مما لا شك فيه أن هناك مجهودات كبيرة لتنفيذ بعض المشروعات القومية الكبيرة بغض النظر عن الاختلاف حول أولويات بعض هذه المشروعات، وقد يكون من أسباب ذلك عدم شعور قطاع عريض من الشعب بسرعة جدوى بعض المشروعات؛ لأنها قد تحتاج لوقت لجني الثمار الحقيقية، وهذا يؤدي لأهمية وحاجة الحكومة والدولة في الفترة الحالية لتبني مشروعات شعبية أي تمس عددًا كبيرًا من المواطنين، ويشعرون باستفادة سريعة تعود عليهم، ومن أهم هذه المشروعات مشروع البيوجاز، وهو مشروع ذو طاقات وإنجازات متجددة ومتعددة، وعائده المباشر يعود على أكثر من نصف الشعب المصري الذي يعيش في الريف والصحاري، وعائده غير المباشر يعود على جميع المواطنين بلا استثناء في الحد من تلوث النيل والهواء في مصر كلها، والمشروع ببساطة يحل المشكلات الآتية للريف والصحراء المصرية بشكل دائم.
1. مشكلة الصرف الصحي.
2. مشكلة الكهرباء.
3. توفير السماد العضوي.
4. مشكلة المخلفات الزراعية والحيوانية.
وهو يعتمد على إنشاء بيارتين أو حمامين في كل مسكن إحداهما يعمل، والآخر لتخزين مخلفات الإنسان والحيوان والنبات، وبعد عدة شهور تخرج هذه المخلفات على شكل غاز ينير المساكن ويوفر غاز بيوجاز ولجميع الأجهزة الكهربائية، وأيضًا سماد عضوي للأرض، وتبدأ تكلفته من نحو خمسة أو ستة آلاف جنيه، وهو مشروع للطاقات المتجددة فهو يوفر كهرباء وغاز وسماد وصرفًا صحيًا بشكل دائم، وبسعر منخفض جدًا لجميع أهالينا المحرومين من الصرف الصحي والكهرباء في ريف وصحراء مصر، وهو منتشر في الصين والهند وبلاد أخرى كثيرة، كما أن لوزارة البيئة المصرية خبرة في بعض القرى.
ويمكن تمويل هذا المشروع من الحكومة بقروض ميسرة بدلًا من مشروعات الكهرباء والصرف الصحي والتي تحتاج مليارات، ويمكن لهذا المشروع أن يمتد على نحو أربع سنوات تبدأ الدولة بتوفير ربع الميزانية فقط السنة الأولى لقروض تستردها بعد عمله على ثلاث سنوات، ومن ثم يمول المشروع نفسه بعد ذلك بشكل تلقائي، وله فائدة مهمة غير مباشرة على جميع أنحاء مصر، ولجميع المواطنين، وهو حماية نهر النيل من التلوث الذي كان يذهب إليه بسبب عدم وجود صرف صحي لقطاع كبير من الريف المصري، كما يحل مشكلة المخلفات الزراعية مثل قش الأرز؛ مما يساهم في الحد من تلوث الهواء أيضًا لجميع المصريين، والأهم أن هذا المشروع يساهم في نقلة حضارية مهمة لأكثر من نصف المجتمع المصري الذي يعيش في ريف وصحراء مصر، ويمكن تمويله من خلال اكتتاب شعبي عام مثل مشروع قناة السويس، ولن يضيف أعباء على الدولة؛ لأن المشتركين هم الذين يسددون ثمنه وبذلك أيضًا ساهمنا في الحد من التلوث بشكل كبير، وتخلصنا من مشكلة الصرف الصحي والكهرباء والسماد لريف وصحراء مصر، وبشكل دائم؛ مما يسهم في الحد من كثير من الأمراض، فالشعب المصري في حاجة لهذا المشروع، وأيضًا الحكومة في حاجة لهذا المشروع في أقرب فرصة بعد خضوعه للدراسات والتقييم.
كاتب المقال أستاذ علم الاجتماع البيئي - جامعة عين شمس