ما هو سر الإصرار على الاستمرار فى تقديم الوجبة المدرسية، ليس طول العام، وإنما فى الشهرين الأخيرين من العام الدراسى؟..
إن الواقع يشير إلى أن معظم الطلبة لا يستفيدون منها، وهناك مدارس على مستوى الجمهورية لم تصلها الوجبة بعد، بل وظهرت حالات يوجد اشتباه فى إصابتها بالتسمم..
صحيح أن الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان يهتم بتأمين الوجبات المدرسية للطلاب فى جميع المدارس على مستوى الجمهورية من خلال الفحص الدورى لها، والكشف عن أماكن تخزينها، وآليات توزيعها، ومراجعة معايير النظافة المتعلقة بالطلاب منعا لتسرب الميكروبات المسببة للتسمم الغذائى للطلاب خلال تناولهم الوجبة المدرسية، ولكن هناك احتمالات كبيرة لأن تكون هذه الوجبات قد تعرضت للتلف، وننقل النقاط التالية على ألسنة المسئولين:
ـ إن الوجبات آمنة، وليس بها أى مشاكل تسبب أزمات صحية للطلاب كالتسمم مثلا، وقد جاء فحص العينات الخاصة بالوجبة والتغذية المدرسية سلبيا.
ـ ترجع حالات التسمم إلى أن الطلاب لا يحرصون على نظافة أيديهم عند تناول الوجبة، ولذلك تم الدفع بفرق وقائية لتعليمهم معايير النظافة والسلامة الصحية.
ـ تم تخصيص خط ساخن برقم 105 للإبلاغ عن أى مشاكل وقائية وفى مقدمتها الأغذية ومنها الوجبات المدرسية.
ـ تشديد الرقابة على المصانع ومخازنها بالإضافة إلى مخازن مديريات التعليم والمدارس بالمحافظات والخاصة بحفظ الوجبات الجافة مع الفحص الدورى، وسحب العينات بشكل شبه يومى للتأكد من سلامتها.
ـ مراجعة جميع الإجراءات الوقائية بالمدارس، والخاصة بتوفير التهوية الجيدة بالفصول، ومراعاة عدم الزحام بين الطلاب، وتوفير مواد التنظيف، والاهتمام بنظافة الحمامات، والتنبيه على الطلاب بضرورة نظافة اليد وقص الأظافر والشعر.
ـ رفع تقرير أسبوعى إلى وزير الصحة عن الحالة الوبائية بين الطلاب فى جميع المدارس، مع توضيح جميع الاجراءات الوقائية التى تم اتخاذها، بالإضافة إلى الاهتمام بصحة البيئة المدرسية من حيث النظافة العامة داخل وخارج أسوار المنشأة التعليمية.
ـ فحص ظاهرى للتلاميذ والمدرسين يوميا، وإعطاء أجازات اجبارية للحالات المشتبهة اصابتها بمرض الانفلونزا، أو أى مرض آخر، من خلال أطباء التأمين الصحى، والرعاية الأساسية الزائرات الصحيات.
لقد حددت وزارة الصحة ١٩ شرطًا ملزمًا يجب توافرها فى مخازن الأغذية أهمها أن يكون المخزن مخصصا فقط لحفظ الأغذية، وأن تتناسب مساحة المخزن مع كمية المواد الغذائية المخزنة به، وأن تكون النوافذ من الألمونيوم والزجاج غير قابل للصدأ، وألا تقل درجة الحرارة بالنسبة للأغذية الجافة عن ٢٥ درجة مئوية، أما الأغذية التى تحتاج إلى تبريد، فيجب توفير ثلاجة بدرجة حرارة ٤ مئوية، ووضع المواد الغذائية على قواعد بلاستيكية بارتفاع ٣٠ سم عن الأرض، وتنسيق المواد الغذائية بطريقة منتظمة، واتباع قاعدة ما قرب موعد انتهاء صلاحيته أولاً يصرف أولاً، كما يحظر وجود مواسير للصرف الصحى، وبالنسبة للعاملين فى تخزين الأغذية وتوزيعها اشترطت الوزارة حصول العاملين على شهادة تفيد بخلوهم من الأمراض المعدية، وارتداء كمامات، ومراعاة قواعد النظافة الشخصية.
كل هذه الإجراءات من أجل بسكويت يصرف لبعض التلاميذ، وهو أمر غير معقول، والأفضل دعم التلاميذ بشكل آخر عن طريق إعفائهم من ثمن دروس التقوية المعتمدة بالمدارس، والمصروفات الدراسية، أو رصد مبلغ مهما يكن بسيطا فى دفتر توفير للطالب يشجعه على الإدخار، أو حتى صرف المبلغ المخصص لوجبة التلميذ طوال العام لولى أمره، بشرط انتظامه فى الدراسة، مع إلغاء الوجبة المدرسية.