خمسة ملايين دولار هي تكلفة حفل زفاف كريم نجل رجل الأعمال حامد الشيتي على عارضة الأزياء البرازيلية أنا بياتريز باروس، والذي أقيم بجزيرة ميكونوس اليونانية، وحضرته خديجة الجمال زوجة جمال مبارك، وأكثر من ٤٠٠ مدعو من مختلف دول العالم.
هذا ما ذكرته إحدى الصحف الخاصة منذ أيام، ومر علينا مرور الكرام .. وكأنه أمر عادي في وطن ٤٠٪ من مواطنيه تحت خط الفقر، ويعيش 1.5 مليون من مواطنيه في المقابر طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ومتوسط دخل الفرد فيه ٩٨ جنيهًا شهريًا، بينما الحد الأدنى لخط الفقر ١٦٤ جنيهًا شهريًا.
يظهر أن مثل هذا الخبر أصبح عاديًا في مجتمع رجال الأعمال، وصحف رجال الأعمال، وقنواتهم ومذيعيهم.
لم يتوقف أحد ليسأل ما هذا السفه؟ وما مقدار ثروة السيد حامد الشيتي الذي أقام هذا الحفل لنجله؟ وما هو مقدار ما يدفعه من ضرائب؟ وكم حفل أقيم بهذا الشكل ولم تنشر الصحف عنه شيئا؟ وما هي حجم ثروات رجال الأعمال في مصر والتي أثبتت الأيام أنها عابرة للثورات والحكام؟ وما هو العمل الذي يساعد على تكوين مثل هذه الثروات في بلد فقير مثل مصر كي نعلمه لأبنائنا؟
أسئلة وعلامات استفهام لا تنتهي، وقد ذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن مصر تحتل المرتبة الثالثة في عدد المليارديرات بعد السعودية والإمارات، وهؤلاء يملكون أكثر من ١٤ مليار دولار، فيما ذكرت تقارير أخرى أن مصر بها ثاني أكبر عدد من المليونيرات في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا، وأن عددهم أكثر من ٢٠ ألفًا.
ولذلك من الطبيعي أن يكون السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن أن يعتبر كل واحد من رجال الأعمال، مصر كابن من أبنائه، ويمنحها لمرة واحدة خمسة ملايين دولار قيمة حفل زفاف أحد أنجاله؟
لإنه لا يصح أن أقول للبسطاء صبح على مصر بجنيه، ومواطن واحد يكلف حفل زفاف ابنه خمسة ملايين دولار!.. والله العظيم ده حرام..