أتوخى الحذر عند الحديث عن المشروعات القومية الكبرى التي تمت على أرض الواقع خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تعتبر إنجازا يصل إلى حد الإعجاز.
أتوخى الحذر خوفا من أن يكون نوعا من الإفراط في التفاؤل، وتجنبا لسوء الظن (الذي أصبح سمة للأسف)، وكأن من يبتهج ويُشيد ويُلقي الضوء على كل من يُخلص في عمله من أجل مصر ويتمنى لمصر المزيد من الاستقرار والتنمية وعلاج أفضل ونظام صحي يعالج الفقير قبل الغني ونظام تعليم متطور وهو ما نتمناه جميعا لمصر ومزيد من الاستقرار والتنمية لمصر، هل كل من يكتب عن ذلك لابد أن يكون صاحب غرض أو هدف أو مصلحة؟!
لا ياسادة يا كرام.. قناعتي الخاصة أن هذه المشروعات وغيرها من المشروعات النهضوية التي شهدتها مصر خلال تاريخها الحديث والمعاصر لم تتم إلا عندما توافرت الإرادة السياسية، وزعيم قوي مخلص لمصر منذ أيام محمد علي وحتى الأن.
المهم هنا أن علينا جميعا أن نرفع القبعة لعمال مصر وبنائيها ومهندسيها وعمال البناء والمعمار رجالة مصر اللي يشتغلوا في الحر وتحت الشمس وعز البرد وتحت المطر ليل ونهار.
ومناسبة حديثي هذا ما رأيناه في مشروع هضبة الجلالة، والمشاهد التي رأيناها على أرض الواقع عندما تفقدها الرئيس السيسي فور عودته من الجولة الأسيوية، والتي أثمرت توقيع اتفاقيات مع الجانب الصيني تصل إلى 16 مليار دولار، وأيضا زيارته لأوزبكستان، ومن طشقند إلى هضبة الجلالة؛ ذهب ليتفقد سير العمل في المشروع، وأبهرني وغيري حجم العمل الذي تم تنفيذه ونحته في الجبال والصخور القاسية.
مجتمع عمراني متكامل ومنتجع سياحي على أعلى مستوى، وتجدر الإشارة إلى أن المشروع يتم تنفيذه عن طريق شركة المقاولون العرب تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ويضم فندق خمس نجوم؛ يتكون من دور أرضى وبدروم، و4 أدوار متكررة، ويحتوي على 266 غرفة و24 جناحًا فندقيًا و4 مطاعم وقاعة متعددة الأغراض وحمام سباحة ونافورة راقصة وأماكن انتظار تسع 400 سيارة، كما يشمل المشروع تنفيذ 26 فيلا و120 شاليها وإنشاء عدد 2 حمام سباحة للكبار والأطفال ومبنى للخدمات يتكون من بدروم وأرضى وأول، ويبلغ عدد العاملين المشاركين ألف عامل يوميا، وتبلغ كميات حديد التسليح 20 ألف طن، بالإضافة إلى 140 ألف متر خرسانة مسلحة وعادية، ويعمل في المشروع 1000 عامل في المتوسط يوميا.
ولمن لا يعلم جبل الجلالة يقع مكانه في شرق مصر عبارة عن سلسلة جبلية من جبال البحر الأحمر بداية من العين السخنة في أقصى الشمال وتمتد جنوبا.
وينقسم جبل الجلالة الى الجلالة البحرية شمالا وارتفاعه 1223 مترا عن سطح البحر، وكذلك جبل الجلالة الجنوبية أو القبلية وارتفاعه 1472 مترا ويفصل بينهما وادٍ انشق عنه البحر الأحمر ليعبر عليه نبي الله موسى عليه السلام هربا من فرعون مصر وقتها.
يتم حاليا إنشاء مجتمع سياحي متكامل بمنطقة أبو الدرج على طريق الجلالة على مساحة 1000 فدان قابلة للزيادة، به مئات الغرف الفندقية والشاليهات ومجموعة كبيرة من المراكز التجارية ودور عرض سينمائي، وسيتم أيضا إنشاء فندق في جبل الجلالة في اتجاه الغرب، وتم عمل تليفريك على أحدث طراز ليربط بين المنتجع وهضبة الجلالة بطول 6 كيلو مترات وجارٍ أيضا إنشاء مارينا عالمية لليخوت، وجارٍ العمل أيضا في جامعة الملك عبد الله لتضاهي الجامعات العالمية.
خلاصة القول - وبعيدا عن التفاصيل - مشروع الجلالة مجتمع عمراني جديد تم نحته وإنشاؤه في الجبل وفي الصخر، تم شق الطرق إليه وعمل البنية التحتية كله بسواعد عمال مصر، عمال شركة المقاولون العرب ومهندسوها، وبالشراكة طبعا مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
كل التحية والتقدير للواء كامل الوزير (أكتر واحد بيشتغل في مصر)، وكمان كل التحية والتقدير لرئيس شركة المقاولين العرب، وكل عُمال الشركة.
ولكل عُمال مصر.. ننحني جميعا لكم فأنتم أصحاب الجلالة.. والله المستعان