عندما يتعرض الوطن لرياح السموم، ويواجه خطر التفتت والتصدع، والإرهاب والتخريب، والقتل الأعمى، وهدم الدولة، وتفكيك الجيش الوطني، وتمزيق النسيج الواحد إلى مجموعات طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة، وتفجير المواقع والمنشآت الحيوية، وانتهاك الحدود، والاعتداء على التراب الوطني والأمن القومي، والخيانة للوطن، والاستقواء بالخارج، واستدعاء التدخل الأجنبي، فإن الواجب الوطني يفرض- في هذه اللحظات الدقيقة والحاسمة من تاريخ الأمة – توحيد الصف، وتعبئة كل الجهود والطاقات لإحباط مخططات الأعداء، وإلحاق الهزيمة بكل من يريدون تصدير هذه الشرور والمشروعات الجهنمية التي تضع مصر والمنطقة في بؤرة الفوضى والعدم، وفي خضم المجهول، وفي حالة الجاهلية والإحباط.
منذ مارس 2015 قدمت الصين 345 ألف براءة اختراع معتمدة، و857 ألف تصميم صناعي لمنتج جديد، وباعت كوريا الجنوبية خلال الفترة نفسها 100 مليون هاتف سامسونج، وأكثر من عشرة ملايين سيارة هونداي وكيا، وفي الهند تخرج خلال 18شهرًا الماضية أكثر من 2 مليون و200 ألف مدرس في شتى تخصصات الهندسة المدنية، والمعمارية، والكيميائية، والكهربائية وغيرها، أما في البرازيل، فقد تمت زراعة 65 مليون هكتار في عام ونصف، وكان إجمالي إنتاجها من محصول الحبوب من قمح وصويا وذرة وغيره 207 ملايين طن، المصادر حقيقية، وكلنا نعيش ونتنفس على كوكب الأرض.
هاتوا لي إنجاز واحد فقط حصل في دولة عربية خلال الـ24 شهرًا الماضية؟! قدم العالم الاختراع والإبداع والحب (بفتح الحاء)، والحب (بضم الحاء)، وقدمنا نحن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في حرب لم تبق ولم تذر! متى نؤمن بأن التعليم أهم من كل شىء، وبالجهل تتخلف الشعوب، ويكثر القتل.
النيل النهر الخالد، وشريان الحياة في مصر، وأساس حضارة السبعة آلاف عام، والنهر المقدس لدى قدماء المصريين، ومصدر إلهام الشعراء والأدباء فى جميع العصور، فنهر النيل له فضل لاحدود له على كل شبر من أرض مصر، وعلى كل مواطن عاش على أرضها، فولا النيل لتغير وجه التاريخ وماكانت هناك حضارة على أرض مصر، وبرغم الأهمية الكبيرة لنهر النيل العظيم، وبرغم ارتباط مصر وشعبها الشديد به، فإن تعامل المواطنين معه يدل على عدم وعي بفائدة كل قطرة من مياهه، ويقضي على الناحية الجمالية التى تميزه منذ آلاف السنين، ويتم كل ذلك بإلقاء مخلفات المصانع والمبيدات والقمامة ومياه الصرف الصحى بمياه النيل، مما أدى إلى زيادة التلوث وانتشار الأمراض، بالإضافة إلى القضاء على نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية.
إن النيل الخالد يستغيث من الاعتداء عليه وينادي بحمايته من أجل رخاء مصر، فعلى الجميع أن يتكاتف للمحافظة على كل ما يرتبط بنهر النيل أسوة بالقدماء المصريين، وعسى أن تنجح مشروعات وزارة البيئة في تحقيق المعجزة والحفاظ على نيلنا نظيفًا جميلا.
تكاليف الزواج أصبحت ترهق ميزانية كثير من الأسر نظرًا للعادات والتقاليد المرتبطة بالزواج والتي لا تتناسب مع ظروفنا الاقتصادية؛ خصوصًا بعد تحرير سعر صرف الجنيه؛ مما يتطلب ترشيد النفقات في جميع المجالات، فتكاليف الزواج حاليًا باهظة وأكبر من إمكانات الشباب؛ نتيجة التمسك بالمظاهر والحرص على تقليد الآخرين برغم اختلاف مستوى الدخل، فضلا عن عدم الوعي لدى بعض المواطنين، فنجد مثلا أسرة العروس تطلب من العريس طلبات ترهقه مثل شراء شبكة غالية الثمن، وشقة تتكون من عدة حجرات، وتأثيث شقة الزوجية من أفخر المحلات، وإقامة حفل عقد القران فى أحد الفنادق أو فى ناد يتسم بصفات خاصة.
وهذه المغالاة الشديدة من أسرة العروس أدت إلى فشل كثير من الشباب في إتمام إجراءات الزواج، وتأخر سن الزواج لكل من الشاب والفتاة؛ مما يؤدى إلى آثار سلبية لدى البعض مثل الانحراف والإحباط.
إن السعادة ليست بالمغالاة في تأثيث شقة الزوجية، بل السعادة في حياة أسرية هادئة بسيطة تسودها القناعة والحب والتعاون والترابط والعمل على غرس الصفات الجميلة والقيم النبيلة لدى الأبناء.