Close ad

ملابس المستقبل؟!

27-4-2017 | 23:45

يفخر الكثيرون اليوم بأن ملابسهم توافق أحدث خطوط الموضة، ومن أرقى بيوت الأزياء العالمية، لكن هذا الفخر سيصبح شيئًا من التراث خلال السنوات العشر المقبلة.. ماذا نقصد بذلك وما الذي سيحدث؟..
ملابس المستقبل لن تكون عادية، بل سيكون لها دور حيوي في صحة الإنسان، لأنها ستكون محشوة بالعشرات من رقائق الحاسوب الصغيرة التي يتم حياكتها مع أنسجة القماش لمراقبة الحالة الصحية، وعندما يرتديها المرء يتواصل مباشرة مع شبكة شركة التأمين الصحي، فإن فقد الوعي تحدد ملابسه موقعه وتُخطر السلطات وتنقل سجله الطبي لأقرب مستشفى قبل وصول سيارة الإسعاف الطائر، بمعنى أنك في المستقبل ستحظى بطبيب في ثيابك، فملابسك ستبث معلومات عن صحتك على مدى الساعة، وترسل تحذيرات إذا أصابك مكروه!!

ومنزل المستقبل هو الآخر سيكون ذكيًا ويفكر مسبقًا، ستكون له عيون إلكترونية وأذن وأنف تحصي على الناس أنفاسها، ورقائق الحاسوب في المنزل ستكون بمثابة جزء من شبكة تُشكل المدينة برمتها، وهناك شركات ستتمتع بحق الدخول إلى أنظمة المنزل الذكية، فشركة التأمين الصحي ستضع ملفات إلكترونية شخصية للمنتسبين إليها، وتراقب تفاصيل حياتهم بهدف خفض الكلفة عبر الوقاية والفحوص التشخيصية، وسيكون بإمكانها توجيه رسائل مباشرة للشخص في منزله، فلا مانع مثلا من توجيهه للاستخدام الصحي لفرشاة أسنانه التي تعمل بالموجات فوق الصوتية.

وهكذا، يتفاءل العلماء بأن الخمسين عامًا المقبلة سوف تغير اكتشافاتهم وجه العالم، ويرون أن اختراقات طبية هائلة، بل مُذهلة وعلاجات تعتبر اليوم مستحيلة ستصبح شائعة في المستقبل.

فالرجل الذي اخترع الملابس الذكية من معهد جورجيا للتكنولوجيا في اطلنطا بالولايات المتحدة الدكتور سونداريسان جيرامان يرى أن ملابس المستقبل ستجعل أجهزة رسم القلب وقياس ضغط الدم التي نعرفها اليوم شيئًا من الماضي، حيث حقق تقدمًا في تصميم القميص الذكي الذي يسعى فيه لدمج وظائف الاتصال في الملابس، قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، فقد واجه تحديًا شاقًا تمثل في كيفية حياكة المقومات الذاتية لرقائق الحاسوب مع النسيج، وكان على الأسلاك والرقائق أن تختفي في القماش..

ولتقريب الفكرة للأذهان، لنفترض أنك رياضي تتمرن للألعاب الأوليمبية، تستطيع مراقبة وتيرة خفقان قلبك وحالتك الصحية بواسطة هذا القميص الذكى، وتنتقل المعلومات منه إلى مراقب ينقل المعلومات بدوره إلى حيث يفترض أن تُدرس المعلومات ويتم تقييمها..

لكن مازال هذا الاختراع غير جاهز للاستعمال اليومي، إنما يسعى العلماء لجعل الفكرة قابلة للتطبيق خلال 10 سنوات، وهذه الملابس الفائقة التطور ستحصل على طاقتها من حرارة وحركة أجسامنا، وستعني البرامج التي تضمها بسلامة أجسامنا كأنها طبيبك الخاص تحمله في ثيابك..
وبعد 50 سنة يتوقع العلماء أن يستفيد كل الناس، بداية من الأطفال الرُضع حتى كبار السن بهذا النوع من الملابس القادرة على مراقبة حالتهم الصحية، وسيكون من السهل في حال تعرض شخص ما لحادثة استطاعة تلك الثياب إنقاذ حياته، ففي غضون ثوان تخطر شركة التأمين أقرب مستشفى بإصابة شخص ما مؤمن عليه لديها، وتطير إليه سيارات إسعاف سريعة جدًا، حيث يستطيع الإسعاف الطائر آنذاك الهبوط في أي مكان، ولن يشكو أبدًا من الزحام، حيث يكون حينها من الطبيعي أن نرفع رؤوسنا لنرى طرقًا سريعة في الجو!

وما أن يصل المُصاب للمستشفى يتم مسح كل جسمه يتقنيات أشعة بالغة التطور، ويمكن للمسح أن يكشف عن أي بوادر لأمراض أخرى مثل بدء تكون أورام أو بدء انسداد في الشرايين، وفي حال أن تؤدي الإصابة إلى شلل يتم حقنه بشرائح حاسوبية رقيقة تصل حتى دماغه تمكنه من المشي لاحقًا والنجاة من الشلل.

وخلال الـ50 عامًا المقبلة، سيصبح استنساخ القلب بعينة من خلايا المصاب وهو داخل المستشفى في قسم الطب الجيني حلا يُمكن العلماء في المستقبل من مواجهة واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الطب اليوم.

فإذا تحطمت إحدى قطع سيارتك اليوم، تذهب لمحل قطع الغيار وتشتري قطعًا بديلة، لكن إن تعرضت أنت لهذا الحادث قد تموت، لذا فإننا بحاجة إلى محل قطع غيار بشرية، وهندسة الأنسجة يمكن أن تُغير كل شيء خلال 50 عامًا..

ففي معهد هلمهولتز لتكنولوجيا الطب الإحيائي في آخن بألمانيا، هناك من الأطباء والعلماء من يسعى لتربية صمام قلب بيولوجي، الغاية من هذه الهندسة هي التحول من قطع الغيار الميكانيكية إلى وسائل بيولوجية، وتعني ببساطة استبدال الأجزاء الاصطناعية شيئًا فشيئًا بمواد عضوية حقيقية.

ما يعني أنه ستوضع صمامات عضوية في جسم بشري، باعتبارها قطعًا عضوية حسب الطلب، واليوم تراود علماء الأحياء والهندسة في جامعة كليمسون بالولايات المتحدة فكرة تبدو جنونية.. إنهم يسعون لطباعة قلب كامل في غضون 50 عامًا، ويتوقعون حينها أن يصبح رفض الجسم للأنسجة المزروعة شيئًا من الماضى..

والسؤال الآن.. أين صحة البشر في العالم "النايم" أقصد النامي مما يجري في الغرب، وهل سنبقى حقل تجارب لأبحاثهم وأدويتهم؟  وهل سنظل نحن أسرى لأنظمة طبية عتيقة تتراجع كل يوم للخلف ألف خطوة؟

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،