Close ad

سيناء.. معركة الشرفاء

11-2-2018 | 17:53

المعركة الدائرة رحاها الآن في سيناء بإصرار وعزيمة الرجال، لتطهيرها من عصابات الإرهاب والاتجار بالدين، هي بحق معركة الشرفاء النبلاء من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة المدنية، الذين أقسموا على الذود عن تراب الوطن بكل ما أوتوا من قوة وبأس يرهبون بهما أعداءً توهموا أنهم قادرون على وضع أيديهم القذرة الملطخة بدماء الأبرياء على شبر واحد من تراب مصر، وأنه يمكن أن يكون لهم موطئ قدم من الأصل في سيناء أو خارجها.

شرفاء؛ لأن ولاءهم لوطنهم فقط، وليس لمرشد مطلوب طاعته طاعة عمياء بدون إعمال لعقل أو بصيرة، ولا لأجهزة مخابرات خارجية تبحث عن مرتزقة يُنفذون خططها الوضيعة والدنيئة ضد مصر التي يقلقهم ويزعجهم كثيرًا تماسكها ووقوف شعبها خلف قيادتها السياسية التي تسير نحو تحقيق النماء والاستقرار والازدهار والانطلاق نحو المستقبل بخطوات ثابتة.

شرفاء؛ لأنهم متيقنون من أنهم على الحق والهدى المبين، وأن النجاح والنصر سيكون حليفهم بإذن الله، فعقيدتهم سليمة وليست فاسدة؛ لأنهم يُدافعون برجولة واستماتة عن أرضهم المقدسة التى تحررت في الماضي بدماء شهداء أبرار، ولن يُفرطوا في حبة رمل منها؛ مهما كان الثمن الغالي الذي يقدمونه وهم يدافعون عن أهلهم وجيرانهم وعرضهم وشرفهم الذي تحملوا مسئولية صونه، وليس أدل على ذلك من أن الأبطال الذين انتهت مدة خدمتهم العسكرية طلبوا تمديدها والبقاء في سيناء إلى جوار رفقاء السلاح، ورفضوا ترك زملائهم وحدهم، وأن العديد من الضباط والجنود أصروا على أن يحلوا محل مَن استشهدوا في ساحة الشرف والعزة، هؤلاء نماذج مشرقة ومضيئة من المصريين الذين يعتزون بوطنيتهم وبانتمائهم لهذا البلد بتجرد ودون مزايدة، فالوطنية ليست شعارًا أجوف يرفع؛ ولكن لها استحقاقاتها ومسوغاتها.

إن المصرىّ الحق هو من يذوب عشقًا والتصاقًا بأرضه، وليس مَن يسعون بنذالة واستهانة للتفريط فيها بمنتهى السهولة والأريحية، وكأنها ملكية شخصية يتصرفون فيها كيفما شاءوا، دون رادع ولا محاسبة، ومَن لا هم لهم سوى تشويه صورتها وإشاعة الأكاذيب في الصحافة الأجنبية ودوائر صناعة القرار في الدول الكبرى.

شرفاء؛ لأنهم أعدوا عدتهم وحسموا أمرهم ولم يلتفتوا للسخافات والأقاويل الساذجة الصادرة عن أناس لا يُوعُونَ من أمرهم شيئًا على منصات التواصل الاجتماعي، فلكي تدخل معركة كهذه عليك بالاستعداد التام والجيد لها، وأن تحدد خطواتك، فما أسهل الارتجال والاندفاع والعنتريات الفارغة من المضمون، لكننا نقف بشموخ وإجلال أمام جيش مقاتل يعرف متى يتحرك وأين ولأي غرض، ويمتلك من الأدوات والوسائل المنظورة وغير المنظورة التي تكفي لردع وزجر مَن يفكر في التحرش به والاقتراب من عرينه، أو المساس بمصالحه برًا وجوًا وبحرًا.

وبخلاف هذا لديهم ثقة لا حدود لها في قيادتهم ونبل مقاصدها، ويصطفون وراءها كالبنيان المرصرص، ومما يغيظ الإخوان الإرهابيين ومَن ينتهج نهجهم أنهم لم يتمكنوا - في أي وقت - من النفاذ إلى القوات المسلحة؛ حيث باءت جميع محاولاتهم بالفشل الذريع والخسران المبين، فهم لم يستوعبوا أنهم أمام جيش وطني بامتياز، وعقيدته أقوى من محاولاتهم ودسائسهم الخسيسة، فتحية تقدير وإعزاز لرجال يقفون صامدين في سيناء وعلى كل الجبهات، وأقل ما نقدمه إليهم من دعم أن نشعرهم بتقديرنا وعرفاننا بدورهم وجهدهم، ويمتنع مدمنو المناطق الرمادية والرقص على السلم من الظهور في المشهد، فالحسبة غاية في البساطة وتخلو من التعقيدات، إما أنك مع جيشك وتقف في ظهره، أو ضده، والفئة الأخيرة غير مرحب بها ولا بمبررات تقاعسها عن مؤزارة قواتنا المسلحة العظيمة وشرطتها المدنية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الوحش الأفغاني

بين جبال أفغانستان الشاهقة يختبئ مقاتلو تنظيم داعش خراسان الذى أعلن مسئوليته الشهر الماضي عن العملية الإرهابية التي استهدفت مركزًا للتسويق قرب العاصمة

الأكثر قراءة