Close ad

"الشرق الأوسط": الدعوة لانتخابات مبكرة ليست بدعة مصرية.. وعلى "الحرية والعدالة" الانصياع لمطالب الناس

1-7-2013 | 03:05
الشرق الأوسط الدعوة لانتخابات مبكرة ليست بدعة مصرية وعلى الحرية والعدالة الانصياع لمطالب الناسصورة ارشيفية
بوابة الأهرام
قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن مصر تمر بمرحلة دقيقة في تاريخها بين أن تكون دولة ديمقراطية أو لا تكون.. أن تمضي بديمقراطيتها إلى الأمام، أو أن تعمها الفوضى، أن تخطو نحو الاستقرار والأمن أو أن تدخل في نزاعات داخلية لا تنتهي ولا يعرف مداها.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الاثنين أن المصريون بشتى أطيافهم خرجوا إلى الشوارع أمس، وامتلأت الميادين العامة في معظم المدن الرئيسة، بالمحتجين، في مشهد أعاد للأذهان، أجواء أحداث 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام مبارك.

وقالت: إن أول رئيس مدني منتخب جاء عبر صناديق الاقتراع، منذ أكثر من نصف قرن، يواجه تحديا كبيرا لشرعيته، بخروج ملايين المحتجين، المطالبين بتنحيه، بعد عام واحد من وجوده على السلطة، مما يعني أن صناديق الاقتراع لم تعد وحدها تكفي لتثبيت شرعية الحاكم.

واعتبرت الصحيفة أن للمعارضة المصرية بأشكالها كافة، الحق في المطالبة بتصحيح الأوضاع، وتكريس العمل الديمقراطي، إلى حد الدعوة لانتخابات مبكرة، مشيرة إلى أن ما شهدته البلاد خلال عام واحد، يعد كارثيا، بتفشي الفوضى الأمنية، وتهاوي الاقتصاد وتدهور العملة المحلية، وتزايد الدين العام، وتوجيه ضربات قاسية لم يتحملها قطاع السياحة، الذي يعد من أهم أعمدة الدخل القومي، بالإضافة إلى عجز سياسي، واجتماعي غير محتمل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوة لانتخابات مبكرة ليست بدعة مصرية، فقد جربتها عديد من الدول، وشهدت أوروبا وحدها خلال السنوات الأخيرة أكثر من 8 انتخابات مبكرة، من بينها، بولندا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال واليونان وإسبانيا العام الماضي.

وقالت "الشرق الأوسط" إن أمام حزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر الآن أن يثبت للعالم، الذي يترقب ما يحدث في مصر أنه فوق الحزبية، وأن الوطن هو الأهم، وأن يتحلى بالشجاعة الكافية بالانصياع لمطالب الناس، والمضي قدما في تلبيتها بالدعوة لانتخابات مبكرة، إذا دعت الضرورة.. وإذا كانت حلا وسطا للخروج من الأزمة الطاحنة. فاحترام إرادة الناس هي من أولويات الحاكم.

وقالت إن على المعارضة أيضا أن تلتزم الاستحقاقات الديمقراطية، ولعل أولها تأكيد نبذ العنف، والتجريح، ومحاولة إلغاء الآخر. وعليها أيضا حمل مسئولية الخروج بمشروع مشترك مع القوى الحاكمة من أجل استقرار ووحدة البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن مشكلة مصر الآن تتمثل في غياب برامج سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية سواء للحزب الحاكم أو معارضيه، ناهيك عن رؤية شاملة للمستقبل. فالتحديات الجسيمة يجب أن يقابلها برنامج عمل واحد لمنع وقوع البلاد في فخ الفوضى، أو الانزلاق إلى نزاعات أو حرب أهلية طاحنة.

وتابعت: تقع على عاتق جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها وكذا معارضوها، مهمة العمل على وضع استراتيجية قومية متفق عليها، والمحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي المصري بطوائفه الفكرية المتعددة، وأبعادها من محاور الصراع، مشددة على أن حقوق الوطن يجب أن تكون محل احترام وتقدير كل الأطراف، لأن الوطن للجميع، بمختلف أطيافه وأعراقه وثقافاته.

واعتبرت الصحيفة أن الثراء الذي ميز مصر عبر العقود والسنوات، وتعرضه للتهديد، يضع مصر والمنطقة كلها أمام مصير مجهول، وأن العالم العربي ينظر إلى مصر مترقبا عما ستسفر عنه الأحداث الجارية، فاستقرارها يعني استقرار المنطقة، ودخولها في متن فوضى يعرض المنطقة لأخطار محدقة يريد الجميع تفاديها.
كلمات البحث
الأكثر قراءة