المتحدث الرئاسي ينشر صور الرئيس السيسي أثناء افتتاح البطولة العربية للفروسية العسكرية بالعاصمة الإدارية | إشادة دولية.. الهلال الأحمر يكشف كواليس زيارة الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأوروبي إلى ميناء رفح | قرار من النيابة ضد بلوجر شهيرة لاتهامها بنشر فيديوهات منافية للآداب العامة على المنصات الاجتماعية | الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة | "الحوثيون": استهدفنا مدمرة أمريكية في خليج عدن وسفينة إسرائيلية بالمحيط الهندي بطائرات مسيرة | الطرق الصوفية تحتفل برجبية "السيد البدوى" فى طنطا | الإسماعيلى .. برنامج تدريبي جديد لتجهيز اللاعبين استعدادًا للقاء الأهلي الأربعاء المقبل باستاد برج العرب | رئيس تنشيط السياحة: الخزانة العامة تستفيد بـ 35% من تذاكر الحفلات العالمية بمصر | حزب "المصريين": حضور السيسي فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية رسالة مهمة للشباب العربي | أستاذ علوم سياسية: المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان تزيد من تفاقم الحروب |
Close ad

الموسيقى المدمرة!

5-9-2018 | 23:20

كثير من المخترعات تقدم لنا السم في منظر شهي وبراق، فالأجهزة المحمولة وشاشات الحاسوب وأجهزة الووكمان "سماعات الموسيقى" هي قليل من كثير يحمل من الأذى ما يفوق بكثير المنفعة أو المتعة.

لكن الناس لحرصها على المتعة وتباهيها باقتناء أحدث التكنولوجيات، تغمض عينيها عن الأضرار، وتتجاهل أي تحذيرات بشأن مخاطرها، بل وتذهب إلى استحالة الحياة بدونها، معتمدة في ذلك أنها تعيش يومها.

والأطباء هم أكثر وعيا مقارنة ببقية الناس في ملاحظة سموم أجهزة الرفاهية؛ لأنهم في متابعاتهم اليومية يحصدون النتائج ويرون الخراب ويتأملون ما جنته أيدي الناس من سموم هذه الأجهزة.

جولة في أي مستشفى تعطينا عبرة لكل مدخن يرى السعادة في إدخال السموم إلى صدره، بل وكل بدنه، أو مُسرف في استخدام المحمول جعله على قوائم انتظار استئصال ورم في المخ، كما أن مراقبة صور مرضى الإيدز وهم يموتون ببطء تعطيك فكرة عن نتاج نظريات التربية والتحرر الحديثة.. وغير ذلك من المآسي..

ما يعنينا هنا هو أجهزة الموسيقى المحمولة على رؤوس الشباب؛ بل والسماعات "المحشورة" داخل آذانهم، في تقليد أعمى لشباب الغرب ـ لاعتقادهم الخاطئ بأن جزءًا من السعادة سيأتي عن طريق استعمال هذه الأجهزة..
لاشك أنها عقدة النقص التي تدفعهم بعد ذلك إلى مطالبة أهليهم بشراء تلك الأجهزة، وبعدها يعود المراهق إلى منزله، يضع سماعات الجهاز على أذنيه، ينعزل عن المحيط حوله بجدار من الضجيج، ويستمر على تلك الحال ساعات وساعات.

وإذا وضعنا جانبًا الشرود الذهني والإهمال الدراسي ومخاطر التعرض للحوادث، فإن لتلك الأجهزة تأثيرات ضارة أخرى..

إنها التأثيرات على حاسة السمع، والتي انتبه إليها أطباء الدول التي سبقتنا في استعمال هذه الأجهزة، وأخذوا يحصدون النتائج على شكل نقص سمع مع طنين في الأذنين.

كانت البداية مع ظهور أجهزة "الووكمان" عام 1980، ثم ظهرت أجهزة السي دي ثم الفلاشات، وطالب الأطباء حينها بوضع قوانين تنظم الشدة الصوتية العظمى التي يمكن أن توفرها هذه الأجهزة، إضافة إلى تحديد الشدة الصوتية في أماكن الحفلات العامة، وطبعًا ما يتداوله الناس عن صخب حفلات الساحل الشمالي خارج هذا التصنيف!

لكن ظهور أجهزة MP3 أعاد القضية إلى الواجهة، فهي لها خواص مؤذية للسمع أكثر من سابقاتها "شدة صوتية أعلى، زمن استماع أطول، بطاريات يمكن استعمالها لفترة طويلة"، وخاصة مع ظهور السماعات التي يمكن إدخالها في مجرى السمع، وهي تؤدي إلى زيادة الشدة الصوتية الداخلة في الأذن (زيادة في شدة الصوت الداخل بمقدار 6-9 "ديسيبل"؛ وهو مقياس شدة الصوت، مقارنة مع السماعات التي توضع على صوان الأذن من الخارج).

إن الشدة الصوتية التي تعطيها هذه الأجهزة قد تصل إلى 110-120 "ديسيبل"، وهي تعادل الشدة التي يمكن سماعها "كحد أقصى" في حفلات الروك والساحل الشمالي، وهذا كاف لإحداث أذية حسية عصبية بعد التعرض 75 دقيقة لهذه الأصوات.

والشباب من الجنسين يعشقون الموسيقى الصاخبة التي تشل التفكير وتسمح بالعزلة، وتجعل الجسم في حال اهتزاز متناسبة مع شدة الصوت، فهم يحبون موسيقى "الراب" و"الروك" أكثر من الموسيقى الكلاسيكية أو الجاز.
تقارير منظمة الصحة العالمية تقول أنه لا ينبغي سماع الموسيقى الصاخبة لأكثر من ساعة؛ لأنها قد تتسبب في فقدان السمع عند الشباب، فهنالك ما يقرب من 1.1 مليار مراهق حول العالم معرضون لخطر الإصابة بضعف السمع، وهذه المشكلة بسبب الاستماع للموسيقى الصاخبة بشكل دائم؛ حيث إن درجات الصوت العالية الزائدة على 82 "ديسيبل" - الدرجة الآمنة - لأكثر من ساعة يوميًا عبر سماعات الأذن لها ترددات عالية في الجهاز الحساس للأذن الداخلية.

ووفق تقارير المنظمة أيضًا، فإن مشكلات فقدان السمع زادت بين المراهقين من 3.5% إلى 6.5% بسبب الموسيقى الصاخبة، وأن واحدًا من كل عشرة أشخاص من المستمعين للموسيقى الصاخبة مصابون بأمراض طنين الأذن و30% من المستمعين يعانون من مشكلات صحية والإرهاق المتكرر، وهو من مؤشرات تضرر حاسة السمع.

وهناك دول سعت إلى تقنين مخاطر هذه التكنولوجيا، فالقانون الفرنسي، مثلا، يُحرم تسويق الأجهزة الموسيقية المحمولة التي تعطي شدة تصل إلى 100 "ديسيبل".

وللتقليل من أذي هذه الأجهزة على حاسة السمع، ينصح الأطباء، بعدم استعمال الجهاز أكثر من ساعة يوميًا بشدة لا تتجاوز 60% من شدته العظمى، واستعمال سماعات توضع على صوان الأذن، وليس داخل مجرى الأذن، على اعتبار أن ذلك أخف الضررين.

خلاصة القول أن الأمر يحتاج إلى حملات توعية لمخاطبة الشباب وتحذيرهم قبل أن تضعف الفرصة في الحفاظ على سمع طبيعي والاستمتاع به لسنوات أطول، وإقرار القوانين التي تضع حدًا لفوضى الصخب وحمى الـ"دي جي" التي تجتاح شوارعنا ليل نهار، ففي زمن محمد على كان هناك قانون يعاقب بالحبس الباعة الجائلين الذين كانوا يرفعون أصواتهم بالنداء على بضاعتهم وقت القيلولة!!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،

الأكثر قراءة