ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الولايات المتحدة أبدت قلقها إزاء تصاعد "العبودية الحديثة" في كل من قطر وتايلاند بعد تخفيض تصنيف كلا البلدين في قائمة الإتجار بالبشر في أعقاب الكشف عن سوء المعاملة المروعة للعمال المهاجرين.
وأضافت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/ - أن تايلاند قبعت في الدرجة السفلى في تقرير الاتجار بالبشر الصادر عن الولايات المتحدة, وأنها ليست أفضل حالامن كوريا الشمالية وإيران في معاملة العمال وحمايتهم من الانتهاكات، لافتة إلى أن قطر قد تلحق بتايلاند في المركز الأخير إذا لم تقم بتحسين أرقامها خلال الأعوام القادمة.
ووضحت أن الانتقادات الأمريكية جاءت على خلفية النقد الصارخ لكل من تايلاند وقطر بعد تحقيقين أجرتهما صحيفة "الجارديان", وكشفا عن طرق "العبودية الحديثة" في كلا البلدين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, تعليقا على التقرير, "إنه لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب لأولئك الذين يتاجرون في البشر، مؤكدا أنه يجب أن تنتهي العبودية في العالم، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلب من جميع حكومات بلدان العالم مكافحة تلك الظاهرة".
ونوهت الصحيفة بأن الاتحاد الدولي لتجارة العبيد, ومنظمة العفو الدولية, ومنظمات حقوق الإنسان سلطت الضوء العام الماضي على الانتهاكات بحق آلاف العمال المهاجرين في قطر, معتبرة أن قطر تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية، وذلك على الرغم من وجود هياكل قانونية لحماية العمال المهاجرين، التى تبدو موجودة إلى حد كبير ولكن على الورق.
وأشارت إلى التحقيقات التي كشفت عن أن العمال في تايلاند يجبرون على العمل في سفن الصيد التايلاندية لاصطياد الروبيان الذي يصدر للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي, وفي قطر, كشفت التحقيقات عن الانتهاكات الواسعة بحق العمال الذين يتم تكفيلهم إلى صاحب عمل واحد، وغالبا ما يتلقون أجورهم وحتى يقابل طلبهم بالرفض في حق مغادرة البلاد، وفي كلا الدولتين يلقى العمال حتفهم بسبب سوء معاملتهم.
وانتقد التقرير نظام الكفالة القطري، واعتقال واحتجاز "ضحايا العبودية"، وفشل تفعيل قوانين تحد من الاتجار بالبشر وحماية العمال المهاجرين من الانتهاكات والاستغلال، مبرزا إنكار المسؤولين الحكوميين القطريين لوجود الاتجار بالبشر فى بلادهم.
يذكر أنه تم تخفيض تصنيف 15 بلدا من أصل 188، وتحسن تصنيف العدد نفسه تقديرا لجهود هذه البلدان فى مكافحة الاتجار بالبشر، وانضمت تشيلى وسويسرا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى أعلى التصنيف.