Close ad

أثيوبيا التي لا أعرفها

25-11-2016 | 20:58
لا أعرف على وجه الدقة عدد المرات التى زرت فيها أثيوبيا حيث تعددت زياراتى لعاصمتها أديس أبابا - والتى تعنى الزهرة الجديدة – لمتبعة فاعليات الققم الأفريقية من ناحية ومن ناحية أخرى للمشاركة فى ورش عمل ومتابعة مؤتمرات ومنتديات اقتصادية و فكرية نظمتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا .

ولكننى أتذكر جيدا زيارتى الأولى لأثيوبيا والتى جاءت عام 1999 وبالتحديد فى يناير لتغطية اجتماعات وزراء خارجية الإتحاد الأفريقى حيث كان يرأس الوفد المصرى عمرو موسى وزير الخارجية المتميز والذى كان له حضور خاص خلال الاجتماعات سواء أثناء الجلسات الرسمية أو خلال لقاءاته مع عدد من وزراء الخارجية الأفارقة على هامش الاجتماعات والتى كانت تعقد فى مبنى اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا بسبب ضعف إمكانيات مقر الإتحاد الأفريقى – القديم – وعدم وجود قاعة مؤتمرات كبرى تستوعب اجتماعات وزراء الخارجية أو القمم الأفريقية .

وقبل رحلتى إلى أثيوبيا والتى جاءت رحلة مباشرة بواسطة خطوط مصر للطيران – القاهرة – أديس أبابا – لم تكن لدى معلومات كثيرة عن واقع الحياة فى أثيوبيا سوى المتاح من خلال السفارة المصرية فى أديس أبابا وهو عبارة عن رصد لمستوى وطبيعة العلاقات بين البلدين على كافة المستويات ورصد لملامح الحياة السياسية فى البلاد وهى معلومات رغم أهميتها لم تكن كافية على الاطلاق للتعرف طبيعة دولة فى حجم أثيوبيا خاصة فى ظل توتر العلاقات مع مصر فى تلك الفترة بسبب محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها الرئيس الأسبق مبارك فى أثيوبيا والتى ألقت بظلالها تماما على علاقات البلدين حتى ثورة 25 يناير 2011.

وعندما وصلت إلى مطار أديس أبابا وجدته – كما توقعت خلال تلك الفترة – مطارا متواضعا للغاية فى كل شىء سواء صالات الوصول أو السفر مرورا بالخدمات المقدمة داخله ولم تكن البنية الأساسية فى العاصمة الأثيوبية على مستوى متوسط، بل كانت أقل من ذلك حيث لم تكن هناك فنادق تكفى للوفود الموجودة بل أن عدد المبانى الحديثة فى العاصمة يمكن حصره على أصابع اليدين وبالتالى، فإن مستوى الخدمات التى يمكن أن تقدم للوفود كان محدودا للغاية وكانت ظاهرة وجود العشش والمبانى البسيطة والصغيرة – أغلبها من الصفيح – هى الملمح الرئيسى لشوارع أديس أبابا ولكن طبيعة الشعب الأثيوبى لم تجعلنى أشعر بذلك حيث وجدت شعبا طيبا للغاية ومتعاونا تماما ويشعرك بأنك فى وطنك .

وتلك الصورة لهذا البلد الأفريقى المهم تغيرت تماما خلال السنوات الماضية حيث أستطاعت أثيوبيا أن تحقق معدلات نمو اقتصادى تجاوزت 10 % سنويا وهى نسبة مرتفعة للغاية وأصبحت المبانى الحديثة والفنادق بكافة مستوياتها فى كل مكان وأحتلت سياحة المؤتمرات مكانة خاصة كمصدر دخل رئيسى فى البلاد فى ظل وجود مقر الإتحاد الأفريقى و مقر اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بها وبالتالى وجود اجتماعات شبه أسبوعية على كافة المستويات بها حتى أطلق السياسية عليها " العاصمة السياسية لأفريقيا " .

ورغم الزحام الموجود بالعاصمة الأثيوبية بسبب كثافة السكان بها حيث يبلغ تعداد سكان البلاد 74 مليون نسمة مقسمون إلى عدد من العرقيات أهمها أورومو %34.5، أمهرة %26.9، الصومالية 6.2 % ، بالإضافة إلى عرقيات أخرى بينما تبلغ مساحة الأراضى 1.104 مليون كيلو متر مربع إلا أنك تشعر وكأنك تسير بمفردك فى الشوارع المتواضعة وسط زحام لا يزعجك أو يشعرك بالقلق ..أما الأسواق الأثيوبية فهى قصة أخرى .
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: