Close ad

إنها فضيحة وإهانة لكل امرأة مصرية

27-7-2016 | 18:52
‫‬خلال الأيام الماضية، تم نشر صورة لسيدة نزلت إلى مياه البحر لتسبح بجلبابها وقد تم التركيز على خلفية الصورة للسخرية منها خاصة ومن مستواها الثقافى والاجتماعى عامة.. ولا أشعر بأى أسف وأنا أقرر هنا أن ما حدث من نشر للصورة، هو أمر يوصف بأنه منتهى قلة الأدب ويشكل جريمة هتك عرض لهذه المسكينة.

إني أتهم هذا الكائن الذي صورها بأنه مخلوق عديم الخلق والضمير وليس في تربيته أدنى أثر لاحترام أي شيء بل وليت هذا المقال يكون بلاغا لضمير الرأى العام وكل مسئول وكل من لديه نخوة أو شعور بالمسئولية لعقاب من فعلوها.

وكذلك أتهم كل من استباح من هم على شاكلته، نشر صورة السيدة مع تعليقات للتقليل من شأنها واحتقارها والازدراء ببيئها الشعبية ووسطها الاجتماعي ثم ما لبث الأمر أن صار احتقارا لأنفسنا كمصريين عندما رأوا في هذه الصورة أننا "أفسدنا" منتجعات السادة العراة على البحر من مارينا إلى شرم الشيخ.

فهل أدرك الساخرون أو المشيرون لصورة السيدة المسكينة، أنهم من أجل "لايك" أو "كومنت" أهانوا إنسانية واستباحوا شرف سيدة بسيطة ولو أبدت منظرا قبيحا دون أن تدري.

ليت الأمر كذلك، بل مارس مواطنون مصريون على موقع فيس بوك هوايتهم المفضلة باحتقار ذواتهم والشعور بالدونية الطبقية والثقافية وهم لا يشعرون.

فإن كنت حضرتك ترى نفسك من طبقة مميزة وتعيش في الـ"هاي لايف" حسب ما علموك وربوك في مدارس "أولاد الناس"، فإنى على يقين أنك تخفي عورة في أساس حياتك، هى في حقيقتها أشد وأنكى من العورة التى ركزت عليها بكاميرتك أو "تشييرك" على صفحتك وصفحات من قبلوا مشاركتك في هذا الفعل المشين الذي أهنت فيه كل امراة مصرية.

أما إذا كنت حضرتك من طبقة مثلنا من صميم الشعب، فأنت أهنت كل نساء أهلك في قريتك أو حيك الشعبي وأبديت عوراتهم أمام العالم ظنا منك أن مشاركتك في هذه الجريمة تنفي عار الانتساب إلى طبقة شعبية وأسرة فقيرة قطعت من خبزها كي تشترى لك كمبيوتر أو موبايل تنشر عوراتها من خلاله.

أين المجلس القومى للمرأة وأين المدافعين والمدافعات عن حقوقها وشرفها أمام هذا العبث؟!

هل لأن السيدة ذات الجلباب من وسط بسيط فقير لا تجد من يدافع عنها وعن كرامتها؟!

إن القبح الذي في الصورة هو قبح ضمائرنا وقلوبنا وعقولنا وليس قبح مشهد لامرأة سمينة زعموا أنها أفسدت شواطئ السادة العراة.

لقد أهنا في صورة هذه السيدة كل امرأة مصرية، فلننعم بإهانتنا لأنفسنا وشعورنا المغرق في الدونية بكل إصرار.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
12 سؤالًا تكشف حقيقة "داعش"

حسنا.. فإذن هناك تنظيما يسمى داعش اختصارا لـتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وأن هذا التنظيم يسعى إلى كذا وكذا وكذا وخلفياته كيت وكيت وكيت.. ولكن

لحظة تاريخية في تاريخ الكنيستين

لم أستغرب التوافق الكاثوليكي الأرثوذكسي، فالفروق بين المذهبين ليست بالعميقة، حتى موضوع طبيعة السيد المسيح موضوع تم تجاوزه من عهود طويلة ولم يعد عقبة، فالأسرار

عبدة الشيطان بين داعش والإخوان!

ترى لماذا لم يفكر أعضاء الجماعات الإرهابية في التعرض لجماعات "عبدة الشيطان" التى ظهرت مواكبة لإحدى الموجات الإرهابية بدلا من قتل الأقباط؟!.. هل لأن قتل

براءة المسيحية من تدمير تمثال رمسيس

بغض النظر عما صاحب عملية استخراجهما من حمى على موقع "فيسبوك" وفي القنوات الفضائية اللاهثة وراء ما يبثه الموقع الجهنمى بكل مافيه من جهل وحنق وحماقة، فإن

موقف الأزهر بين الضمائر والدفاتر

بين مرجعية الضمائر ومرجعية الدفاتر وقع البعض في "حيص بيص" أمام قضية وقوع الطلاق الشفوي ولا ادري ما سبب هذه الفورة اعتراضا أو قبولا لرأي فتوى أو قرار أو

آخر الأحزان يعنى أن تموت فورًا

الكلمة تقال لك بمنتهى حسن النية وبصدق حقيقي وتتقبلها أنت بالشكر والامتنان، ولكن لو تأملت فيها قليلاً لوجدتها ليست سوى "دعاء عليك بالموت العاجل"!.

10 أسئلة لـ"إسلام بحيري"

لا مجادلة في أنه من حق أي إنسان في أي مكان على الأرض، قادر على التفكير، أن يطرح ما شاء من أسئلة في أي مجال يشاء، ومن حق إسلام بحيري كمواطن، أو كمسلم، أو

ما لم يقله مصطفى الفقي!

لا أعرف إن كان الدكتور مصطفى الفقي قد نسي ما سمعته منه عندما سألته عما ذكره في حفل القرية الفرعونية منتصف شهر أكتوبر الماضي، بمناسبة افتتاح معرض عن الراحل

صدق الدكتور البرادعي!

عبر الدكتور محمد البرادعي (نائب رئيس الجمهورية السابق) بلا لبس ولاغموض من خلال آخر "تويتة" من تويتاته المشهورة على موقع "تويتر"، عن موقف كثيرين ممن يدعون

أنا وهابي.. "إنت إيه؟!"

حالة ببغائية تسيطر على عقول كثيرين في الأوساط الثقافية والإعلامية ومواقع التواصل الإليكتروني، ترى كثيرًا منهم يرددون -دون وعي وبانفعال مفاجئ وحانق- كلامًا

سقطة عالم كبير

لم أكد أصدق أذني أمام شاشة التلفزيون عندما كنت أتابع برنامجا يستضيف الدكتور وسيم السيسي الذي تستهوينى أحاديثه عن الحضارة المصرية وهو يتحدث عن تدنى الذوق العام، وهو ما لم أجادل فيه كثيرا ولا قليلا.

خيانة الديانة

إن كانت قوى التعصب الديني لها سماتها ومظاهرها التي يمكن بسهولة اكتشافها وتحديدها، بل ومحاربتها، فإن قوى التعصب "اللاديني" تبدو كالماء من تحت التبن، وهي

الأكثر قراءة