Close ad

السلطان "أردوغان" والنظام الرئاسي

31-1-2017 | 18:23

هل يتحول رئيس تركيا الثاني عشر الذي تم انتخابه للمرة الأولى عام 2014م إلى ديكتاتور بعد الإصلاحات الدستورية، وتحويل النظام في البلاد من رئاسي إلى برلماني، أم أن تركيا الجديدة - كما صرح في عدة لقاءات - تحتاج إلى دستور جديد بعد التحول الاقتصادي والسياسي فى البلاد؟


فمن المعروف أن دستور تركيا الحالي وضع عام 1982م بعد انقلاب 1980م الذي منح قائد الانقلاب (كنعان أفريم) صلاحيات واسعة.

 

وفكرة تحويل النظام في تركيا من رئاسي إلى برلماني لم يكن حزب العدالة والتنمية السباق في هذا الموضوع، ولكن سبقهم في ذلك الرئيس الثامن ورغوت أوزال مؤسس حزب الوطن الأم عام 1982م الذي تميز الاقتصاد التركي خلال فترة رئاسته بالخصخصة، وكذلك نجم الدين أربكان رئيس حزب الرفاه، ورئيس الوزراء السابق، وسليمان دميرال رئيس تركيا التاسع، لكن الظروف في تلك الفترة لم تساعدهم على طرح هذا التعديل.


وكان للتوافق الذي حصل بين أحزاب المعارضة وحزب العدالة والتنمية الحاكم بعد الانقلاب الفاشل في شهر يوليو الماضي، الذي اتهم فيه أتباع المرشد الديني فتح الله جولن أحد الحلفاء السابقين للرئيس، والمقيم في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية بدور بارز في تعجيل طرح التعديل الدستوري، الذى تتضمن 18 مادة، والتي تم التصويت عليها على 3 مراحل كان من أهمها زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للبرلمان من 25 إلى 18 عامًا وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يوم واحد كل خمس سنوات، وإلغاء منصب رئاسة الوزراء،
وإلغاء العمل بالمحاكم العسكرية، باستثناء وقت الحرب، ومع إمكان فتح تحقيق مع رئيس الجمهورية من خلال تصويت سري.


وبحكم أن المقترح لم يحصل على موافقة 367 نائبًا (ثلثي الأعضاء) أو أكثر؛ حتى يكون نافذًا بعد مصادقة رئيس الجمهورية، فإنة حصل على 339 صوتًا، وبالتالي يتم عرضه على الاستفتاء بعد مصادقة الرئيس خلال 60 يومًا.


ولذا فإن التوافق الذي حصل بين الأحزاب المعارضة والحزب الحاكم - وخصوصًا حزب (العدالة والتنمية والحركة القومية) - كان على أغلب المواد، لكن جاء الاختلاف على صلاحيات رئيس الجمهورية الذي تصفه المعارضة، وخصوصًا حزب (الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد) بالديكتاتوري الذي ينص التعديل الدستوري على نقل السلطة التنفيذية من رئيس الحكومة إلى رئيس الدولة وسيكون مخولاً بتعيين نوابه والوزراء وكبار الموظفين العموميين وإقالتهم، وسوف يتم الغاء منصب رئيس الوزراء للمرة الأولى منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923م.


ولكن مؤيدي النظام مقتنعين أن هذا التحول ضمان للاستقرار في البلاد ومنع الازدواجية في الصلاحيات بين السلطتين.


وأردوغان المتواجد في السلطة منذ عام 1994م إلى يومنا الحالي من عمدة اسطنبول، ورئيس للوزاء، والجمهورية، فإنه سوف يستطيع البقاء فى السلطة بعد الإصلاحات الدستورية إلى عام 2029م.


فالمتابع للشأن التركي يعلم أن الحزب الحاكم سوف يدعو إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة بعد طرح التعديلات للاستفتاء، والموافقة عليها من قبل الشعب، ولن ينتظر إلى 2019م لكي يستفيد من الإصلاحات الدستورية التي تعزز صلاحيات الرئيس.


كاتب المقال:

خبير العلاقات الدولية 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الانتخابات اللبنانية.. الارتدادات والتداعيات الإقليمية

يشهد لبنان في السادس من مايو (أيار) الحالي انتخابات نيابية، وكانت آخر انتخابات قد جرت في العام 2009م وعلى الأرجح فإنه لن يتغير الكثير من المشهد اللبناني

دور روسيا المرتقب في الشرق الأوسط

يبدو أن هناك تشابهًا كبيرًا سيلوح في الأفق في الانتخابات الروسية القادمة والتي سوف يتم إجراؤها في 18 مارس الحالي بينها وبين الانتخابات العربية التي عادة ما تكون محسومة قبل إجرائها.

الائتلاف الكبير ومستقبل ميركل السياسي

ألمانيا التي يعتبر اقتصادها الأقوى في أوروبا، وخلال الأربعة الأشهر الماضية، من مفاوضات لتشكيل الحكومة، لا يزال مستقبل ميركل السياسي على المحك، بعدما كانت

المشهد التركي.. بين الثابت والمتغير

هل يتغير المشهد التركي الذي كان ثابتًا طوال السنوات العشرين الماضية، والذي ظل فيه السيد أروغان رئيسًا للوزراء وللجمهورية؟ وذلك بعد الانتخابات الرئاسية

تركيا.. وحزب ميرال أكشينار الجديد

هل تحرك وزيرة الداخلية التركية السابقة "ميرال أكشينار" النائبة المقالة عن حزب الحركة القومية الحليف الحالي للحزب الحاكم والمشاركة في تأسيس أعمال حزب العدالة والتنمية، المياه السياسية في تركيا

الانتخابات الألمانية.. وتحديات الفترة الرابعة لميركل

قد تحتاج أوروبا في الفترة المقبلة إلى حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني؛ بالإضافة إلى حالة من السلم الاجتماعي بعد موجة الإرهاب التي ضربت أهم

حزب المحافظين البريطاني والرهان الخاسر

لم تكن "تيريزا ماي" رئيسة وزراء بريطانيا بأفضل حال من سلفها "ديفيد كاميرون" الذي راهن على البقاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك عندما قام بعمل استفتاء عام بتاريخ

قمة العزم.. وتغيير الشرق الأوسط

مما يحسب للمملكة العربية السعودية - وفي عهد ملكها (سلمان بن عبدالعزيز) - أن تكون هي أول دولة يزورها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتكون سابقة تاريخية

انتخابات فرنسا.. الفرنك ضد اليورو من ينتصر؟

بعد اعتماد أحد عشر مرشحًا من قبل المجلس الدستوري لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية فقد تأهل للمرحلة الثانية - بعد فرز نتائج الدورة الأولى - كل من (ماكرون

سوريا.. جرح الإنسانية النازف

سوريا (الأزمة- الثورة) .. كلنا شركاء في هذا النزيف اليومي أو ما يحدث على أرض الشام، فقد تكالبت عليها قوى الشر من الشرق والغرب لتنهش في جسدها الطاهر، دون

ربيع تركيا في مواجهة شتاء أوروبا

تركيا التي أقرت التعددية السياسية عام 1945، وكان إجراء أول انتخابات برلمانية عام 1950 خير شاهد، ومنذ ذلك التاريخ وتركيا تشهد إصلاحات ديمقراطية منذ عهد

الإعلام الغربي في مواجهة الشعبوية الصاعدة

يبدو أن المعركة التي يخوضها الإعلام الغربي في الآونة الأخيرة مع أحزاب اليمين المتطرف (الشعبوية) التي اعتلت موخرًا سدة الحكم لن تكون بالأمر الهين كما سبق.