سعدت أيما سعادة، عندما قرأت تصريحًا للواء محمد أنيس، رئيس حي الزاوية الحمراء، أن الأجهزة التنفيذية بالحي شنت حملة مكبرة في عدد من شوارع الحي، لرفع الإشغالات، وتحسين كفاءة الشوارع والنظافة بها، مشيرًا إلى أنه تمت مصادرة عدد كبير من التكاتك بشارع المدارس لمخالفتها القانون.
فالتكاتك أصبحت ترعى في شوارع مصر، كالسرطان في الجسد المريض، ففي الوقت الذي تضيق فيه شوارع القاهرة بالسيارات، حتى أصبح المرور من أسوأ ما تعاني منه العاصمة، جاءت التكاتك وتكاثرت بشكل سرطاني، حتى أصبح عددها أكبر من عدد السيارات في الشوارع.
ومن المعروف أن سائقي التكاتك من الأطفال والمراهقين، وأيضًا من الكبار، لا يلتزمون بأي تعليمات، أو آداب مرورية، بل يتجرأون بالسير في عكس الاتجاه، وإذا كان الهدف من دخول هذه المركبة إلى مصر، هو أن تكون هناك وسيلة مواصلات في الأماكن النائية، أو الأرياف؛ حيث لا تتوافر السيارات، فقد انتشرت التكاتك في كل مكان في مصر، من الأحياء الشعبية إلى الأحياء الراقية، حتى شاهدتها في المهندسين، ومن الشوارع الفرعية حتى الشوارع الرئيسية، حتى أصبحت تتهادى على طريق مصر - إسكندرية الصحراوي.
وبرغم أن كثيرًا من الأحياء، كالمعادي، وروض الفرج، وغيرها قد أعلنت منع سير التكاتك في الشوارع الرئيسية، وأن هناك غرامة تبلغ خمسة آلاف جنيه في حالة ضبط سير التكاتك في هذه الأحياء؛ فإن هذه القرارات لا تنفذ، ومازالت تمرح في كل الشوارع بأريحية، مستغلين فرصة أنها غير مرخصة، ولا يأخذ سائقوها مخالفات مرورية.
المشكلة ليست في أن التكاتك تزيد من أزمة المرور المأزومة أصلا فقط، ولكن أيضًا لسلوك سائقيها السلبية، ولكنها أصبحت تشكل عاملا مشتركًا في تنفيذ كثير من الجرائم.
وإذا كان البعض يقدر عدد التكاتك في مصر بـ 2 مليون ونصف المليون توك توك، وأصبحت مصدر رزق للكثيرين، فربما من الصعب التخلص منها مرة واحدة، وقد قرأنا سابقًا أن هناك قرارًا جمهوريًا قد صدر بوقف استيراد التكاتك، وقطع غيارها، ولا أدري هل صحيح صدر هذا القرار الجمهوري أم لا؟ وإن كان قد صدر بالفعل، لماذا لا يطبق حتى نتخلص تدريجيًا من هذا الوجه القبيح الذي يشوه وجه مصر كلها؟