Close ad
23-6-2018 | 18:00

ما لا يستوعبه ولا يفهمه الإخوان، وكل من يجاريهم في غيهم وشرورهم ومؤامراتهم الخبيثة، أن المصريين اختاروا بإرادة حرة خالصة طريقهم ومستقبلهم بعيدًا عنهم وعن ضلالاتهم، وأنهم واعون لمختلف ألاعيبهم، بعدما أزالوا عنهم أقنعتهم التي تواروا خلفها لعقود، وأن الجماعة الإرهابية، مهما فعلت، لن تفلح في الإيقاع بين الشعب المصري ورئيسه عبدالفتاح السيسي، الذي قرروا عن قناعة تامة الالتفاف حوله، دعمًا لجهوده الإصلاحية، وبناء مصر الجديدة، ووضعها في مكانتها اللائقة والمستحقة بين الأمم والشعوب.

التف المصريون حول الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنهم لمسوا صدق مساعيه وإخلاصه وتفانيه؛ لصون أمن واستقرار الوطن، الذي يكيد الإخوان له بوقاحة ونذالة منقطعة النظير طلعة كل صباح، ويمدون أيديهم الملوثة - بدماء أطهر وأنقى من أنجبت هذه الأرض الطيبة - إلى مرتزقة، وأنظمة كارهة وحاقدة تحارب مصر؛ طلبًا للمساعدة والمشورة.

سيقولون إن المصريين يعانون ويتوجعون بشدة من آثار وتبعات السياسات الإصلاحية، ورفع أسعار المحروقات وغيرها، ويحرضونهم على أن يثوروا عبر منابرهم الإعلامية، وكتائبهم الإلكترونية المنتشرة؛ لكنهم من الغباء بحيث لا يدركون أن تحريضهم ليس له صدى بين المصريين.. لماذا؟

لأن كل مصري ومصرية غيور على وطنه، مقتنع ومتفهم أن ما اتخذ من إجراءات قاسية ومؤلمة كانت ضرورية وتأخرت كثيرًا، وأن تأجيلها أكثر من ذلك سيمثل كارثة مروعة للحاضر والمستقبل، وأن الأجيال المقبلة قد تصب اللعنات فوق رؤوسنا؛ لعدم تحركنا في الوقت المناسب، للتغلب على أزماتنا المتوارثة والمتكاثرة، وأنهم ـ المصريين ـ صابرون وصامدون عن قناعة، ومتيقنون من أن الضوء يلوح في نهاية النفق، وأن كل الشعوب الناهضة تحملت وصبرت لكي تتحسن أحوالها، فالألم ليس دائمًا، وأن الحصاد سيكون على قدر الصبر والمثابرة.

ولاحظنا خلال الأيام الماضية تحركات الإخوان اليائسة والمفضوحة على "تويتر" وغيره من منصات التواصل الاجتماعي؛ للإيحاء بوجود فجوة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب، وأن الغضب يتصاعد إلى عنان السماء؛ جراء الأوضاع المعيشية، وعدم قدرة المواطنين على مجاراة الزيادات الملحوظة في أسعار الخدمات والسلع الأساسية والمواصلات العامة، وجاءهم الرد سريعًا ومباغتًا من عموم المصريين الذين تفاعلوا بكثافة وقوة مع هاشتاج "السيسي رئيسي وافتخر"، الذي اكتسح "تويتر"، ومن بعده " السيسي مش هيرحل" عقب ساعات قليلة من تدشينه.

بهذا التصرف العفوي والفوري، وضع المصريون الإخوان في حجمهم الضئيل والطبيعي، وأوصلوا إليهم رسالة قوية، هي: لن تنطلي علينا ثانية خديعتكم الماكرة فقد تعلمنا وهضمنا الدرس، ونحن حريصون على وطننا الذي نعتز به وننتمي إليه، وجربنا مناخ الفوضى التي ساعدتم بعد 25 يناير في شيوعها وتأجيجها، حتى تصلوا لهدفكم في اعتلاء كرسي السلطة، فأنتم لا تبحثون سوى عن الحكم ومنافعه وأبهته وأضوائه الساطعة، ولن نقبل أن تستغلونا مرة أخرى، كما لن نسمح لكم بتدمير مصرنا وتخريبها، فأنتم تنشطون وتنتعشون وسط الدمار والخراب، وتتوهمون أن لديكم فرصة سانحة للرجوع للمشهد العام وتصدره، وانظروا إلى ما فعلتموه وتفعلونه بسوريا وليبيا واليمن وتونس.

وهل تناسيتم - إخوان الشر - إثارتكم للضغائن والأحقاد الطائفية بعدما أسقطكم الشعب المصري من سدة الحكم، وكيف سعيتم لإحداث الشقاق والخلاف بين عنصري الأمة المصرية، ودعمكم للميليشيات الإرهابية التكفيرية في سيناء، وتشكيلكم تنظيمات مسلحة نفذت عمليات إرهابية ضد الأبرياء العزل والشرطة المدنية؟

تناسيتم كل هذا ومعه الحقائق والوقائع الأكيدة المثبتة في صحائف التاريخ، وقبلها أن المصريين استردوا وعيهم، ولن يسمحوا بسلبه مجددًا، وخبروا زيفكم، وكشفوا كل حيلكم الوضيعة، وأن من يبصر نور النهار لا يمكن أبدًا أن يعود للظلمة، وأن الفشل سيلاحقكم أينما ذهبتم، فلا مكان لكم بيننا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الوحش الأفغاني

بين جبال أفغانستان الشاهقة يختبئ مقاتلو تنظيم داعش خراسان الذى أعلن مسئوليته الشهر الماضي عن العملية الإرهابية التي استهدفت مركزًا للتسويق قرب العاصمة