Close ad

أبوالغيط والثورة

7-1-2017 | 23:08

برغم خبرته الدبلوماسية الواسعة، وعلاقاته الدولية المتشعبة، فإن السفير أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، ورئيس وفد مصر في اجتماعات قمة رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الإفريقي السادسة عشرة في أديس أبابا خلال يناير 2011، وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، سواء داخل قاعة الاجتماعات الرئيسية أو خارجها؛ حيث واجه عشرات - بل مئات - الأسئلة والاستفسارات من رؤساء الوفود ورؤساء المنظمات الدولية حول ما يحدث في مصر، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور بين المتظاهرين والحكومة المصرية، في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها ميدان التحرير، ويرصدها العالم كله.

ولم يتوقف الأمر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عند هذا الحد، بل وقف عشرات الصحفيين والإعلاميين الأجانب أمام مدخل القاعة الرئيسية في انتظار خروج وزير الخارجية أبوالغيط، أو المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية – آنذاك – السفير المتميز حسام زكي، بينما توالت ردود الأفعال الدولية من داخل القاعة؛ حيث قال بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة إن الأمم المتحدة تراقب ما يحدث في القاهرة، وتأمل أن تنتهي الأمور سريعًا دون عنف.

بينما أعرب الاتحاد الإفريقي عن قلقه من الوضع السياسي المضطرب في مصر؛ حيث قال جين بينج رئيس مفوضية الاتحاد – خلال تلك الفترة - في مؤتمر صحفي "تمر مصر بوضع نحتاج لمراقبته، إنه وضع مقلق".

أضاف بينج "بعد الذي حدث في تونس، نحن نراقب الأحداث في الأماكن الأخرى، ونحن قلقون".

وأمام هذا السيل الكبير من التساؤلات لم تجد الخارجية المصرية أمامها مفرًا من إصدار تصريحات تعبر عن موقفها؛ حيث صرح السفير حسام زكي بأن "الأحداث الداخلية في مصر ليس لها تأثير على أولويات السياسة الخارجية المصرية، أو اهتماماتها، أو على قدرة الدبلوماسية المصرية على متابعة وتنفيذ تلك الأولويات.

وقال السفير - على هامش اجتماعات قمة رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الإفريقي السادسة عشرة في أديس أبابا – "إن تلك الأحداث بالتأكيد ساهمت في إبراز - وبشكل واضح - الدول التي تعد أصدقاء حقيقيين لمصر، كما أنها كشفت أيضًا مواقف أولئك الذين يتربصون بمصر وبغيرها من الدول العربية، والذين يريدون أن يسهموا في قلقلة أوضاعنا للإضعاف من شأننا، والذين يهوون تلقين الدروس".

وأكد السفير، "لا شك أنه عند وصول الأمور إلى نقطة الهدوء، فإنه سيكون للدبلوماسية المصرية وقفة تقييمية مهمة مبنية على هذه الاستنتاجات".

وبرغم قوة تلك التصريحات تجاه بعض ردود الأفعال الدولية، خاصة لعدد من الدول العربية فإن الأوضاع في مصر سارت بمنحى سريع نحو انهيار النظام الحاكم، وبدأت العديد من الدول الإفريقية تنظر إلى الأوضاع في ميدان التحرير من منظور متغير، بل إن بعضها بدأ في إجراء اتصالات مع بعض القوى السياسية المتواجدة في ميدان التحرير، حيث كانت تلك الاتصالات تتم بالوكالة؛ أى بالتنسيق مع دول أخرى أو لصالحها.

وكنت وزملائى - من الوفد الإعلامي - نبحث فقط ليس في ردود الأفعال، التي كنا نتابعها عن كثب، خاصة تلك التى كانت تخرج من القمة الإفريقية، وإنما كنا نسعى للبحث عن مخرج للموقف المتأزم الذي وجدنا أنفسنا داخله محاصرين بتساؤلات من قبل إعلاميين أفارقة وأجانب، ونحن لا نملك أي معلومات إضافية سوى ما نتابعه على شاشات الفضائيات، أو المواقع الإليكترونية، بالإضافة إلى همنا الأكبر؛ وهو البحث عن تذكرة عودة إلى القاهرة، في ظل توقف معظم حركة الطيران لمطار القاهرة الدولي، وفرض حظر التجوال بالقاهرة، ولكن لتلك قصة أخرى.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة