Close ad

مع الاعتذار لأذكى الحيوانات

4-6-2018 | 17:42

في مقال سابق لي طالبت بإعادة إحياء "جمعية الحمير" في مصر؛ لما لها من دور عظيم في زيادة الوعي السياسي، وعمل حراك سياسي يعوض غياب الأحزاب السياسية عن الشارع المصري؛ ولما له من صفات عظيمة..

وجمعية الحمير يا سادة ليست فكرة هزلية ولا ساخرة؛ وإنما هي فكرة في منتهى الجدية والإيجابية.. وقد صادف يوم 8 مايو الماضي، أن يكون اليوم العالمي للحمير..

أنا شخصيًا أقدم لتلك الجمعية كل التحية والتقدير؛ لما تتميز به من صبر وقوة تحمل وذكاء شديد وإخلاص في العمل، وعدم الشكوى أو التذمر على الإطلاق، ووطنية وحُب للأرض التي تنشأ عليها، قلما تجدها عند بني أدم من المُرتشين والفاسدين من مٌدعي الوطنية والتدين الزائف.. الذي يدعيه المُرتشون والفاسدون بحرصهم على أداء العمرة في رمضان والحج؛ وهو ما ظهر في قضية الرشوة الأخيرة التي تم القبض فيها على رئيس الشركة القابضة للأغذية ومن معه، وأنهم كانوا ينوون أداء عُمرة العشر الأواخر من رمضان، من أموال الرشوة التي تلقوها مقابل إرساء عطاء توريد بالمليارات على إحدى الشركات بعينها ..

ما علينا نعود للحمار واليوم العالمي للحمير، والتي نكن لها كل التقدير والاحترام على النزاهة والإخلاص في العمل والشفافية وعدم تلقي أي رشاوى كما يفعل بني البشر .. والغريب أن الإنسان تجرأ على الحمار، وأصبح يوظف اسمه في سب الآخرين من بني البشر وانتقادهم ظنًا منهم بأن الحمار مرادف لكل الصفات السلبية، في حين أن العكس صحيح والصفات السلبية؛ سواء من غش وتدليس وخيانة ورشاوى وفساد هي قرينة ببني البشر ولا صلة لها بالحمار على الإطلاق، وأتصور أن الحمار من حقه المطالبة بتعويض كبير بسبب نعت بعض البشر بأنه حمار أو حمير؛ لأن هذه تعتبر إهانة للحمار عندما يتم وصف الشخص الغبي بأنه حمار هو اعتقاد خاطئ تمامًا، وفيه ظلم شديد للحمار.

ويعتبر اليوم الثامن من مايو مناسبة خاصة "بالحمير" يحتفل بها العالم؛ وخصوصًا المهتمون بحماية حقوق الحيوان والرفق بالحيوان، وعبر التاريخ قدمت الحمير خدمات جليلة للبشرية دون مقابل، ودون منٍ أو أذى، وتعرف الحمير بأنها حيوانات مخلصة وذكية، يكفي أن تمر عبر الطريق مرة واحدة حتى تحفظه عن ظهر قلب، وفي الأرياف والأقاليم في مصر تعرف طريقها لوحدها بدون مرافق بل على العكس، كان كثيرًا ما يعود الحمار بصاحبه إلى داره دون توجيه من أحد، والخبراء يؤكدون أن الحمار يعتبر من أذكى الحيوانات؛ إذ يكفي كما قلنا من قبل أن يمشي على الطريق مرة واحدة ليحفظها عن ظهر قلب.

والحمار أيضًا عنيد ولديه تقدير جيد للأحمال التي ينقلها؛ فإذا شعر أنها فوق طاقته وقدرته لا يتحرك من مكانه؛ مهما تعرض للضرب من صاحبه المفتري من بني البشر.. وأيضًا يستطيع الكشف عن الألغام ويتفاداها؛ وكثيرًا ما ساعد المقاومون الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي في نقل السلاح والعتاد من غور الأردن إلى فلسطين المحتلة، وكان المقاومون يمشون وراءه تفاديًا للألغام التي زرعها جيش الاحتلال.. وللأسف يتم استغلال ذكاء الحمار في نقل المخدرات من أفغانستان إلى جيرانها وأيضًا لتفاديه مناطق زرع الألغام.

علينا جميعًا يا سادة الاعتذار للحمار، وتوجيه كل التحية والتقدير والشكر له على جهوده العظيمة، التي يقدمها للبشرية وبني أدم ممن يسيئون إلى الحمار، ولا يقدرونه حق قدره.. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة