"إحنا المصريين مالناش حل".. شعب غريب عجيب عظيم غلبان تعبان مطحون مفرفش مظبط متظبط.. مبالغ فيه في كل حاجة سواء في الحزن وفي الشكوى وفي الفرح وفي الطرح وفي الجمع وفي الإطراء وفي الهجاء وفي إطلاق الألقاب على عواهنها بدون ضابط ولا رقيب..
لدينا ظاهرة فريدة من نوعها بين الشعوب اتعودنا عليها من زمان وهي ظاهرة إطلاق الألقاب على النجوم الفنانين خصوصًا وأحيانًا على لاعبي كرة القدم وبعض المجرمين أيضًا..
ولكني أخص هنا بالذكر ظاهرة أعتاد عليها نجوم وعمالقة الفن وهي الألقاب الضخمة المبالغ فيها كثيرًا من الأحيان.. خاصة لمن حققوا شهرة ونجومية سريعة كانت أو متدرجة عبر مشوارهم الفني.. وبعض هذه الألقاب مناسبة أحيانًا وطريفة في بعض الأحيان ومبالغ فيها جدًا أحيانًا كثيرة..
مثلما حدث هذه الأيام عندما قالت المطربة شيرين على نفسها ردًا على الانتقادات الموجهة إليها إلى عمرو دياب الملقب بالهضبة (ماعرفش ليه) وإيه العلاقة بينه وبين هضبة المقطم مثلا.. ماعلينا..
شيرين زادت الطين بلة وقالت نصًا: (إذا كان هو هضبة.. أنا هرم..) أه والله قالت كده على نفسها هرم.. يعني زيها زي خوفو وخفرع ومنقرع..
ظاهرة الألقاب المبالغ فيها ليس لها مثيل سوى في مصر.. عمرنا ماشفنا حد فرنساوي قال مثلا على إديث بييف (برج إيفل) ولا هي قالت كده على نفسها.. ولا مطربة إنجليزية قالت على نفسها (لندن بريدج).. ولا مطرب صيني قال على نفسه أنا (سور الصين العظيم)..
يعني إحنا ناقصين فوضى حتى تأتينا فوضى ألقاب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات.. بأمارة إيه يبقى مطرب (هضبة) ولا مطربة تبقى (هرم) ما هي إنجازاتكم.. ولا ننكر عليكم جماهيريتكم ولا شعبيتكم ولا معجبينكم ولا معجباتكم.. ولكن إرحمونا بقى مش ناقصة هي هري وصراعات..
كانت ألقاب الفنانين زمان فيها شياكة مثل (سلطانة الطرب) منيرة المهدية ومطربة القطرين (فتحية أحمد) وكوكب الشرق (أم كلثوم) وسيدة الغناء العربي.. وصوت الحب (نجاة) وكروان الشرق (فايزة أحمد) والسندريلا (سعاد حسني) ووحش الشاشة (فريد شوقي) وسيدة الشاشة (فاتن حمامة) وبربري مصر (علي الكسار) والعندليب (عبدالحليم)..
حاجات كده من الطيور أو بعض التعبير عن الاحترام والتقدير مش أكتر.. لكن مافيش حد زمان قال مثلا على أم كلثوم إنها (نهر النيل ولا معبد الاقصر) برغم شهرتها الواسعة التي مازالت حتى الآن..
وفي الختام أؤكد أنه ليس هضبة وهي ليست هرم.. والله المستعان..