Close ad

التصنيف العمري و"العلاقات" في الدراما المصرية!

9-6-2018 | 01:51

عندما كانت الرقابة على المصنفات الفنية تعمل بمفردها دون جهات أخرى تقتص من دورها وتنتقص منه بحجة أنها جهات رقابية نافذة بيدها القوة الجبارة لفرض غرامات وتنفيذها على القنوات التي تبث أعمالا بها أخطاء وألفاظ ومشاهد خارجة.. لم نكن نرى هذا الكم من العلاقات غير الشرعية، ومشاهد القتل والمخدرات في مسلسلات رمضان.ِ

نعم كانت موجودة ولكن بنسب أقل بكثير مما نراه، بل أكاد أجزم أنه لم تكن علاقات غير شرعية فجة كما هي الحال في مسلسلات مثل مسلسل "بالحجم العائلي" بطولة النجم يحيى الفخراني؛ حيث تنجب ابنته رانيا في الأحداث طفلا غير شرعي..

وضع تصنيف عمري لمثل هذه المشاهد، وغيرها في مسلسلات أخرى مثل "رحيم" و"نسر الصعيد" و"كلابش2" جعلها تتضمن مشاهد قتل ومخدرات، واستهانة بالمشاهد تفوق ما كان يحدث في الدراما خلال السنوات الماضية عشرات المرات، فمسلسل "رحيم" المصنف فوق 16 سنة قتل به منذ الحلقة الأولى ما يزيد على 20 فردًا في عمل واحد، ومثلهم في مسلسل "طايع" الذي قتل فيه بمعدل ثلاثة في كل حلقة، وكأنه لا توجد قوة ردع في القرى، وأن الصراع على منصب العمدة يستحق كل هذه الدماء التي يتم سفكها بعمل فني.. مع أنه لايوجد حاليًا منصب عمدة بنفس قوته السابقة؛ بل أصبح مجرد منصب رمزي.

الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، ومستشار وزير الثقافة، حارب كثيرًا من أجل فرض التصنيف العمري، خاصة في السينما، وفي الدراما أيضًا، ولكن تداخل الجهات والاختصاصات يثير الجدل، فمن سيفرض سطوته وينفذها، المجلس الأعلى للإعلام ولجنة الدراما، أم لجان حقوق الإنسان، أم المجلس القومي للمرأة، وغيرها من الهيئات التي تُقيم الدراما والسينما، مع أنه حق أصيل للرقابة على المصنفات الفنية، وهي التى من حقها أن تسن القوانين الرادعة لمثل هذه التجاوزات، وليس المجلس الأعلى للإعلام.

وإن كان لابد فلماذا لا يتعاون المجلس مع الرقابة للحد من الظواهر التي تستحق أن يطلق عليها ظواهر" بشعة" ولا تبرير لوجود علاقات غير شرعية على الشاشة من منطلق أن المجتمع به مثل هذه العلاقات.. فالأصل في العمل الدرامي أو الفني بصفة عامة، أنه يقدم رسائل مهمة للمجتمعات، بأن هناك خطرًا ما، لا أن تكون الصور السلبية هي الصور المطلوب إلقاء الضوء عليها وكأنها واقع نعيشه.

ولا توجد مثل هذه العلاقات والمشاهد العنيفة سوى في الدراما المصرية، وللأسف انتشرت في كل الأعمال، المسلسل الذى يخلو من القتل والعنف يصدر صناعه مشاهد تجارة السلاح والمخدرات في الصورة، فكم مسلسلًا كوميديًا جيدًا عرض هذا العام.. وكم مسلسلا دينيًا أو أخلاقيًا أو تاريخيًا، أو حتى اجتماعيًا إنسانيًا عرض هذا العام.. هل هو اتفاق أم توجه من صناع الدراما لتشويش المجتمع بصور مقززة عن حياة الناس.. لا يوجد مسلسل واحد عن واقعنا البسيط، أو مشكلات الناس..

المشاهد يخرج من الدراما لكآبة إعلانات المرض، لمباريات المنتخب الودية التي أصابت المشاهدين بالإحباط.. يكفي هذا الكم وعلى المجلس الأعلى للإعلام أن يعقد جلسات مع الرقابة لتوحيد الاتجاهات والأفكار، والبحث عن طرق لإعادة الروح للدراما الإنسانية، وكفى قتلًا وعنفًا وعلاقات غير شرعية في الدراما المصرية!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة