طالب اتحاد الصحفيين العرب، في ذكرى النكبة، كافة الحكومات والشعوب العربية، بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتقديم كل الدعم إليه، واتخاذ كل الوسائل التي تمكنه من استرداد كافة حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الاتحاد في بيان له: "مر يوم أمس ( 15 مايو ) دون أن يشعر أحد أن قضيتنا الأولى والأساسية في طريقها للنسيان بفعل مخططات الصهيونية والإمبريالية العالمية، ومر يوم أمس دون أن نشعر أن هناك وطنًا سلب منا، واغتصبه الصهاينة منذ 67 عامًا، ضاعت منا الذكري، وتاهت، ولم نشعر أن أمس الجمعة ( 15 مايو)، هو يوم ذكري النكبة، عندما احتلوا أجزاء كبيرة من أرض فلسطين، وأعلنوا قيام دولتهم العنصرية، شوكة في قلب الأمة العربية، لتفتيتها وتمزيقها، تباعًا تنفيذًا لمخططاتهم الخسيسة".
وأضاف: "أن ما يحدث للأمة العربية اليوم، يجبرنا للعودة إلى الوراء، واستعادة الذاكرة يوم غرسوا بيننا بؤرة الفساد والإفساد، علينا أن نستعيد ذاكرة الأمة وما حدث من تشتيت وتشريد لشعب فلسطين، واحتلال أرضه، لنعرف أننا نعيش اليوم تبعات ما حدث في عام 1948 وما قبلها، ولا ينقصنا للتأكد من ذلك سوى إلقاء نظرة على خريطة العالم العربي، وما يحدث من فتن وصراعات داخلية، أضاعت الاستقرار ووحدة الصف في عدد من الدول العربية المهمة، فاقتربت هذه الدول من الضياع والتشرذم والتقسيم، ويالها من ذكرى أليمة وحاضر مؤسف ومحزن".
وأشار الاتحاد إلى أنه لن ينقذ الأمة العربية من السقوط في هذه الهاوية السحيقة، سوى أن تعود مرة أخرى لتتجمع حول هدف قومي واحد، هو قضية فلسطين، والذي يبدأ بضرب المؤامرات الداخلية في كل الأقطار أولًا، ثم الوقوف معًا بصلابة ضد الأخطار القادمة من الخارج، والتي وصلت إلى داخلنا بالفعل.
وأوضح الاتحاد أن النكبة بدأت باحتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني، وتحويلهم إلى لاجئين، مع ارتكاب العصابات الصهيونية في تلك الفترة عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وقامت بهدم أكثر من 500 قرية، كما دمرت المدن الفلسطينية الرئيسية، وحولتها إلى مدن يهودية، وطردت معظم القبائل البدوية، التي كانت تعيش في النقب، كما حاولت تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية، وحاولت تغيير طبيعة البلاد العربية الأصلية وخلق مشهد أوروبي خادع.
وأكد الاتحاد أنه رغم أن تأريخ النكبة تحدد بـ 15/5/1948، فإن البداية الحقيقة للنكبة والمأساة الإنسانية للفلسطينيين بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قري ومدن فلسطين، بهدف إبادتها أو نشر الذعر بين سكانها، بهدف تسهيل تهجيرهم لاحقا، واستطاع الغرب استغلال هذه الجريمة بما يخدم مصالحه من خلال تقسيم المنطقة العربية، ونهب خيراتها عن طريق زرع الكيان الصهيوني وسط العالم العربي .
وأوضح أن مجلس الوزراء الفلسطيني قرر في جلسته الأخيرة اعتبار يوم الخامس عشر من مايو الحالي، يومًا وطنيا شاملا في ذكري مرور 67 عاما على النكبة، ودعا جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والأهلية والشعبية والخاصة، للمشاركة في فعاليات إحياء ذكري النكبة وتكليف وزارة التربية والتعليم العالي بتخصيص الحصة الأولى في المدارس خلال الفترة ( 10- 17 مايو الجاري )، لتعريف الطلبة بقضية اللاجئين ونكبة الشعب الفلسطيني.