• شكلنا مجلسا أعلى لمواجهة الإرهاب و التطرف من أجل وضع إستراتيجية عامة وشاملة لمكافحته، فما الذى يمنع تشكيل مجلس أعلى مماثل لمكافحة الفساد؟
الإرهاب والفساد فى مجتمعنا وجهان لعملة واحدة؛ الصلة بينهما وثيقة؛ الاثنان يمثلان أخطر أداتين لاستنزاف اقتصادنا القومى، وتخويف المستثمرين من المجىء بأموالهم لمصر، وتخريب البنية الأساسية لنسيج وقيم المجتمع وأخلاقياته، ولو سألت مستثمرًا أجنبيا متخوفا من الاستثمار فى مصر عما يثير مخاوفه لوجدت إجابته مركزة حصريا على هاتين القضيتين: الإرهاب الذى يعنى بالنسبة له تهديدا للاستقرار والأمن اللذين يحتاجهما، والفساد الذى يتمثل فى سلسلة طويلة متعددة الحلقات ابتداء من تعقيدات الروتين وكثرة وبطء الإجراءات إلى طلب الرشوة.
إن تشكيل مثل هذا المجلس الأعلى سيعطى زخما للحرب على الفساد، وسيجد عمليا الإرادة السياسية الواضحة للدولة فى مكافحته، وسيوجه رسالة قوية للفاسدين بإعلان حرب مجتمعة عليهم، وسيعزز دور المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب باعتبارهما يقودان حربا مشتركة ضد عدو واحد، فضلا عن ذلك فسيمثل هذا المجلس وعاء للعمل الجماعى بين الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد والتنسيق المشترك بما يذيب أية حساسيات مصطنعة بينها، ويحقق أفضل نتيجة دون أن يؤثر فى استقلال وخصوصية أى جهاز منها بخططه وتحركاته وإنجازاته، فلماذا لانجرب ولن نخسر شيئا؟
• بعد ساعات يحتفل المصريون بعيد شم النسيم الذى يعود إلى مايقرب من خمسة آلاف عام، وقد سمى بهذا الاسم نسبة للكلمة الفرعونية شمو، وهى كلمة أصلها هيروغليفى قديم يرمز إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو بداية خلق العالم. ويرتبط الاحتفال بيوم شم النسيم فى أذهان المصريين بتناول السمك المملح والبيض الملون، لذلك لاتضيعوا فرصة المتعة مع أطفالكم هذا العام، فهى من أبرز العادات المصرية التى ينتظرها الأطفال كل عام للفرحة والاحتفال بعيد شم النسيم. ومع مرور الوقت تغيرت طرق التلوين، فبالإضافة إلى الطرق التقليدية كالتلوين عن طريق الألوان الطبيعية والألوان الصناعية ظهرت طرق جديدة منها استخدام الأقمشة الملونة والألوان الفسفورية والخرز بأنواعه والرسوم اللاصقة وغيرها.
ومن خلال المواقع على الإنترنت يمكن معرفة كيفية اختيار البيض وتجهيزه للتلوين، والطرق الطبيعية الآمنة لهذا التلوين، ومزج الألوان، وتزيينه بمختلف الأشكال.
• مصر تحتاج الآن أن يقدم كل منا أقصى ماعنده؛ الموظف فى عمله، والطالب فى مدرسته، والعامل فى مصنعه، والفلاح فى حقله، لابد أن نتحول إلى جنود وأبطال مثل المنسي والشبراوي، اللذين أصبحا أسطورة يتغنى بها الناس، أو مثل المقدم محمود هلال، الذى أصر على إنقاذ جثمان زميلته؛ حتى لو كان الثمن حياته.
وإذا كان الأبطال وأهاليهم قدموا ماعليهم لحماية الوطن، فالواجب أن نقدم نحن ماعلينا لحمايته أيضا، وأبسط ما نقدمه أن نتصدرجميعا المشهد ونعمل ثم نعمل ثم نعمل لنقول للعالم الذى يتربص بنا، إن شعب مصر على العهد.
• نشاهد على الفضائيات كثيرين من الأكاديميين يقدمون حلولا نظرية لمشكلاتنا التى تبدو بسيطة للغاية أمام حلولهم العبقرية، فمثلا يرون أن تقديم جاموسة لأسرة فقيرة سوف يوفر لها لبنا وزبدة وجبنا، ونسوا أن الجاموسة تحتاج إلى مكان وأرض زراعية تأكل من إنتاجها كالبرسيم والذرة وغيرهما، وتحتاج إلى مصاريف ومجهود من رجل يرعاها، أى أن الجاموسة لن تنتج قبل أن تأكل!
ولمواجهة ارتفاع أسعار الدجاج سمعنا أفكارا عبقرية منها تربية الدجاج فى المنزل، ناسين أن المنازل فى المدن لاتسمح بذلك، وحتى القرى الآن أصبحت تبنى بناءً حديثا، فكيف يمكن تحقيق ذلك عمليا؟!
ولارتفاع أسعار الخضار سمعنا أفكارا لزراعة الأسطح بالطماطم والخيار وغيرهما، ونسينا أن تلك الزراعات تحتاج إلى مياه، ومياه الشرب أسعارها ارتفعت، كما أن الأسطح عليها خزانات المياه وأطباق الاستقبال التليفزيونى الخاصة بالسكان، ومن الذى سيزرعه من السكان؟ وكيف سيقسم المحصول، علاوة على أن الزراعة مهنة تحتاج إلى خبرة، وسماد، ومبيدات وخلافه، وليس كل الناس يفهمون فى الزراعة؟!
أتمنى من القائمين على تلك البرامج إذا أرادوا أن يتحدثوا عن مشكلة ما فليستضيفوا من يعملون بها قبل أساتذة الجامعة وفلاسفة القنوات، فالخبرة تفوق الشهادة والعمل يتفوق على الكلام النظرى، وإذا حدث التعاون بينهما يكون أفضل.
• لكى نستفيد من طاقات ثرواتنا البشرية لابد أن نقود ثورة على البيروقراطية التى تطارد المستثمرين والشباب الصاعد، علينا دراسة تجارب من كانوا خلفنا وسبقونا ليس بالعلم، ولكن بتبسيط وتسهيل الإجراءات، والبعد عن التعقيدات، فنحن لدينا أجندة استثمارية يشهد لها العالم، ولدينا موقع فريد فى قلب حركة التجارة العالمية، ولكننا فى حاجة ملحة لإعلان الحرب على البيروقراطية.
• احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق كان أكبر هدية إستراتيجية قدمتها واشنطن للنظام الإيرانى كى يمضى قدما فى مشروعه التوسعى، الذى يبدأ بإحكام السيطرة على العراق وإشغاله بمشكلاته الداخلية كى يتمدد النفوذ الإيرانى إلى مختلف دول المشرق العربى، وهذا هو مايشغل طهران الآن التى تخطط وتنفذ مشروعا لايقل خطورة، هو فتح ممر مباشر يمتد من العراق إلى سوريا ولبنان يسهل إرسال العتاد والسلاح والمؤن عبر محافظة ديالى العراقية الملاصقة لحدود سوريا يقوم على تنفيذه الجنرال الإيرانى قاسم السليمانى، من الحرس الثورى الإيرانى.