Close ad

تقارير إعلامية : نتنياهو "ملك إسرائيل" الذي اهتز عرشه

17-3-2013 | 10:43
أ ف ب
بنيامين نتنياهو بطل اليمين الإسرائيلي، الذي وصفته مجلة تايم الأمريكية بـ"الملك بيبي"، وتمكن بعد جهود شاقة من تشكيل حكومة، يبقى متربعًا على عرش إسرائيل على الرغم من النكسة الانتخابية غير المتوقعة التي تعرض لها، والمساومات التي تلتها.

وقبل الانتخابات التشريعية التي جرت في 22 يناير، بدا أن زعيم الليكود أكبر حزب لليمين القومي الإسرائيلي، سيكون رئيس الحكومة المقبلة.

لكن العديد من أهم المعلقين الذين يرون أنه زعيم ضعيف ومتردد، توقعوا أن يواجه "جحيمًا" و"تحالفًا أشبه بكابوس" خلال ولايته الثالثة.

وكتبت صحيفة معاريف هذا الأسبوع أن "نتانياهو يعتبر أنه ضحى كثيرًا، لم يكف عن الاستسلام متخليًا (لشريكيه الحكوميين) يائر لابيد، ونفتالي بينيت عن قلعة تلو الأخرى".

أما صحيفة هآرتس، فكتبت أنه بالنسبة لنتنياهو "يمثل يائير لابيد ونفتالي بينيت كل المخاطر: فهما شابان وعصريان ويتمتعان بالشعبية. ونتنياهو يمثل الحرس القديم، وهما يمثلان الشباب، وهو (نتنياهو) لا يستطيع شراءهما، كما في التحالفات السابقة، بالتقديمات العائلية والهبات للمدارس الدينية".

ومع ذلك يستطيع "بيبي" البالغ من العمر 63 عامًا أن يعتز بتجربته الحكومية ووطنيته التي لا جدال فيها، ومكانته الدولية، فبقيادة هذا الليبرالي، يبدو الاقتصاد الإسرائيلي في وضع جيد بالمقارنة مع محيطه، وإن كان العجز في الميزانية يثير قلقًا.

وفرض بنيامين نتانياهو -الذي يتمتع بقدرة كبيرة على الخطابة- نفسه في الداخل كما في الخارج، بعد ولاية أولى مثيرة للجدل (1996-1999)، حتى إنه تفوق على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في مايو 2011.

وقد نجح في الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، وإقامة علاقة سلسة مع الكونغرس الأمريكي، وإبعاد بلاده عن تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، وأصبح طرفًا فاعلًا لا يمكن تجاوزه على الساحة الدولية.

ومع ذلك يتعرض "بيبي" (63 عاما) للنقد بسبب تردده (ويقال تحت تأثير زوجته الثالثة سارة)، ومهاراته في "الخداع" إذ يبدو مستعدًا للتراجع تحت الضغط، إلا أن أنصاره يفسرون ذلك بالبراجماتية.

لكنه يبدو أقل شعبية على الصعيد الخارجي، حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ"الكاذب"، في حديث خاص خلال قمة لمجموعة العشرين العام الماضي، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي رد عليه قائلًا "ربما تكون قد مللت منه أما أنا فيتعين علي أن أتعامل معه كل يوم".

وفي خطاب عنيف ندد الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يوفال ديسكن أخيرًا بـ"زعامة تتخذ قراراتها على أساس أوهام إلهية"، وذلك بعد ما نسب لرئيس الوزراء من عزمه على مهاجمة إيران.

وقال ديسكن "صدقوني، لقد راقبت عن كثب هؤلاء الأشخاص (نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك)، ولا أعتقد أنهم على المستوى الكافي للانتصار في حرب مع إيران، إنهم أشخاص لا أتمنى أن يكونوا في موقع القيادة خلال حدث كهذا".

ويرى نتانياهو، وهو حفيد حاخام وابن مؤرخ صهيوني متشدد توفي في الآونة الأخيرة عن مئة عام وعامين، في إيران "العماليق" الجدد، أعداء اليهود في التوراة، ويشبه التهديد النووي الإيراني بالمحرقة.

وقد حذر في حديث لفرانس برس العام الماضي من أن "الربيع العربي يمكن أن يتحول إلى شتاء إيراني".

ونتانياهو، القريب من مدرسة المحافظين الجدد الأمريكية، أمضى فترة شبابه كلها في الولايات المتحدة، وكان في 1996 أصغر رئيس وزراء لإسرائيل والأول الذي ولد بعد إعلان قيام الدولة عام 1948.

و"بيبي" المنحدر من نخبة اليهود الغربيين التي أسست دولة إسرائيل لا ينسى أبدًا مقتل شقيقه الأكبر الكولونيل يوناثان "يوني" نتنياهو قائد وحدة النخبة خلال هجوم عنتيبي (أوغندا) على مجموعة كوماندوس من فلسطينيين وألمان، مؤيدين للقضية الفلسطينية عام 1976.

ولا يكف نتانياهو عن التنديد بـ"الإرهاب الدولي" و"التطرف الإسلامي"، ويعارض نتانياهو، الذي يعد من الصقور انسحابا إسرائيليًا من الضفة الغربية وتقسيمًا للقدس، كما يعارض قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة، وإن كان لا يفصح أبدًا عن نواياه علنًا.

وشعاره الدائم هو أن إسرائيل لن تتنازل أبدًا لا بشأن "أمنها" ولا بشأن الإصرار على الاعتراف بها "كوطن قومي لليهود".
كلمات البحث
الأكثر قراءة