من أهم ما شاهدت خلال هذا الأسبوع المكالمة التليفونية التي أجراها الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام عن أزمة الإعلامي خيري رمضان، ضمن إحدى حلقات برنامج "هنا العاصمة" مع الإعلامية لميس الحديدي، فالحالة التي تشهدها ساحات الإعلام والوسط الإعلامي ككل منذ أيام بحبس الإعلامي خيري رمضان تمثل حيرة شديدة؛ بل صدمة تتجاوز العقل؛ ليس فقط لمن يعرفون خيري رمضان؛ ولكن أيضاً لمن لا تربطهم أي صلة به؛ لأنه لا أحد يختلف على أن خيري لم يكن يومًا ضد أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، ولم يجدف مطلقًا ضد التيار.
من أبرز ما لفت انتباهي في حديث أستاذنا الكبير المخضرم مكرم محمد أحمد هو أهمية الانتباه لدور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مشيرًا إلى أنه حينما يخطئ الإعلام فنحن (كمجلس) أول من نؤكد ذلك، ونتخذ ضده القرارات، وكان يجب أن يطرح الأمر أولًا على الهيئة الوطنية للإعلام.
كما أشار الكاتب الكبير إلى أن الإعلامي خيري رمضان خرج واعتذر عما قاله، وكان من الأفضل ألا يصل الأمر إلى هذه المرحلة، وطالما اعتذر فكان يجب فتح صفحة جديدة معه.
وفى الوقت نفسه تمنى الأستاذ مكرم أن يكون آخر خطأ لخيري رمضان، وأنه يقتضي التعامل مع الإعلام بطرق مختلفة، وهذه ليست الطريقة التي يجب التعامل بها، ولا بد أن يُحفظ لكل شخص حقوقه.
وأبدى رأيه فى أن الإجراءات التي تمت مع خيري رمضان ترسل رسالة للناس بألا يفكروا ولا يبادروا بأي جديد.
وطرح الأستاذ مكرم سؤالا وهو: أين دور المجلس الأعلى للإعلام؟.. سؤال مهم يضع النقاط فوق الحروف، وربما يكون له صدى في الساعات القليلة القادمة.... هذا ما أتمناه وغيري كثيرون.
تلك المكالمة الهاتفية التى تحدث فيها أستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد بعثت تفاؤلا في نفسي بأن هناك أصواتًا عاقلة تأتي من أناس تفكر، وتدعو لإعمال العقل، ويمكن أن تكون يدًا للمساندة والمساعدة؛ بعيدًا عن الغل والحقد الذي أصبح يحيطنا من كل جانب، وربما من أقرب الأقربين.