Close ad

رحيل رأس الأفعى.. و"الرسالة السرية" للفلسطيني الجديد

27-5-2018 | 01:50

توفي الأسبوع الماضي "برنارد لويس" مخطط مشروع "سايكس بيكو2" أو سايكس فينا جديد لتقسيم الدول العربية.. رحل رأس الأفعى عن عمر يناهز الـ101 عام قضى معظمها في رسم خارطة الفوضى الخلاقة وتقسيم الشرق الأتعس حاليًا والأوسط سابقًا.

والخطوط العريضة للمخطط هي إغراق منطقة الشرق الأوسط في الخلافات المذهبية والعرقية (وهو ما يحدث حاليًا بالفعل، وانظر حولك إلى اليمن وسوريا والعراق وليبيا وما تفعله قطر وتركيا وإيران في منطقتنا الشرق الأتعس).

وفي صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية نشروا خريطة تظهر فيها خمس دول شرق أوسطية، وقد تم تقسيمها إلى 14 دولة وفقًا لأسس قبلية وطائفية..

رحيل رأس الأفعى المستشرق برنارد لويس ليس موضوعنا، فرحيله لا يعني أن المخطط انتهى أو توقف.. بالعكس تمامًا، فالمخطط مستمر وتنفيذه يتم على قدم وساق، وبأيدينا وليس بيدي لويس الذي تم استدعاؤه للخدمة في الجيش البريطاني مع بداية اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبالفعل خدم في جهاز الاستخبارات البريطاني؛ (والذي أعتبره رأس الحربة في محور الشر الساعي إلى خراب منطقتنا التعيسة بكافة الوسائل، وعلى رأسها الإسلام السياسي بتنظيماته وجماعاته المختلفة) وكثير من الدلائل تشير إلى أن الصلة بين برنارد لويس والمخابرات البريطانية لم تتوقف منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى آخر أيام في حياته وقبل وفاته منذ أيام؛ أي الأسبوع الماضي..

بعدها انتقل لويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل كأستاذ محاضر بجامعة برنستون وجامعة كورنل، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1982م، ونال العديد من الجوائز من مؤسسات تعليمية أمريكية بارزة لإسهاماته في خراب منطقتنا العربية؛ فهو صاحب أول مخطط مكتوب ومدعوم بالخرائط لتقسيم الشرق الأوسط وتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي (بريجنسكي) قال نصًا: إن المعضلة التي ستواجهنا هي كيف سنشعل نيران الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى؛ حتى نتمكن من خلالها إعادة وضع ملامح وتصحيح أخطاء "سايكس بيكو" الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وكانت هذه نقطة بداية عمل برنارد لويس لوضع مخطط التقسيم، ومنذ هذه اللحظة وهو على رأس أولويات السياسات المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتعاقبة، التي تعمل على تقسيم 18 دولة عربية إلى مجموعة إمارات صغيرة تعيش إلى جانب دولة إسرائيل الكبرى..

وعمد لويس إلى التركيز على تطبيق رأيه الذي أعلنه أكثر من مرة فينا وفي العرب والمسلمين؛ حيث قال نصًا: (إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، ولا يمكن تحضرهم وإذا تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات؛ ولذلك فإن الحل للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية)!!

خٌلص الكلام يا سادة.. هذا هو رأيهم فينا ومخططهم الذي يعملون عليه والذي بدأ تنفيذه بالفعل، وبأيدينا نحن بمسميات مُختلفة وبأيدي من يظنون أنفسهم نٌشطاء كانوا أو مٌدعين ثقافة أو نُخبوية وما هم بنخبة ولا يحزنون..

المسألة واضحة وضوح الشمس؛ وللأسف الشديد تنفيذ المخطط يسير بدقة متناهية وسوف نجد أنفسنا خلال أشهر قليلة أمام "سايكس بيكو2"؛ لتقسيم منطقة الشرق الأوسط والدول العربية؛ تنفيذًا لما وضعه وخطط له رأس الأفعى برنارد لويس الذي رحل منذ أيام غير مأسوف عليه منا، وقد لا يسمع عنه الكثيرون ولا يعرفون عنه شيئًا..

فهل هناك أمل في أن نستيقظ من غفوتنا، وتفيق الدول العربية قبل فوات الأوان؛ وها هي القدس قد ضاعت أمام أعيننا في إطار المخطط الجاري تنفيذه للدول العربية ومنطقة الشرق الأتعس حاليًا.. الأوسط سابقًا..

ها أنا قد بلغت اللهم فأشهد .. والله المُستعان على لويس ومخططاته وخرائطه ومخابراته، ومن يدعمها من أبناء الشرق التعيس؛ تحت أي مسميات سواء كانت إقامة خلافة مزعومة، أو ديمقراطية زائفة، وتدين زائف ..

أما عن الرسالة السرية التي وجهها الزميل والصديق المتألق مهدي مصطفى ونشرها في مقاله بالمتألقة مجلة "الأهرام العربي"؛ والتي أتمنى أن تكون قد وجدت آذانا مصغية من أشقائنا في فلسطين وقادة النضال الفلسطيني؛ من أجل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.. تحت عنوان (رسالة سرية إلى الفلسطيني الجديد) يقول الأستاذ مهدي مصطفى عن قصة الشتات الفلسطيني؛ والتي جاءت بالطبع نتيجة للمؤامرة الكبرى على الشعب الفلسطيني والعرب جميعًا "سايكس بيكو" وتابعها و"عد بلفور" وما استكمله رأس الأفعى برنارد لويس عقب الحرب العالمية الثانية وشظاياها التي فتتت الشرق الأوسط ومازالت..

يقول مهدي في رسالته للشباب الفلسطيني: (شخصيًا أمقت جلد الذات، ووصم أنفسنا بأننا فاشلون، وأن العرب خارج التاريخ، وأنهم من هزيمة إلى هزيمة إلى هزيمة، ولست مع النخبة السياسية التي تٌفرغ شحنات الغضب، وتداعب غرائز الجماهير بأنها كتبت بشجاعة، وتفرح من التصفيق واستهلاك الكلمات الضالة، فالحقيقة الواضحة أن جلد الذات صب في طاحونة المخطط المرتب بعناية)..

ثم يٌكمل مهدي في رسالته للفلسطيني الجديد، فيقول مٌناشدًا كل فلسطيني، ويطالبه بالتعهد لنفسه بألا يكون منتميًا لفصيل تلعب به دولة إقليمية، عليه أن ينتمي لأشجار الزيتون لأرض أجداده، وألا يترك أرضه، ولا ينتظر الجيوش الجرارة، ولا يعتبر أن قضيته قضية العرب والمسلمين، فالتجربة أثبتت فساد هذا المنطق، وهو منطق استفادت منه مراكز الاستعمار الغربي، واستفادت منه خلية الاحتلال.. الفلسطيني الجديد لابد أن يتعمد بماء جديد.. ماء مكون من ذرتين فقط.. فلسطيني ثم فلسطين..)

أتمنى أن تكون هذه الرسالة المباشرة قد وصلت لأشقائنا في فلسطين، وأتمنى أن يكون من يناديه مهدي وكل وطني شريف.. أتمنى أن يكون حيًا، وأن تكون هناك حياة لمن ننادي.. والله المستعان..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة