Close ad

مصر فيها حاجة حلوة

7-1-2018 | 00:03

فيها حاجة حلوة.. حاجة حلوة منا.. حاجة كل مدى تزيد زيادة فيها أنا.. فيها نية صافية فيها حاجة دافية.. حاجة بتخليك تتبت فيها سنة سنة..

تلك الأغنية التي كتبها الشاعر أيمن بهجت قمر وجاءت في فيلم "عسل أسود" بطولة الفنان أحمد حلمي.. جاءت كلماتها أصدق تعبيرًا عما يحدث الآن في مصرنا، التي أصبح البعض يصدر لنا عبر وسائل الإعلام أنه بلد لا يمكن العيش فيه، وأن الرحيل عنه حتى لـ" بلاد الواق الواق" - كما في الأساطير - هو أفضل حالاً من الحياة فيه.

وللأسف يعودون بعد تجربتهم المريرة وهم يرددون المثل المصري الذي يقول: "إللي يشوف مرات أبوه يعرف قيمة أمه!!" فليس كل من يسافر ويتغرب عن مصر يعيش سعيدًا هانئًا معززًا مكرمًا، فقد يصبح العديد منهم عبيدًا للقمة العيش.

ما دفعني للقول بأن مصر فيها حاجة حلوة، ما شهدناه من تضحية وبطولة من "عم صلاح الموجي" وقبضه على إرهابي كنيسة مارمينا، وبصرف النظر عمن هو صلاح الموجي وتشويه وسائل الإعلام له، ومحاولة تصويره كأنه رد سجون "صاحب سوابق"، وهذا غير صحيح كما ثبت؛ فالعم صلاح حتى إن كان صاحب سوابق، فهذا لم يمنعه عن التضحية وتعريض نفسه للموت لإنقاذ الكنيسة من كارثة محققة، فهو إنسان قبل أي شيء وهذا لا ينتقص من وطنيته؛ عم صلاح مجرد نموذج من نماذج كثيرة في مجتمعنا يتم تشويههم، وزعزعة ثقتنا فيهم، وفي وطنيتهم ومكانتهم.

ولو عدنا لمناهجنا الدراسية سندرك كم من الرموز التي كنا نَدرِّسها ونتباهى بها كأشخاص نبغاء حصدوا جائزة نوبل، وتفاخر بهم العالم قبل مصر، وتفاخرنا بهم برغم "تطفيشهم" بنظام عقيم وقتها، وجهلنا بهم قبل حصولهم علي الجائزة، أصبحوا "خونة"، وغير وطنيين وشككنا فيهم وكسرنا الرمز في قلوبنا وأرواحنا، وهو ما يحدث حاليًا وما يقوم به الكاتب يوسف زيدان بتشكيكه في رحلة "الإسراء والمعراج" مرة، وفي رحلة العائلة المقدسة تارة، وفي بطولة صلاح الدين الأيوبي تارة أخرى، وتزييفه لبعض الوقائع التاريخية؛ مثل الثورة العرابية.

يوسف زيدان ما هو إلا نموذج لهدمنا ثقافيًا ودينيًا، ومخطط غربي يسير - وغيره كثيرون - على نهجه لتهميشنا وتسطيحنا ثقافيًا؛ ليسود الجهل ويتصدر الجهلة الساحة، ويقودون مجتمعنا إلى الهاوية، وكل همهم البحث عن الشهرة أو بطولة زائفة أو جائزة من جهة أجنبية، في ظل ضعف وزارة الثقافة، وعدم قيامها بدورها المنوطة به، في الدفاع عن تشويه تاريخ بلدنا ورموز الوطن الواحد تلو الآخر.. دون محاكمتهم أو معاقبتهم؛ لنكون بلا هوية أو مثل نقتدي به دينيًا أو وطنيًا.

وهذا ما حدث عقب 25 يناير 2011 التي حولنا بعدها أغلب رموزنا لحرامية، مما يسيء لسُمعة مصر، ورأينا من يخرج علينا مستغلاً مساحة من الرأي ليسيء لسمعة الرموز "عمال على بطال" بالباطل ودون أدلة.

وغاب الإعلام عن القيام بدوره الوطني البناء واهتم بقضايا أخرى، برغم حاجة مصر لإعلام وطني يكون عمودًا لبناء الوطن وليس هدمه.

إن ظهور شخصيات مثل صلاح الموجي تثبت لنا أن مصر بخير، وأنها ولادة وقادرة علي صناعة الأبطال حتى من أبناء الشعب المصري، وأن مصر فيها حاجة حلوة، برغم المسلسل المستمر لقتل الرموز، برغم أنف يوسف زيدان، ومن باعوا أنفسهم للشيطان؛ من أجل حفنة دولارات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
"الفالنتين" المصري أم الأجنبي

"اللي يشوف خناقات المتجوزين يهون عليه سنجلته".. هذا ما اقتنع به السناجل، أو يحاولون إقناع أنفسهم به مع كل عيد حب سنويًا، ومشكلة عيد الحب خاصة في مصر

الأكثر قراءة