Close ad
9-5-2017 | 20:55

انتظر أن أواجه سيلًا من الاتهامات بسبب مقالتي، والتي سيتبعها سلسلة من المقالات ونحن على مشارف الشهر الكريم.

فلم يسعدني حظي بأن أصلي في مساجد كثيرة في أمريكا؛ ﻷسباب كثيرة في مقدمتها بعد المسافات التي تتطلب سيارة، ولكن الحظ أسعدني بالصلاة في مساجد تصادف وجودي في منطقة قريبة أو مجاورة لها في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، ولم أتطرق كثيرًا للتعرف علي القائمين عليها بسبب ضيق الوقت.

ولكن الأمر كان مختلفًا في مدينة جيرسي سيتي، وهي أقرب مدن الولاية لنيويورك، وتتميز بأنها أقل تكلفة في السكن، مقارنة بأحياء نيويورك، وتتوافر فيها المحلات العربية بوفرة، برغم وجود محلات عربية في مناطق أخري في نيوجيرسي، أفضل في نوعية بضاعتها، وتتميز جيرسي سيتي بوجود عدد كبير من الانتقالات تربطها بنيويورك، خاصة حي منهاتن المعروف، ويعيش في جيرسي سيتي أعداد كبيرة من الجاليات العربية والإسلامية بكثافة، وقد ترددت على مسجدين تركت الصلاة في أحدهما منذ سنوات، وقررت أن أصلي الجمعة في الآخر؛ فالأول بلغ الأمر ولفترات طويلة بالقائمين على شئونه - وهم مصريون - الاشتباك بالأيدي والشتائم وقذف بعضهم بعضًا؛ لسعيهم بكل قوة للقفز على كرسي رئاسة المسجد، ولا أدري سبب حرصهم بالقفز على هذا الكرسي؟ وما هي المنافع التي يحصدها هؤلاء من ورائها؟ وقد تطور الأمر إلي قيام البعض برفع دعاوى قضائية ضد آخرين واتهامهم بالإستيلاء علي أموال المسجد، واستدعاء الشرطة لداخله في سابقة نادرة.

بينما يلتقيا المسجدان على أمر أخطر، وهو أن بعض الشيوخ والخطباء لدى جهاز الإف بي أي اﻷمريكي ملفات متخمة عنهم بسيل مما يندى له الجبين، وهو ما ﻻ يصدقه أحد، لكن القضية التي نحن بصددها اليوم أن غير الملمين بأمور الدين - ويمكن تسميتهم "بالجهلاء" - قد جمعهم الشيوخ وأعضاء اﻹدارة ليكونوا ضمن المشتغلين لديهم، وهو أكبر خطأ يرتكبوه في حق المصلين، فقد تم تعيين أحدهم ليقوم بدور المؤذن، ولا يفقه شيئًا في آداب الأذان، ويتطاول بسلوكيات سوء مع المصلين، ويرفع صوته داخل المسجد، وقد قطع عدد من المصلين علاقتهم به؛ لسوء سلوكياته، ويبدو أنه استولى على دور المؤذن؛ لمجرد أنه ظل يتردد على المسجد لسنوات، وليست لديه ثقافة دينية بأحكام القرآن الكريم وغيرها، فكيف يقوم بدور المؤذن؟ هل ليحصل على راتب من المسحد الذي يتم جمعه من تبرعات المصلين كل يوم جمعه، بينما غيره من المشتغلين وتصرفاتهم يندى لها الجبين، فتجد بعضهم وقد أطلق لحيته فتظن أنه عابد، وإذا تحدث تكتشف أنه ﻻ يفقه شيئًا، فلا يفرق بين الألف وكوز الذرة.

بينما الإمام الأزهري الذي يؤم المصلين فلا خلاف عليه، بينما القائمون على جمع التبرعات كل يوم جمعة يحاولون استمالة المصلين للتبرع، وكأنهم يقفون في سوق العتبة، أو وكالة البلح، فيرفعون أصواتهم لطلب التبرعات، وكأن حجرًا تدحرج في حلقه فخرج صوته متحشرجًا، فلا تعرف هل سار تائبًا أو عاملًا بالمسجد يوم الجمعة فقط؛ لجمع التبرعات فهل هؤلاء واجهة للمسلمين في أمريكا؟

وشتان بينهم وبين شباب المسلمين المثقفين بدينهم؛ حيث تعلو البشاشة الطيبة على وجوههم وبجانب إلمامهم بأمور الدين يتقنون اللغة الإنجليزية فساروا واجهة مشرفة، بينما الآخرون لا يمكن أن يمثلوا المسلمين حتى حواراتهم الجانبية توضح ضحالة ثقافتهم ودونية تعليمهم.

السؤال هل يمكن لهؤلاء بهذه السلوكيات أن يكون لهم دور في المسجد الذي له رسالة مهمة في الغرب، وهو ما سيأتي في المقالات المقبلة - بإذن الله تعالى - فهؤلاء لا يعرفون من الدين إلا اسمه، ومن القرآن الكريم إلا رسمه، واللوم على من أعطاهم هذا الدور.

قوله تعالي (إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ)، وهي سنة الله في كونه وخلقه فالمصلون المترددون على المسجد من جميع جنسيات العالم، وقد انتقل الإسلام بالخلق الحسن، وأمانة التجار، وصدق حديثهم، وهي ما يجب أن تكون عليه سلوكيات المسلمين في العالم فبهذه الفضائل نجحت الدول.

جمع التبرعات للحالات الإنسانية والظروف الحرجة لبعض الحالات، والتي تتطلب جمع تبرعات هو من الأمور المستحبة، والتي لها أجر كبير، وللقائمين بها أجر كبير ولا شك فيه، ويجب التعاون والمؤازرة خاصة في بلاد المهجر.

بينما عن أحوال المصريين أكثر من 90% رسبوا في امتحان الترابط والتماسك فيما بينهم، بينما نجحت جاليات ﻻ حصر لها فالمصريون أقصى مساعدة وعون منهم يقدمونه هي المعلومات التي تفيد في الإجراءات، وهذا أقصى ما يمكنهم تقديمه، بينما قلة تفرغ وقتها لتساعد الناس، وتقضي حوائجهم، بينما البعض - وهم كثير - ينهشون بعضهم، وكأنهم في غابة، فهؤلاء - ومن اكتفوا بتقديم المعلومات - سلبياتهم لا حصر لها، فتلتقي باأحدهم يبتسم في وجهك، بينما من داخله يريد أن ينهشك ويأكل لحمك، والقصص والحكايات لا تحصى ولا تعد، ويندى لها الجبين، ويقطر القلم دمًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الصاحب ساحب

من المواعظ القصيرة قالها صديقي أحمد سعد (الصاحب ساحب) بالفعل صديقك إما يأخذ بيدك لطرق الخير، أو يسحبك لطرق الشر وكم التقينا بهذه النماذج في حياتنا، فقلما

"صباح الوزير يا سعادة الخير"!!

تذكرت هذه الجملة عندما قالها الفنان حسن مصطفى ناظر مدرسة المشاغبين في المسرحية الشهيرة عندما رد على الهاتف وعلى الجانب الآخر يحاول الفنان سعيد صالح تقليد

صناع الإرهاب والجهل

صناع الحياة وصناع الإرهاب أربع كلمات تلخص حرب أبدية بين الخير والشر، وكلاهما ذو وجهان الداخل والخارج وإذا دققنا النظر سنجد أن صناع الداخل لمعامل الإرهاب

لصوص محبوبون

كلنا نكره السرقة أيا كانت، ولكن نوع من السرقة لا يكرهها أحد، ونحبها حبًا شديدًا، فهم الذين يسرقون قلوبنا بطيبتهم وكرم أخلاقهم وطيب كلامهم وسعة صدورهم وحلمهم

سرادقات الأحزان وكاميرات الأمان

ما هذا الكم من الجرائم الإرهابية التي تفتك بأرواح بريئة تقوم بحماية الوطن؛ وكأن هذا الهم الذي أبتلينا به يزداد كل يوم، وكأنه من المعتاد عليه فألفنا وألفناه،

فضيحة دولية

تزعم دول كبرى حماية حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه تغض البصر عن تجارة وعمليات زراعة الأعضاء البشرية؛ سواء من متبرعين، أو سرقتها من أشخاص بعد اختطافهم وقتلهم

وجع القلوب

أرى الدموع في عيون ووجوه أسرهم وذويهم، وعلاها الحزن والألم، فلم يدر في أذهانهم يومًا أن يتسلموا أزواجهم وأبناءهم جثثًا هامدة، فأي إرهاب هذا الذي بسببه

كلام في الممنوع

رفع أسعار البنزين والسولار في مصر بدأ منذ عقود وليس اليوم، فالوقود السلعة الوحيدة التي بزيادة أسعارها ترتفع معها أسعار بقية السلع الأساسية، والسبب يكمن

قانون منتهي الصلاحية

وإن شئت فقل قانون "مالوش لازمة" فقضية قانون اﻹيجار القديم أقصد "العقيم" والأعور جعلت له أذرعًا طويلة وممتدة ﻷثرياء المستفيدين؛ فيستخدمون المال للدعاية

أسرار الصوم التي لا نعرفها (2)

تظل أنهار الصوم "الركن الرابع" من الإسلام تصب علينا من خيراتها وفضائلها صبًا دون توقف، فقد فرض الله في علاه فريضة الصوم علينا ليس من باب الفرض والعقوبة

أسرار الصوم التي لا نعرفها

مازالت فوائد وأسرار ومعجزات الصوم التي اكتشفها العلم الحديث مؤخرًا وجميعها تؤكد حقيقة وحدانية الله تعالى وربوبيته، فمن أجمل ما قرأت "الحمد لله أن الله

رمضان جسد بلا روح !!!

رمضان دفعة قوية للفضائل؛ للقلب والعقل والجسد طوال شهور العام، وغذاء الروح من الحصيلة الإيمانية، فهل رمضان سار جسدًا بلا روح، فقد غلبت علينا المظاهر الدينية

الأكثر قراءة