Close ad
29-8-2018 | 23:39

أنت أشول أو أعسر أو عسراوي .. كلها مترادفات لصفة واحدة، كانت المجتمعات الغربية حتى القرنين الـ18 والـ 19، وحتى ما بعد منتصف القرن الـ20 في دولة مثل مصر، كان ينُظر إلى أصحابها على أن بهم نوع من الإعاقة!!

وربما ظل هذا التمييز في النظرة إلى أصحاب اليد اليسرى ساريًا حتى عام 1976، حيث تم تخصيص يوم 13 أغسطس من كل عام "يومًا للأعسر" ، لتعريف الناس بهم، بعدما كان المعلمون وأولياء الأمور في العقود السابقة يحاولون تغيير هذه الصفة في الأطفال لمن ولدوا بها أحيانًا عن طريق ربط أيديهم خلف ظهورهم لتدريبهم على استخدام اليد اليمنى، يؤدي القسر والتوبيخ إلى بعض العقد النفسية والشعور بالذنب والاغتراب وغير ذلك من الاضطرابات.

واليوم فإن حوالي 13 % من الرجال و11 % من النساء "شول"، مقارنة بـ 3 % فقط لمن عندهم هذه الصفة الذين ولدوا قبل عام 1910، وهو ما يمكن تفسيره جزئيًا إلى زيادة تقبل هذه الصفة في المجتمعات، واليوم هم يشكلون 10% من سكان العالم.

إنها ليست حالة وراثية بحتة، فالعلماء لا يؤكدون بشكل قاطع لماذا يستعمل بعض الناس يدهم اليسرى، فقط 25% من الحالات تكون متعلقة بالوراثة.

معظم الناس الذين يستخدمون يدهم اليمنى يستخدمون نصف دماغهم الأيسر في معالجة اللغة والكتابة، ولكن هذا لا يعني أن الذين يستخدمون يدهم اليسرى يستخدمون نصف دماغهم الأيمن لمعالجة اللغات، فتلك مجرد أسطورة شائعة، هذا ما أكده باحثون فى جامعة فيكتوريا فى نيوزيلندا، فحوالى 98% من الذين يستخدمون يدهم اليمنى يعالجون اللغات فى نصف الدماغ اﻷيسر، وكذلك 70% من العسراويين، فقط 30% منهم يستخدم نصف الدماغ اﻷيمن.

ولكل أعسر "ومنهم كاتب هذه السطور" أن يفخر بأنه، برغم أن مستعملي اليد اليسرى يشكلون أقلية في أي مجتمع لا تتجاوز 10%، إلا أنهم يشكلون تقريباً 50% من عدد المشاهير والسياسيين، ومن بين مشاهير "العسران" في الماضي كان عمر بن الخطاب، وليوناردو دا فينشي، وغاندي، ونيوتن، وبونابرت، وتشرشل، وأينشتاين، وبيكاسو، وبيتهوفن، وتشارلى تشابلن، وحديثا أوباما، وبوتين، وبيل كلينتون، ومارادونا، ومعظم أفراد العائلة المالكة البريطانية، بما فيهم الملكة إليزابيث وولي العهد تشارلز.

لكن ليس شرطًا أن يكون كل أعسر عبقريًا، فمنهم هتلر وأسامة بن لادن، كما أنهم، برغم تميزهم في بعض المهارات، قد يواجهون مشكلات صحية تفوق ما قد يتعرض له أصحاب اليد اليمنى، وكان اليوم العالمي للأعسر هذا العام فرصة لتذكير العالم بمعاناتهم..

فقد دعت واحدة من أكبر نقابات العمال فى بريطانيا إلى إجراء مزيد من الأبحاث على المشكلات الصحية التى يواجهها الذين يستخدمون أيديهم اليسرى في أماكن العمل.

وقالت النقابة إن لديها اعتقادا بأن الإصابة بداء الإجهاد العصبي المتكرر يكون أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي العسر عن أولئك الذين يستخدمون أيديهم اليمنى عادة، وأن الشخص كونه أعسر قد يواجه مشكلات كثيرة طوال حياته العملية وتدلل على ذلك بالقول إن الوسائل التى تستخدم في الحياة اليومية مثل الهواتف العامة والأجهزة الكهربائية اليدوية وحتى تجهيزات الكمبيوتر مثل الماوس والكيبورد كلها مصممة أساسًا لمستخدمي اليد اليمنى.

لذلك دعت النقابة مصممي التجهيزات المختلفة للأخذ بعين الاعتبار متطلبات مختلف الأشخاص وابتكار تصميمات تناسب الشخص الأعسر أو الطبيعي.

وتكشف دراسة أعدها خبير الطب النفسي الأمريكي ستانلي كورين عن الأضرار التي تلحق بمستخدمي اليد اليسرى، إذ تشير إلى أن أعمارهم تكون أقل بمعدل 9 سنوات عن نظرائهم من مستخدمي اليد اليمنى، وقصر العمر لديهم ـ برأيه ـ قد يكون ناجمًا عن سبب بسيط يتمثل في تزايد المخاطر التي يتعرضون لها من جراء استخدامهم لتجهيزات ومعدات مصممة أساسًا لمستخدمي اليد اليمنى.

تحذير أخير لكل زوج لامرأة "شولة"، أو متحرش فقد عقله ولم تصله فتوى الأزهر، بأن التحرش إشارةً أو لفظًا أو فعلا جريمة وإثم وانحراف.. برغم أن من مشاهير عسراوات اليد في العالم مارلين مونرو، وأنجلينا جولي، ذكرت مجلة مهتمة بالشئون النفسية والعصبية أن النساء العسراوات يتصفن بسرعة الغضب؛ بسبب عاطفتهن السلبية العالية، وسرعة انفعالهن من المواقف المختلفة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،

الأكثر قراءة