في بلاط صاحبة الجلالة.
رأيت في حفل الهلال مصر الجميلة المتنوعة القادرة على التعامل برقي وتسامح مع اختلافاتها، جاء الناصريون والوفديون واليسار واليمين وزملاء المهنة في الأدب والإعلام بمحبة صافية تسيل عبر الأنامل.
كان الصديق خالد ناجح دينامو الحفل هو الآخر، فهو رئيس تحرير ثلاثي مجلة وروايات وكتاب الهلال؛ بينما بدا الأستاذ مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال مثل أب حكيم زاهد، لا يتطلع لشيء سوى نجاح وسعادة أبنائه فيبتسم في هدوء وتدمع عيناه وهو يرنو إلى السماء.
وأخيرًا أهمس في أذن خيري حسن: لقد ولدت عملاقًا، ولن نقبل كسلا منك بعد اليوم، أما الدكتورة داليا فأهمس إليها قائلا: 99% من النجاح عرق وجدية وقراءة ومطالعة لمختلف حقول الإبداع الأدبي، قد نطرب للمديح، ولكن يجب أن ننساه فورًا ونمضي لمعانقة مشروعنا الخاص في الكتابة الروائية التي لا يساورني الشك أنها تنتظر لمساتك الخاصة والدافئة.