لا نستطيع أن نصف ما يعيشه الشعب المصرى اليوم أفضل من أنه يعانى من مرض انفصام الشخصية أو شيزوفرينيا.
ففي الوقت الذي نقول فيه: "إحنا فقراء قوي"، ويصرح رئيس الوزراء بأنه "لا بد أن يتم تحرير أسعار الطاقة كاملة لسد العجز في الميزانية"، نجد أن الصحافة الفنية تنشر لنا أجور الفنانين أبطال مسلسلات رمضان.
فقد حصل عادل إمام علي مبلغ 45 مليون جنيه، وأحمد السقا على 40 مليون جنيه، وكريم عبد العزيز على 38 مليون جنيه، وهيفاء وهبي على مبلغ 2 مليون دولار؛ (36 مليون جنية مصري)، أما غادة عبدالرازق فحصلت علي 30 مليون جنيه، ومحمد فؤاد على 30 مليون جنيه، ومصطفى شعبان على مبلغ 25 مليون جنيه، وهو نفس المبلغ الذي حصل عليه يوسف الشريف، ونيللي كريم.
بينما تقاضت مبلغ 20 مليون جنية مصري كل من يسرا، ودنيا سمير غانم، وياسمين عبدالعزيز، بينما حصل خالد الصاوي على مبلغ 10 ملايين جنيه، وهو نفس أجر أمير كرارة.
فإذا أضفنا إلى هذه القائمة أجور النجوم المشاركين في إعلانات شهر رمضان، فاحتلت ليلى علوي، الصدارة بحصولها على 4.5 مليون جنيه، ومحمد هنيدي، على مبلغ 4 ملايين جنيه، والمطربة شيرين عبدالوهاب، على 3.5 مليون جنيه، وتامر حسني، 3 ملايين جنيه، وعمرو يوسف 2.5 مليون جنيه، وكندة علوش على 1.5 مليون جنيه.
أما لاعب كرة القدم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، فقد شارك فى إعلان مقابل مليون يورو.
فإذا قرأت مثل هذه الأرقام الضخمة، وعلمت أنه في العام المالي الماضي سددت الفنانة دنيا سمير غانم، ونيكول سابا خمس جنيهات لكل منهما ضرائب!!! فهل نحن فى بلد فقير حقا؟ أم أننا نعيش حالة من الشيزوفرينيا؟
ولعل أهم مظهر لحالة الشيزوفرينيا، هو ما نشاهده فى إعلانات التليفزيون خلال شهر رمضان، والتي انقسمت إلى نصفين: النصف "يشحت" لبناء المستشفيات وعلاج المرضى وكفالة الأيتام والفقراء، حتى تشعر وكأن "الشحاتة" أصبحت أسلوب حياة، بينما النصف الآخر يعلن عن شقق وفيلات في كمباوندات، لا يستطيع أغلب الشعب أن يفكر، مجرد التفكير، فى المرور بجانبها.