Close ad
8-12-2017 | 00:39

خلال زيارتي – مؤخرًا- لدولة الإمارات العربية الشقيقة لحضور "قمة المعرفة 2017" والتي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة أتيحت لي الفرصة للتعرف على ملامح النهضة الحديثة في دبي تلك المدينة التي تحولت إلى العالمية بسرعة الصاروخ.

 حيث تشعر بأنك لست في مدينة عربية بل في ملتقى دولي يضم مختلف جنسيات العالم؛ مع احتفاظها بطابعها وتراثها الثقافي الذي يحرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على الحفاظ عليه والتمسك به تمامًا.

وفكرة المقال "حكاية وطن" التي أتحدث عنها اليوم جاءتني خلال لقائي مع الصحفي والإعلامي الإماراتي القدير أحمد حمادي المدير التنفيذي لقطاع النشر بمؤسسة دبي للإعلام في مكتبه بدبي؛ حيث أهداني نسخة من كتاب يحمل نفس العنوان قامت مؤسسة دبي للإعلام بإصداره في مبادرة مهمة لرصد ملامح الحياة في دولة الإمارات خلال سنوات ما قبل تكوينها، ومراحل وظروف إنشاء كيان الدولة الموحد والجهود التي بذلها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد آل مكتوم رحمهما الله لإنشاء الاتحاد الموجود الآن، كما يرصد الكتاب في عدد من فصوله ما أطلق عليه "صعوبات الماضي"؛ حيث يشير إلى قسوة الحياة خلال فترات ما قبل ظهور النفط في الستينيات والسبعينيات.

ويتحدث الكتاب المتميز عن رحلة قيام الاتحاد؛ حيث يشير إلى أن المحادثات والمداولات حول تحالف بين مشيخات الخليج المختلفة في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، وجرت المحادثات على مدار عدة سنوات في أجواء من الحماس والجدال بشأن الفكرة الطموحة.

 حيث تم الاستفاضة فيها على قدم المساواة، وعلى مدار سنوات شملت الخطط انضمام قطر والبحرين إلى الاتحاد؛ بالإضافة إلى فكرة إنشاء عاصمة جديدة على الساحل بين أبوظبي ودبي؛ إلا أن البحرين وقطر انسحبتا من المفاوضات في اللحظات الأخيرة.

 ولكن بثبات في العزم على إيجاد القوة في الاتحاد نجح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – رحمهما الله – في نهاية المطاف في توحيد الإمارات تحت ظل علم واحد؛ حيث تم في 2 ديسمبر عام 1971 الإعلان رسميًا عن الاستقلال واختيار الشيخ زايد آل نهيان حاكم أبوظبي أول رئيس لدولة الإمارات والشيخ راشد آل مكتوم حاكم دبي نائبًا لرئيس الدولة.

وأعتقد أن ما يرصده كتاب "حكاية وطن" يستحق التوقف أمامه كثيرًا؛ حيث يتطرق إلى كافة مناحي الحياة في دولة الإمارات؛ سواء المساجد والتي أشار إليها بمسجد "البدية" الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1446 ميلادية، وهو أقدم بناء في الإمارات مرورًا بمسجد الشيخ زايد "الجامع الكبير" والذي يتسع لحوالي خمسين ألف شخص؛ ويعتبر تحفة فنية ومعمارية فريدة وواحدة من معالم دولة الإمارات إضافة إلى أشهر المعالم الحديثة في دبي المتمثلة في أطول مبنى في العالم "برج خليفة" والذي يبلغ ارتفاعه 828 مترًا ويشكل تحديًا حقيقًيا للكثير من دول العالم التي كانت تتباهي بوجود أطول المباني ارتفاعا بها.

والمؤكد أن الحياة في دولة الإمارات وملامحها المتعددة وتراثها الثقافي الثري؛ سواء الشعر أو الموسيقى أو مهارات الصيد بالصقور والفروسية؛ بالإضافة إلى الزى التقليدي والمنتجات اليدوية والتي لم تتأثر بالطفرة الكبيرة التي شهدتها الدولة في مجالات متعددة، وهو ما يدفعني لتأكيد وجود الهوية الثقافية بقوة داخل دولة الإمارات، برغم التنوع الفكري والثقافي الموجود على أراضيها والذي يصل إلى 200 جنسية تقريبًا.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة