Close ad

الحياة بعد 100 عام

6-4-2017 | 13:44

استيقظ رمزي علي غير عادته في صبيحة هذا اليوم متعكر المزاج، لأن السرير الذي ينام عليه تأخر عن موعد إيقاظه المعتاد بنحو 12 فيمتوثانية، وهذا يعني تأخره في تحوله لآلة رياضية لممارسة تمارين الصباح، وزاد الطين بلة أن الطابعة الثلاثية في المطبخ قد نفد مخزونها الحيوي من البروتينات والفيتامينات، لذا لن يستطيع تناول وجبته المفضلة صباحًا..

هذا الفارق في التوقيت جعله يخسر توقيت مسار إطلاق طائرته الخاصة التي كانت ستقله إلي جنوب شرق آسيا لإنجاز صفقة لشركته الصغيرة لتدريب الراغبين في العمل في الفضاء !..

هذا المشهد الذي ربما تراه أنت وأنا من نسج الخيال العلمي اليوم، سيضحى حقيقة واقعية في مشهد يومي معتاد لشاب يعيش في دولة من دول العالم "السوبر" بعد 100 عام من الآن...

فإذا كان الرسام الفرنسي جان ماركو قد كشف عام 1900 عن تخيلاته المستقبلية للعالم في العام 2000، أي بعد 100 عام من تاريخ بدء رسوماته، ووضع تصورات لم تتحقق حتى اليوم، فما بالنا ونحن نعيش في حياة ذكية نوعًا ما، في تكنولوجياتها وأفكارها الهائلة، أننا نستطيع أن نتصور بسهولة كيف يكون العالم بعد مائة عام من اليوم، أي في العام 2117!!..

لاشك أن حياة الناس بعد مائة عام ستكون أكثر سهولة ويسرًا، في عالم أقل ما يوصف به أنه "عالم من زجاج"، من فرط الشفافية والسهولة، فالكوب الذي تشرب منه شاي الصباح سيكون مزودًا بشاشة باللمس متصلة بمحطات الأرصاد الجوية لتكشف لك حالة الطقس في أي منطقة تريدها، وزجاج سيارتك يتحول بلمسة يد إلى شاشة تفاعلية لمتابعة ما يجري في العمل أو العالم، فنظام اجتماعات العمل الافتراضي سيكون سهلًا، بفضل تقنية "الهولوجرام" للرؤية ثلاثية الأبعاد، والتي ستكون اعتيادية آنذاك، وتصميم سيارتك سيكون وفق ذوقك، بل يمكنك الدمج بين أكثر من ميزة لسيارتك، وملابسك ستقوم بتحديث نفسها تلقائيًا لتجعلك دائمًا مناسبًا لأحدث الصيحات العالمية....

قبل أسبوع تحدثنا عن صورة العالم حتى 2030، وإذا اتسعت معنا دائرة تنبؤات العلماء حتى العام 2050، سنرى المزيد من رفاهية الحياة..

فقبل انتصاف القرن الحالي، سيكون الروبوت فردًا من العائلة يتولى مهام تنظيف وإدارة المنزل ورعاية الأطفال وتسلية كبار السن، فضلا عن أنه سيحتكر 30% من الوظائف الجديدة في العالم، وسيكون مشهدًا مألوفًا أن ترى في السماء طائرات مروحية كثيرة كإسعاف طائر وتوصيل الخدمات العامة، بل والأفراد..

والمحاكاة الافتراضية التي تستخدم حاليًا حصريًا في الألعاب الإلكترونية، ستغزو أغلب ميادين الحياة، قريبًا ستدخل المدارس والجامعات ومكاتب العمل، وسيستغرق الانتقال بين المدن دقائق معدودات بدلا من ساعات عبر أنفاق تسمى hyperloop..

ومن المنتظر تعديل قوانين المرور لتسمح باستخدام السيارات آلية القيادة، حيث ستزول عجلة القيادة وسيتغير شكل السيارة كليا، يبقي الحديث الآن حول أخلاقيات القيادة الذاتية، مثلا في حال الاصطدام.. هل تحمي السيارة الآلية الراكب أم المشاة؟!

وفي العام 2045 قد يصبح اختراق الأدمغة أمرًا ممكنًا، ويمكن كذلك وصل الدماغ بآلات قد تزيد من فاعلية الإنسان نفسه، لكن المؤكد أنه ستكون هناك قوانين دولية صارمة للحد من هذه الأعمال، وحاليًا تجرى تجارب على شريحة توضع على جبهة الرأس متصلة بشبكة الإنترنت لتكون بمثابة مرجع فوري للدماغ لأي معلومات قبل اتخاذ قرار في موضوع ما!!

ترى كيف ستبدو الحياة بعد 100 عام من الآن، أي عام 2117؟!

برغم أن حياتنا أصبحت ذكية نوعًا ما، لكن هناك تغييرات كثيرة ستحدث خلال المائة عام المقبلة.. هذا ما تنبأ به تقرير صدر مؤخرًا من شركة smart things المتخصصة في إنترنت الأشياء والمملوكة لأحدى شركات التكنولوجيا العملاقة، أعد هذا التصور المستقبلي نخبة من الأكاديميين والمهندسين المعماريين ومخططي المدن في جامعة وستمنستر البريطانية..

التقرير يتوقع أن تكون مدن المستقبل على شكل فقاعات مأهولة بالسكان قادرة على العيش تحت سطح الماء، كما تنبأ الخبراء بأن البشر سيكون لديهم القدرة على العيش داخل ما أسموه "ناطحات أرضية"، وهي النقيض لناطحات السحاب الحالية.

ويعتقد العلماء أن طائرات بدون طيار ستصبح وسيلة المواصلات الشخصية الأساسية للفرد يتنقل بها في كل مكان وفي أي وقت دون عوائق، وعندما ترغب العائلة في قضاء عطلة صيفية ممتعة سيحلقون بطائرة تجارية في الفضاء ويكتشفون القمر والمريخ!!

ويتوقع الخبراء أن تصنع جدران المنازل من شاشات LED للتغيير حسب مزاج أفراد العائلة وبالتالي لاحاجة لتجديد الطلاء.

مع صعوبة تخيل هذه الأشياء يعلق القائمون على هذه النظرية أن حياتنا الحالية كان من الصعب التنبؤ بها منذ قرن مضى، فقبل 10 سنوات مضت لم تكن تقنية "إنترنت الأشياء" على سبيل المثال مناسبة أو ممكنة التطبيق كما اليوم، عمومًا هذه التنبؤات في النهاية مجرد توقعات مبنية على ما يمكن أن تصل إليه التكنولوجيا والتقدم.. لكن المؤكد أن هذا الزمان بناسه.. لن يكون إنسانًا.

أرجوك لاتعكر علينا صفو الحلم، مجرد أن نحلم ونتخيل عالمنا بعد مائة عام، ولامبرر لتشاؤمك بأننا إن بقينا حتى العام 2050، ستجد أن حركة المرور فوق الدائري "مشلولة" تمامًا منذ ثلاثة أيام لأنه مكدس بالسيارات، أو أن سيد افندي وجد نفسه في عداد الموتى حين طلب تجديد بطاقته المدنية، وبدأ رحلة مضنية ليحصل على توقيع اتنين موظفين من دون مقابل ليشهدوا له بأنه حي.. ولم يفتك أيضًا تذكيرنا برحلة المعاناة في عبور ميدان الجيزة، حين زعم محافظها أنه تم إنشاء نفق للمشاة في الميدان ليجتازه الناس بالسيارة في 12 فيمتوثانية، فها نحن نجتازه في 12 فيمتوساعة!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قصص إنسانية من الأولمبياد

البطولات الرياضية، وفي الصدر منها الأولمبياد، ليست مجرد ساحة لجني الميداليات، بل قد تكون فيها الكثير من القصص الإنسانية، فوراء كل بطل عظيم قصة رائعة..

الناجي الوحيد بعد "انقراض البشر"!

لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى توهم نهاية العالم..

قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية!

ربما يستيقظ أحدنا في المستقبل القريب، من دون مرض أو علة، ولسان حاله يقول: أنا مش أنا ، أو قد يراه أقرب الأقربين له بأنه لم يعد ذلك الشخص الذى نعرفه.. دماغه تغيرت.. أحلامه تبدلت

صيام "هرمون السعادة"!

وصفوه بأنه هرمون السعادة ، باعتباره الهرمون الذي يفرزه المخ بعد الحصول على المكافأة ويكون سببًا للشعور بها، لكنهم يصححون لنا هذا المفهوم اليوم، بأن دوره

أنف وثلاث عيون!

هناك قصة شهيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس تحمل هذا العنوان، لكننا هنا نتقاطع مع عنوانها في الاسم فقط، فعيون إحسان عبدالقدوس كن ثلاث نساء تقلب بينهن

أول فندق في الفضاء!

ربما يصبح حلم السفر في المستقبل في رحلات سياحية، بالطبع لدى فصيل من أثرياء العالم، ليس إلى شواطئ بالي أو جزر المالديف أو البندقية، بل إلى الفضاء.. نعم إلى الفضاء، هذا الحلم سيضحى حقيقة فى عام 2027!

الجلد الإلكتروني!

يبدو أن عالم تكنولوجيا المستقبل ستحكمه "الشرائح"، لكن شتان بين مخاوف من شريحة زعم معارضو لقاحات كورونا بأنها ستحتوي على شريحة لمراقبة وتوجيه كل أفعالك،

..واقتربت نهاية كورونا!

لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات

يوم بدون محمول!

هل فكرت يوما التوجه إلى عملك من دون هاتفك المحمول؟ قد يفكر في ذلك من أنفق عمرًا في زمن الهاتف الأرضي، لكن من نشأوا في زمن المحمول سيرون الفكرة ضربًا من

أيهما الأكثر طرافة .. الرجال أم النساء؟!

على مدى التاريخ تحفل حياة الأمم بسير الظرفاء، وتتسع هذه المساحة لتشمل أشخاصًا خلدهم التاريخ، إما لفرط سذاجتهم كأمثال جحا، أو لكثرة دعاباتهم وكتاباتهم و"قفشاتهم"

إلا المخ يا مولاي!

رغم أن المخ كان ولا يزال لغزًا يحير العلماء، فإن الدراسات ما زالت تتوالى لفهم هذا العضو الرئيسي في الجهاز العصبي لدى الإنسان، والذي يتحكم في جميع الأنشطة

عبيد مايكروسوفت!!

في عام 1995 نُشرت رواية بعنوان "عبيد مايكروسوفت" تشبه تمامًا رواية جورج أوريل 1984، غير أن الأخيرة ذات أبعاد سياسية، أما الأولى فهي ذات أبعاد تكنولوجية،

الأكثر قراءة