Close ad

هلاوس امرأة .. السيول الكريهة

3-5-2018 | 02:30

لا أجد نفسى بارعة فى الكتابة عن السياسة والأحداث اليومية؛ لذلك أبتعد عن تحليل ما لم أدرسه وليس لدي خبرة فيه .

لكني كإنسانة عادية جدًا أتاثر بما يدور حولي من أحداث؛ فقررت أن أكتب بشكل شحصي جدًا - كعادتي - عن حدث ورد فعل أستوقفنى، ألا وهو السيول التي ضربت مصر الأسبوع الماضي.

الجميع يعرف كيف غرقت بعض شوارع مصر في شبر ماء، وكيف تضررت مناطق بعينها من تلك الكارثة، لكن الهجوم الشديد على الدولة جعلني أسرح بخيالي لا دفاعًا عن مخطئ أو مقصر؛ لكن لأرى المشهد بزاوية أوسع.

من حق الجميع أن يعترض أو يشكو من المعاناة، لكن مصر دولة لا تقع في منطقة كوارث طبيعية خاصة من هذا النوع، بينما دول عديدة - وعلى رأسها اليابان والصين والولايات المتحدة - تتعرض لكوارث مشابهة سنويًا تضع دائمًا في اعتبارها تلك المخاطر، فتخطط وتبني، وتأخذ كل الاحتياطات اللازمة بكل ما تملك من تكنولوجيا ومعلومات وإمكانات لتلافي آثار تلك الكوارث، ومع ذلك غرقت جميعها في شبر ماء مثلنا، وربما أكثر حين تعرضت لما كان موضوع في الحسبان ومتوقع على عكس مصر تمامًا.

لكن هناك سيول أخرى كريهة تجتاح مصر فى مثل تلك الظروف، عيون ترفض وتتعامى عما يحدث فى الدول المتقدمة وترفض تلك المقارنة، كأن تجد مثلا من يضع صورة طريق العين السخنة، وقد أصابه التلف من السيول، ويكتب ساخرا "طريق السخنة العالمي".

أدعو هؤلاء - الذين يرفضون المقارنة بدول كبيرة متقدمة فشلت في السيطرة على آثار تلك الكوارث الطبيعية - أن يعصروا على أنفسهم بعض الليمون، ويقارنوا بلادهم - التي يسخرون من حالها ومن حكمها - بسوريا والعراق؛ علهم يرون ما أغمضوا عيونهم عنه - وسيظلون - مادامت النية معقودة على ذلك؛ بعيدًا عن حب الوطن والدفاع عن الحقوق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة