Close ad

الكيماوي وسنينه!!!

21-4-2018 | 01:20

هي قنبلة الفقراء النووية لسهولة تصنيعها وشدة تأثيرها عند ملامسة الإنسان لها أو استنشاقها تزداد الخطورة إذا ذابت في الأمطار وهي قادرة علي تدمير الجهاز التنفسي وحرق الجلد وشل الأعصاب ومنع نقل الأكسجين لخلايا الجسد؛ مما يفسد الخلايا العصبية؛ ولأنها عديمة اللون والرائحة والطعم يصعب التحقق منها، ولكن آثارها تبدو في النباتات الذابلة والحيوانات النافقة.

وهي التي يستخدم فيها الخواص السامة للمركبات الكيمائية كسلاح تستخدمة الدول الفقيرة، وهي تختلف عن الأسلحة البيولوجية التي يتم استخدام البكتريا والفيروسات كأسلحة قاتلة.

وكذلك عن الأسلحة النووية والهيدروجينية التي يتم فيها انشطار النواة وتعتبر الأسلحة الكيماوية أقدم أسلحة الدمار الشامل فتكا بالكائنات الحية عندما كان المقاتلون يسممون الأسهم والرماح أو آبار المياه.

وتطورت مع الأيام بعد أن راحت الدول الكبرى تنضم لنادي الفيتو إذا امتلكت تلك الأسلحة مجتمعة؛ بل إن الدول التي تزعم إنها تحارب الدول المارقة وتمتلك الكيماوي، هي نفسها التي تنتجها وتصدرها، وهي نفسها التي تغض الطرف عن تلك الدولة، وتقف بالمرصاد لدولة أخرى؛ بدليل ما حدث مؤخرًا.

وكانت أخطر أكذوبة فيما سمي بقصف الجيش السوري المدنيين بالكيماوي هو الخداع بعينه، ويعتمد على ضعف ذاكرة المنطقة؛ فمن المعروف الآن أن الميلشيات الإرهابية كـ"جيش النصرة" و"داعش" هما من يستخدم تلك الأسلحة برعاية وصمت من يمولهما ويمنحهما المظلة الشرعية.

وقد كشفت أجهزة المخابرات امتلاك عدة مصانع إنتاج غاز السارين، ثم إن هناك اعترافًا دوليًا بتفكيك كامل ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية على يد ألمانيا وأمريكا، وهو ما اعترف به جون كيري وزير خارجية أمريكا الأسبق.

ومصيبة العدوان الثلاثي الأخير على ما قيل إنه على مصانع أو مراكز للأسلحة الكيماوية في الآثار العكسية؛ حيث إن تدمير تلك الأسلحة أخطر من بقائها إن لم يتم التخلص منها بمنتهى الدقة والحرص.

وهكذا فإن كان العدوان للتخلص همجيّا من تلك الأسلحة؛ فإنه لو ثبت أن المباني التي قصفوها بالفعل للأسلحة الكيماوية فقد ارتكبوا جريمة أشد قبحا بتلويث البيئة عمدًا، ولا يقل جرمهم عمن أنتج واستخدم تلك الأسلحة؛ لانه في حال تفجيرها تنتقل بسرعة شديدة وتتطاير في أكبر مساحة ممكنة.

والكيماويات السامة هي أكثر المواد فتكًا بالإنسان وبعناصر الحياة عموما من نبات وحيوان، وتمكث في البيئة عشرات أو مئات أو آلاف السنين، ولذلك اهتم العالم كله بوضع معايير تداول الكيماويات ونقلها والتخلص الآمن منها، وهناك 3 اتفاقيات دولية ملزمة للدول كلها تتعلق بهذا الشأن.

وقد يكون التخلص النهائي من الكيماويات هو دفنها في أعماق سحيقة من الأرض أو المحيطات، في عبوات وحاويات مؤمنة تأمينا كاملا، أو يجري تفكيكها ومعالجتها في معامل خاصة تحت ظروف مشددة.

وإذا انتشرت النفايات الكيماوية في بيئة ما، فهذا يقتضي اتخاذ تدابير عاجلة، وعزلا كاملا للمنطقة الموبوءة؛ لمحاصرة تلك الملوثات القاتلة.

مع العلم أننا لم نسمع عن عزل مناطق القصف، ولم يتم رصد تغيرات في البيئة؛ سواء للإنسان أو الحيوان أو النبات، والأمر هكذا فإما ما قامت به الولايات المتحدة من تفجير للكيماويات في سوريا - لو كان صحيحًا - جريمة حرب صارخة تقتضي إحالة المسئولين عنها ومرتكبيها للمحاكمة الدولية، أو أنها خدعة واستهانة بالأمن والسلم العالمي، وشن حروب بالإنابة فوق أراضي بعيدة عنها، وتلك جريمة أكبر ارتكبتها مرارًا في عدة دول، ولم تجد من يتصدى لها ويحاسبها، فظنت أن الكذب يمكن أن ينطلي أيضًا هذه المرة؛ ولكنها لم تعرف أيضًا أن العالم كله يحفظ قصة راعي الغنم الكاذب الذي ظل يكذب، والطَّيِّبُون يصدقونه حتى أكل الذئب غنمه والنَّاس تكذبه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر الغريبة بأسمائها

الزائر لمصر لأول مرة لن يصدق أنه في بلد عربي لغته العربية فمعظم الأسماء للمحال والشوارع والمنتجعات، بل الأشخاص ليس لها علاقة باللغة العربية وباتت القاهرة

مصر تخطت الفترة الانتقالية

جاء حين على مصر كانت شبه دولة عندما تعرضت لهزة عنيفة ومحنة سياسية واقتصادية قاسية، عقب ثورتين تخللتهما موجات إرهابية تصاعدت فى ظل غياب وانهيار لمؤسسات

ثوار ما بعد الثورة

لابد من الاعتراف بأن كل ما في مصر الآن نتيجة مباشرة لأحداث ٢٥ يناير بحلوه ومره، فأي إصلاح هو ثمرة مباشرة لشجاعة ووعي ودماء شرفاء سالت لتحقق حلم الأمة في

الأكثر قراءة