Close ad

جنيف 4.. هل تحل المعضلة السورية؟

17-2-2017 | 17:16

هل تختلف محادثات السلام السورية المقررة في جنيف في 20 فبراير الحالي عن اجتماعات جنيف الثلاثة الماضية، والتي لم تثمر أي حلول سياسية على أرض الواقع، وهل المتغيرات على الساحة المحلية السورية، والأوضاع الإقليمية والدولية يمكن أن تفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية؟


الواقع يقول إن هناك "محفزات للنجاح" في جنيف 4، أكثر من كل المؤتمرات الدولية التي حاولت حل الصراع في سوريا منذ مارس 2011، مثل فيينا وجنيف الأولى والثانية والثالثة.

في مقدمة هذه المحفزات "إجهاد" الأطراف المحلية السورية، ومن خلفها الدول الإقليمية والدولية التي ظلت تقدم الدعم للطرفين طوال السنوات الستة الماضية، والنزيف الحاد للموارد البشرية والعسكرية في صفوف الطرفين، وهو ما ساعد في صمود وقف إطلاق النار الذي بدأ منذ نهاية ديسمبر الماضي، وهي "أطول هدنة " يستمر فيها وقف إطلاق النار برغم بعض الانتهاكات.

كما أن تدفق السلاح على المجموعات المسلحة في سوريا تراجع "نسبيًا" مع السياسة التركية الجديدة بـ"الاستدارة" نحو روسيا، عطفًا على الحرب الضروس بين المجموعات المسلحة في شرق حلب، وجنوب إدلب، وريف حماة بين حركة "جفش" النصرة سابقًا، والتي إنضمت إليها جماعات؛ مثل "نور الدين زنكي" في مواجهة "أحرار الشام" المدعومة بالكامل من تركيا والجيش الحر، بالإضافة إلى ظهور حركة "جند الأقصى" التي تنشط في حماة، وبالتالي تغير المشهد، فالجيش السوري تفرغ لتطهير محيط وادي بردي في ريف دمشق، بينما تدور حرب تكسير عظام بين "النصرة"، و"أحرار الشام" في جبهات حلب وإدلب، وبين "الجيش الحر" و"جند الاقصى" في حماة، وهو ما يمهد بتصفية المجموعات المسلحة "تلقائيًا"، دون تدخل الجيش السوري بشرط توقف الإمداد عبر الحدود التركية.

كما أن موقف المعارضة السياسية تضاءل كثيرًا بعد معركة حلب، واختيار محمد علوش رئيس المكتب السياسي لـ"جيش الإسلام" لرئاسة وفد المعارضة في الأستانة، بدلاً من العميد أسعد عوض الزعبي الرئيس السابق لوفد المعارضة السورية لمفاوضات جنيف، وقبول وفد المعارضة إلى جنيف 4 لشخصيات من منصات معارضة أخرى، سواء من معارضة القاهرة أو موسكو.

إقليميًا تأكدت تركيا أنها ستدفع ثمن تدخلها في سوريا إذا ما طالت الحرب أكثر من ذلك، وأن "تقسيم تركيا" قد يكون قبل تقسيم سوريا، وأن "رحيل أردوغان" من السلطة قد يحدث قبل رحيل الأسد، ولذلك تغير الموقف التركي، خاصة بعد معركة "الباب" التي أكدت لتركيا أن سوريا "مستنقع واسع وعميق" لأحلام أردوغان التوسعية، بعد أن فشل في السيطرة على مدينة صغيره "الباب" طوال 3 شهور؛ ولذلك يسعى أردوغان للبقاء في السلطة حتى عام 2029 عن طريق التعديلات الدستورية والقبضة الحديدية في الداخل وليس عبر "الإمبراطورية العثمانية " التي حلم بها منذ عام 2011، وأقصى أحلام أردوغان الآن هو منع الأكراد من قيام دولتهم في شمال شرق سوريا، وحصرهم في مناطق شرق الفرات.


دوليًا وصول "ترامب" للبيت الأبيض غير الأولويات الأمريكية في سوريا، فالرئيس "ترامب" قال إن الجيش السوري يحارب داعش، والولايات المتحدة تسعى لدحر داعش والجماعات المتطرفة بأسرع وقت، وهنا أمريكا وسوريا عمليًا في "خندق واحد" لمحاربة الإرهاب، كما أن روسيا والولايات المتحدة على استعداد للعمل معًا في سوريا، بعد أن رفضت إدارة "ترمب" إرسال السلاح للمجموعات المسلحة، كما شكل "ترامب" ضغطًا كبيرًا لتغيير الموقف الأوروبي الذي دعم المجموعات المسلحة سياسياً وعسكريا خلال الفترة الماضية، وهو ما أحدث تحولًا كبيرًا في المواقف البريطانية والفرنسية والألمانية تجاه الأزمة السورية.

كل هذه التغييرات تشكل حوافز ودوافع لنجاح جنيف المقبلة، لكنها ليست "ضمانات" كافية لأن هناك الأطراف - التي سعت لـ"عسكرة" الصراع - ما زال يراودها حلم تفتيت سوريا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الجامعة العربية.. روشته للإصلاح

في مارس من كل عام، وبمناسبة انعقاد القمة العربية، يطرح السؤال عن أسباب ضعف العمل العربى المشترك؟ ولماذا الجامعة العربية التي تأسست عام 1945، ليست بقدر

ميركل.. ومسجد ميونخ

هل تحمل زيارة المستشارة أنجيلا ميركل لمصر مسارًا مختلفًا عن زيارات زعماء دول عملاقة مثل روسيا وفرنسا والصين لمصر؟ وهل الزيارة تؤكد تحولًا نوعيًا في الموقف

هل يبحث ترامب عن الفستق بعيدًا عن إيران؟

فى ثلاثينات القرن الماضي استطاع عالم النبات الأميركي ويليام وايتهاوس تهريب 10 كيلوجرامات من أفضل بذور الفستق الإيرانية لزراعتها فى الولايات المتحدة الأمريكية،

الجيل الرابع للإرهاب

هل يتوسع تنظيم "داعش" برغم الهزائم المتلاحقة لعناصره على الأرض في سوريا والعراق وليبيا؟ هل بات العالم على أبواب النصر الساحق على "داعش"؟ وهل دخول الجيش

الأكثر قراءة