Close ad

القمر اللي غاب.. وشفيق اللي خاب!!

3-12-2017 | 00:08

برغم بداية الأسبوع الماضي الأليمة بشهداء مسجد الروضة ببئر العبد والشهداء الساجدين الذين اغتالتهم أيدٍ قذرة ومرتزقة لا دين لها، ولا لمن مولهم وسلحهم وأرسلهم لاغتيال الركع السجود وهم في بيت من بيوت الله، الذين وصل عددهم إلى 311 شهيدًا.. أقسم الرئيس السيسي على الأخذ بثأرهم، وتوعد من تورط في هذا العمل المشين بالقوة الغاشمة.

وقام بشكل واضح بتكليف الفريق محمد فريد حجازي رئيس الأركان ووزير الداخلية بالقضاء على فلول الإرهاب وبقاياهم في سيناء.. إلا أن سنة 2017 البائسة تأبى أن ترحل دون أن تترك بصماتها الحزينة والمؤلمة على قلوبنا وقلوب المصريين، وتوجت أحزاننا برحيل معبودة الجماهير.. (شادية مصر والوطن العربي)  صاحبة أجمل الأغاني الوطنية والرومانسية وفتاة أحلام شباب الخمسينيات من القرن الماضي و(غاب القمر ياابن عمي يلا روحني)..

رحلت صوت مصر الأصيل وقلبها الوطني المرهف، والتي كانت ساكنة في قلوب المصريين - وأنا واحد منهم - برغم اعتزالها الفن منذ أكثر من 31 سنة بالتمام والكمال، وبرغم ذلك ظلت بنفس صورتها الجميلة في وجدان الشعب المصري والعالم العربي وأغانيها الوطنية التي غنتها عشان مصر من قلبها، وبصوتها العذب تتردد في كل وقت، خاصة في الفترة الماضية، التي أعقبت يناير 2011، وحتى الآن.

ويكفيها (ياحبيبتي يا مصر)، وكثيرون لا يعرفون أنها غنت (يا حبيبتي يا مصر)، عقب نكسة 1967، وأيضًا (أصله ماعداش على مصر)، ويكفي شادية مصر أغانيها الوطنية فقط، علاوة على تاريخها الفني الطويل والجميل والمليء بالأغاني الجميلة، وأيضًا الأفلام الرائعة والتي تُعد من كلاسيكيات السينما المصرية، ومنها الكوميدي والرومانسي والتراجيدي.

وحتى روايات نجيب نوبل الأديب العالمي، والتي أشاد بأدائها التمثيلي في أكثر من مناسبة، ومن أفلامها أيضًا أفلام تنويرية وطليعية، والتي من عقود كانت هادفة وتوعوية حول مكانة المرأة المصرية ودورها في المجتمع ومساواتها بالرجل مثل فيلم (مراتي مدير عام)..

شادية مصر ومعبودة الجماهير التي رحلت بجسدها، ولكنها باقية بيننا بفنها الجميل، سواء الطرب والصوت الجميل، والتي تتعدى أغنياتها 500 أغنية، أو أدوارها السينمائية البالغ عددها 115 فيلمًا سينمائيًا، وأيضًا الإذاعية حوالي 10 مسلسلات، ومسرحية واحدة ختمت بها مشوارها قبل اعتزالها؛ وهي "مسرحية ريا وسكينة".

فوق ذلك كله كانت شادية الإنسانة الخيرة فاعلة الخير دون أن يعلم أحد، وهناك الكثير يروى عن حب شادية للخير، ومواقفها الإنسانية العظيمة، والتي كانت تفعلها سرًا، وتطلب من المقربين منها ألا يفصحوا عنها.

عظم الله أجرنا جميعًا، وألف رحمة ونور عليك يا شادية مصر، وندعوه أن يغفر لك ويحسن إليك ويسكنك جناته.

نأتي للفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق والمرشح الرئاسي الأسبق أيضًا الذي خاب خيبة كبيرة جدًا بعد عملته المهببة، وما أثاره من ردود الأفعال الغاضبة حول إعلانه  ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة من خارج مصر، وظهوره على قناة الجزيرة القطرية، وبرغم أنه وأسرته نفوا تمامًا أنه قام بتسجيل كلمته التي أساءت لدولة الإمارات الشقيقة، والتي قال فيها إنه تم منعه من الخروج في جولات انتخابية بين المصريين في الإمارات، وإن الفيديو تم تسجيله بالهاتف المحمول الخاص بابنته، وإن هناك من قام باختراقه، وتسريب الفيديو للقناة المعادية والمحرضة على الإرهاب.. إلا أن ذلك في رأيي لا يبرئ شفيق.. ما أقدم عليه أحمد شفيق فيه نكران للجميل، وإساءة لمن أكرموه واستضافوه إكرامًا لمصر وللشعب المصري في فترة حرجة من تاريخ مصر عندما تولى مرسي والإخوان الحكم، وكان وقتها مهددًا بالقضايا والملاحقة منهم.

وبرغم أن الحزب الذي يترأسه شفيق أصدر بيانًا بنفس المعنى، وأن هناك من قام بتسريب الفيديو، إلا أن ما فعله أثار غضب دولة الإمارات الشقيقة؛ وهو ما جاء على لسان وزير الدولة للخارجية الإماراتية أنور قرقاش عبر تغريدات له على تويتر، بأن شفيق لم يكن يومًا من الأيام ممنوعًا من الحركة أو السفر خلال استضافته في الإمارات، وأنهم أبلغوه أكثر من مرة بأنه حر في المغادرة في أي وقت.. ولكن يبدو أن شفيق أساء التقدير والتصرف، وكان يبحث عن بطولة زائفة أو فرقعة إعلامية لا مبرر لها خاصة، أن باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر لم يفُتح بعد.. وجاءت الرياح بما لا يشتهي أحمد شفيق ومن وراءه، وأساء لنفسه أكثر من أي أحد آخر.

وانقلب السحر على الساحر، وخسر مؤيديه داخل وخارج مصر، خاصة بعد أن قامت الجزيرة بعرض كلمته، وكأنها خاصة وحصرية بالقناة؛ بمعنى أنه خصها به - كما كان يفعل أيمن الظواهري ومن قبله أسامة بن لادن.

باختصار يا سادة الفريق شفيق أقدم على الانتحار السياسي بفعلته.. ومغادرته الإمارات الشقيقة كان أمرًا طبيعيًا جدًا بعد فعلته وتصريحاته غير المبررة في هذا التوقيت الحرج، الذي تخوض مصر فيه حروبًا على عدة جبهات، وكأنه تعمد ذلك للوقيعة بين مصر والإمارات، ولكنني على ثقة من حكمة ورشادة أبناء الشيخ زايد، ومن حبهم وتقديرهم لمصر، حكومة وشعبًا، وأنهم استضافوا شفيق وأكرموه لهذه الأسباب، وليس لشخصه.

وإن شاء الله ستظل الوشائج والروابط بين مصر والإمارات أقوى من المؤامرات والدسائس، ومن قناة الجزيرة، ومن نظام الحمدين الداعم والممول الأول للإرهاب والفتن في العالم العربي. والله المستعان

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: